بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
سبعون منقبة للإمام علي (ع) لم يشاركه أحد فيها
- قال : أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) : لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد
(ص) : إنه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ وقد شركته فيها وفضلته ، ولي سبعون
منقبة لم يشركني فيها أحد منهم ، قلت : يا أمير المؤمنين ، فأخبرني بهن ،
فقال (ع) :
إن أول منقبة لي : أني لم اُشرك باللَّه طرفة عين ، ولم أعبد اللات والعزى.
والثانية : أني لم أشرب الخمر قط.
والثالثة : أن رسول الله إستوهبني ، عن أبي في صبائي ، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدثه.
والرابعة : أني أول الناس إيماناً وإسلاماًً.
والخامسة : أن رسول الله (ص) قال لي : يا علي ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي.
والسادسة : أني كنت آخر الناس عهداً برسول الله ، ودليته في حفرته.
والسابعة : أن رسول الله (ص) : أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار ،
وسجاني ببرده ، فلما جاء المشركون ظنوني محمداًً (ص) فأيقظوني ، وقالوا :
ما فعل صاحبك ؟ فقلت : ذهب في حاجته ، فقالوا : لو كان هرب لهرب هذا معه.
والثامنة : فأن رسول الله (ص) علمني الف باب من العلم ، يفتح كل باب الف باب ، ولم يعلم ذلك أحداًً غيري.
التاسعة : فأن رسول الله (ص) قال لي : يا علي ، إذا حشر الله عز وجل
الأولين والآخرين نصب لي : منبر فوق منابر النبيين ، ونصب لك منبر فوق
منابر الوصيين فترتقي عليه.
العاشرة : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ، لا أعطى في القيامة إلاّ سألت لك مثله.
وأما الحادية عشرة : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ، أنت أخي وأنا أخوك ، يدك في يدي حتى تدخل الجنة.
وأما الثانية عشرة : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ، مثلك في أمتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.
وأما الثالثة عشرة : فأن رسول الله (ص) عممني بعمامة نفسه بيده ، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء الله ، فهزمتهم بإذن الله عز وجل.
وأما الرابعة عشرة : فأن رسول الله (ص) أمرني أن إمسح يدي على ضرع شاةً قد
يبس ضرعها ، فقلت : يا رسول الله ، بل إمسح أنت ، فقال : يا علي ، فعلك
فعلي ، فمسحت عليها يدي ، فدر على من لبنها ، فسقيت رسول الله (ص) شربة ،
ثم أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها ، فقال رسول الله (ص) : إني سألت الله عز
وجل أن يبارك في يدك ، ففعل.
وأما الخامسة عشرة : فأن رسول الله (ص) أوصى إلي وقال : يا علي ، لا يلي
غسلي غيرك ، ولا يواري عورتي غيرك ، فإنه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت
عيناه ، فقلت له : كيف لي بتقليبك يا رسول الله ؟ ، فقال : إنك ستعان ،
فوالله ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلاّ قلب لي.
وأما السادسة عشرة : فإني أردت أن أجرده ، فنوديت : يا وصي محمد ، لا تجرده
فغسله والقميص عليه ، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة ما
رأيت له عورة ، خصني الله بذلك من بين أصحابه.
وأما السابعة عشرة : فإن الله عز وجل زوجني فاطمة ، وقد كان خطبها أبوبكر
وعمر ، فزوجني الله من فوق سبع سماواته ، فقال رسول الله (ص) : هنيئاًً لك
يا علي ، فإن الله عز وجل زوجك فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وهي بضعة مني ،
فقلت : يا رسول الله ، أولست منك ؟ ، فقال : بلى ، يا علي وأنت مني وأنا :
أبوك كيميني من شمالي ، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.
وأما الثامنة عشرة : فأن رسول الله (ص) قال لي : يا علي ، أنت صاحب لواء
الحمد في الآخرة ، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق مني مجلساًً ، يبسط لي ،
ويبسط لك ، فأكون في زمرة النبيين ، وتكون في زمرة الوصيين ، ويوضع على
رأسك تاج النور وإكليل الكرامة ، يحف بك سبعون الف ملك حتى يفرغ الله عز
وجل من حساب الخلائق.
وأما التاسعة عشرة : فأن رسول الله (ص) قال : ستقاتل الناكثين والقاسطين
والمارقين ، فمن قاتلك منهم فإن لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة الف من
شيعتك ، فقلت : يا رسول الله ، فمن الناكثون ؟ ، قال : طلحة والزبير ،
سيبايعانك بالحجاز ، وينكثانك بالعراق ، فإذا فعلاً ذلك فحاربهما ، فإن في
قتالهما طهارة لأهل الأرض ، قلت : فمن القاسطون ؟ ، قال : : معاوية وأصحابه
، قلت : فمن المارقون ؟ ، قال : أصحاب ذي الثدية ، وهم يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية ، فأقتلهم ، فإن في قتلهم فرجاً لأهل الأرض ،
وعذاباً معجلاً عليهم ، وذخراً لك عند الله عز وجل يوم القيامة.
