السعودية بين ثورتين الليبية والبحرينية
صباح الرسام
السعودية الدولة الوهابية التي تملك المال ووعاظ السلاطين وبمساعدة امريكا تعتبر نفسها الشرطي في المنطقة والمدافع عن مصالح الديكتاتوريات وبمساعدة الدول الاستعمارية تحكم الشعوب بالحديد والنار ، فنجد السعودية تتدخل في شؤون الداخلية للدول بحجة الدفاع عن العروبة . فلو تابعنا موقف السعودية من الثورات التي عمت الدول العربية نجد مواقفها متناقضة الثورة التونسية كانت مفاجئة للجميع وهذا من حسن حظ الشعب التونسي لان الثورة نجحت بسرعة قياساً لباقي الثورات وكانت السعودية الحكومة الوحيدة التي قبلت زين العابدين بن علي وكانت تقف بجانب ديكتاتور مصر الا ان شعب مصر اثبت انه شعب يصنع التاريخ وبعد سقوط مبارك تغيرت تصريحات آل سعود بحجة وقوفهم مع الشعب المصري ، ناهيك هن الدعم السعودي لديكتاتور اليمن علي عبدالله صالح .
يستغرب المتابع للثورة الليبية عندما يرى موقف السعودية من الثورة ومن الديكتاتور المجنون معمر القذافي ( ملك ملوك افريقيا ) فهي مؤيدة للثوار وتتمنى سقوطه اكثر من الثوار وهذا الموقف له اسبابه اولها وهو الاهم ان القذافي ليس له معارضة شيعية لكي تتهم بانها تنفذ اجندة ايرانية او المد الشيعي وغيرها من الاتهامات وثانياً القذافي لايعترف بالسنة ورجال الدين وثالثاً القذافي لا يحترم المملكة السعودية ودائماً يتشاجرون في المؤتمرات والاجتماعات فهذه الاسباب تجعل السعودية تقف هذا الموقف من صنم ليبيا .
اما الموقف السعودي السافر في البحرين وصل لحد ارسال الجيوش المدرعة لقمع الثوار بصورة سلمية حضارية ثوار عزل يطالبون بحقوقهم التدخل العسكري سبقه تدخل سياسي وهودعم مملكة الارهاب السعودي من خلال تصريحات المملكة اضافة للدعم الديني ( الوهابي ) من خلال اصدار وعاظ السلاطين فتاوى ما انزل الله بها من سلطان . هذا التدخل السافر وصل لدرجة دخول الجيوش لسبب واحد هو الطائفية لان الثوار البحرينيين هم شيعة والشيعة في دين هؤلاء يجب ان يذبحوا عن بكرة ابيهم فنجد اتهام ثوار البحرين بانهم دمى تحركهم ايران ونسمع نعيق البعض يقول اخرجوا من البحرين واذهبوا الى ايران وهذه العبارات الرخيصة تنطبق عليهم لان الثوار هم المواطنون الاصلاء وآل خليفة مملكة البحرين اصلها من السعودية جاءت وتسلطت على الشعب بمساعدة الاستعمار . في فكر هؤلاء ان الشعب البحريني الشجاع لايعرف السياسات التي تنتهجها المملكة كيف لايثور الشعب وهو يرى الافريقي والهندي والاردني والسوري والبعثي يحصل على الجنسية البحرينية بسبب دوافع طائفية لترتفع نسبة الاخرين وتقل نسبة الشيعة كي لايثورون وهم محرومون من المناصب العليا في بلدهم وحتى بعد فوز الشيعة الساحق في الانتخابات البحرينية لم تتغير المعادلة . التدخل السعودي الطائفي تدخل خطير وهو اعلان حرب طائفية دولية . وهذا الفعل السعودي لم يأتي اعتباطاً بل بمساندة امريكية التي تدعي الديمقراطية وحتى الامم المتحدة لم تحرك ساكن وكانه شيئ لم يكن لكم الله ياشعب البحرين .
المصدر // وكالة براثا