دعاء الأمن
روى الكفعمي في المصباح دعاء، وقال: قد أورد السّيد ابن طاووس هذا الدّعاء
للأمن من السّلطان والبلاء وظهور الأعداء، ولخوف الفقر وضيق الصّدر، وهو من
أدعية الصحيفة السّجاديّة، فادع به إذا خفت أن يضرّك شيء مما ذُكر، ونقل
عن بعض العلماء أنه قال: من ابتدأ بقراءة هذا الدعاء في يوم السبت وزاد
بقراءته كل يوم مرتين إلى يوم الجمعة يقرأه فيها خمس عشرة مرة وسأل حاجته
فإنها تقضى إن شاء الله تعالى، وهو هذا الدّعاء:
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ
الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ
يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ إِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ
الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ
الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى إِرادَتِكَ الأَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ
دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ،
أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، وأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي المُلِمّاتِ،
لا يَنْدَفِعُ مِنْها إِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها إِلاّ ما
كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ،
وَأَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ
عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما
أَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أَغْلَقْتَ،
وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ
لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ
بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ،
وَأَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَأَذِقْني حَلاوَةَ
الصُّنْعِ فيـما سَأَلْتُ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً
هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني
بِالاِْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ
ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ
عَليَّ هَمّاً، وأَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما
وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَإِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا
ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَأَنْتَ قادِرٌ يا
أَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.