وأما العشرون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول لي : مثلك في أمتي مثل باب
حطة في بني إسرائيل ، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عز
وجل.
وأما الحادية والعشرون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : أنا مدينة
العلم وعلي بابها ، ولن تدخل المدينة إلاّ من بابها ، ثم قال : يا علي ،
إنك سترعى ذمتي ، وتقاتل على سنتي ، وتخالفك أمتي.
وأما الثانية والعشرون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : إن الله تبارك
وتعالى خلق إبني الحسن والحسين من نور القاه إليك وإلى فاطمة ، وهما يهتزان
كما يهتز القرطان إذا كانا في الاذنين ، ونورهما متضاعف على نور الشهداء
سبعين الف ضعف ، يا علي ، إن الله عز وجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا
يكرم بها أحداًً ما خلا النبيين والمرسلين.
وأما الثالثة والعشرون : فأن رسول الله (ص) أعطاني خاتمه ( في حياته )
ودرعه ومنطقته وقلدني سيفه وأصحابه كلهم حضور ، وعمي العباس حاضر ، فخصني
الله عز وجل منه بذلك دونهم.
وأما الرابعة والعشرون : فإن الله عز وجل أنزل على رسوله : يأَيها الذين
آمنوا إذا نجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ، فكان لي دينار ،
فبعته عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله (ص) أصدق قبل ذلك بدرهم ،
ووالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي ، فأنزل الله عز وجل :
ءأَشفقتم أَن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ،
الآية ، فهل تكون التوبة إلاّ من ذنب كان!!
وأما الخامسة والعشرون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : الجنة محرمة
على الأنبياء حتى أدخلها أنا ، وهي محرمة على الأوصياء حتى تدخلها : أنت يا
علي ، إن الله تبارك وتعالى بشرني فيك ببشرى لم يبشر بها نبياًً قبلي ،
بشرني بأنك سيد الأوصياء ، وأن إبنيك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
يوم القيامة.
وأما السادسة والعشرون : فإن جعفراًً أخي الطيار في الجنة مع الملائكة ، المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد.
وأما السابعة والعشرون : فعمي حمزة سيد الشهداء في الجنة.
وأما الثامنة والعشرون : فأن رسول الله (ص) قال : إن الله تبارك وتعالى
وعدني فيك وعدا لن يخلفه ، جعلني نبياًً وجعلك وصياً ، وستلقى من أمتي من
بعدي ما لقي موسى من فرعون ، فإصبر وإحتسب حتى تلقاني ، فأوالي من والاك ،
وأعادي من عاداك.
وأما التاسعة والعشرون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ، أنت
صاحب الحوض ، لا يملكه غيرك ، وسيأتيك قوم فيستسقونك ، فتقول : لا ، ولا
مثل ذرة ، فينصرفون مسودة وجوههم ، وسترد عليك شيعتي وشيعتك ، فتقول : رووا
رواء مرويين ، فيروون مبيضة وجوههم.
وأما الثلاثون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يحشر أمتي يوم القيامة
على خمس رايات ، فأول راية ترد علي راية فرعون هذه الأمة ، وهو معاوية ،
والثانية مع سامري هذه الأمة ، وهو عمرو بن العاص ، والثالثة مع جاثليق هذه
الأمة ، وهو أبو موسى ، الأشعري ، والرابعة مع أبي الأعور السلمي ، وأما
الخامسة فمعك يا علي ، تحتها المؤمنون ، وأنت إمامهم ، ثم يقول الله تبارك
وتعالى للأربعة : إرجعوا ورآءكم فالتمسوا نوراًً فضرب بينهم بسور له باب
باطنه فيه الرحمة ، وهم شيعتي ومن والأني ، وقاتل معي الفئة الباغية
والناكبة ، عن الصراط ، وباب الرحمة وهم شيعتي ، فينادي هؤلاء : ألم نكن
معكم قالوا بلى ولاكنكم فتنتم أَنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأمانى
حتى جآء أَمر الله وغركم باللَّه الغرور* فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من
الذين كفروا مأواكم النار هى مولاكم وبئس المصير ، ثم ترد أمتي وشيعتي
فيروون من حوض محمد (ص) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.
وأما الحادية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : لولا أن يقول
فيك الغالون من أمتي ما قالت : النصارى في عيسى إبن مريم ، لقلت : فيك
قولاً لا تمر بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك ، يستشفون به.
وأما الثانية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : إن الله تبارك
وتعالى نصرني بالرعب ، فسألته أن ينصرك بمثله ، فجعل لك من ذلك مثل الذي
جعل لي.
وأما الثالثة والثلاثون : فأن رسول الله (ص) التقم أذني وعلمني ما كان وما
يكون إلى يوم القيامة ، فساقالله عز وجل ذلك إلي على لسان نبيه (ص).
وأما الرابعة والثلاثون : فإن النصارى إدعوا أمراً ، فأنزل الله عز وجل فيه
: فمن حاجك فيه من بعد ما جآءك من العلمِ فقل تعالوا ندع أَبنآءنا
وأبنآءَكم ونسآءنا ونسآءَكم وأَنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على
الكاذبين ، فكانت نفسي نفس رسول الله (ص) ، والنساء فاطمة (ع) والإبناء
الحسن والحسين ، ثم ندم القوم ، فسألوا رسول الله (ص) الإعفاء ، فأعفاهم ،
والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد (ص) لو باهلونا لمسخوا
قردة وخنازير.
وأما الخامسة والثلاثون : فأن رسول الله (ص) وجهني يوم بدر فقال : إئتني
بكف حصيات مجموعة في مكان واحد ، فأخذتها ثم شممتها ، فإذا هي طيبة تفوح
منها رائحة المسك ، فأتيته بها ، فرمى بها وجوه المشركين ، وتلك الحصيات
أربع منها كن من الفردوس ، وحصاة من المشرق ، وحصاة من المغرب ، وحصاة من
تحت العرش ، مع كل حصاة مائة الف ملك مدداً لنا ، لم يكرم الله عز وجل بهذه
الفضيلة أحداًً قبل ولا بعد.
وأما السادسة والثلاثون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : ويل لقاتلك ،
إنه أشقى من ثمود ، ومن عاقر الناقة ، وإن عرش الرحمن ليهتز لقتلك ، فأبشر
يا علي فإنك في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين.
وأما السابعة والثلاثون : فإن الله تبارك وتعالى قد خصني من بين أصحاب محمد
(ص) بعلم الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والخاص والعام ، وذلك مما
من الله به علي وعلى رسوله ، وقال لي الرسول (ص) : يا علي : إن الله عز
وجل أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأعلمك ولا أجفوك ، وحق علي : أن أطيع ربي ،
وحقّ عليك أن تعي.
وأما الثامنة والثلاثون : فأن رسول الله (ص) بعثني بعثا ، ودعا لي بدعوات ،
وإطلعني على ما يجري بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه ، قال : لو قدر محمد أن
يجعل إبن عمه نبياًًً لجعله ، فشرفني الله عز وجل بالإطلاع على ذلك على
لسان نبيه (ص).
وأما التاسعة والثلاثون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : كذب من زعم
أنه يحبني ويبغض علياًً ، لا يجتمع حبي وحبه إلاّ في قلب مؤمن إن الله عز
وجل جعل أهل حبي وحبك يا علي في أول زمرة السابقين إلى الجنة ، وجعل أهل
بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار.
وأما الأربعون : فأن رسول الله (ص) وجهني في بعض الغزوات إلى ركي فإذا ليس
فيه ماء ، فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : أفيه طين ؟ ، قلت : نعم ، فقال : ،
إئتني منه ، فأتيت منه بطين ، فتكلم فيه ، ثم قال : ألقه في الركي ،
فألقيته ، فإذا الماء قد نبع حتى إمتلأ جوانب الركي ، فجئت إليه فأخبرته ،
فقال لي : وفقت يا علي ، وببركتك نبع الماء ، فهذه المنقبة خاصة بي من دون
أصحاب النبي (ص).
وأما الحادية والأربعون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : أبشر يا علي ،
فإن جبرئيل آتاني فقال لي : يا محمد إن الله تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك
فوجد إبن عمك وختنك على إبنتك فاطمة خير أصحابك ، فجعله وصيك والمؤدي عنك.
وأما الثانية والأربعون : فإني سمعت رسول الله يقول : أبشر يا علي ، فإن
منزلك في الجنة مواجه منزلي ، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى عليين ،
قلت : يا رسول الله (ص) ، وما أعلى عليون؟ ، فقال : قبة من درة بيضاء ،
لها سبعون الف مصراع ، مسكن لي ولك يا علي.
وأما الثالثة والأربعون : فأن رسول الله (ص) قال : إن الله عز وجل رسخ حبي
في قلوب المؤمنين ، وكذلك رسخ حبك ( يا علي ) في قلوب المؤمنين ، ورسخ
بغضي وبغضك في قلوب المنافقين ، فلا يحبك إلاّ مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلاّّ
منافق كافر.
وأما الرابعة والأربعون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : لن يبغضك من
العرب إلاّ دعي ، ولا من العجم إلاّ شقي ، ولا من النساء إلاّ سلقلقية.
وأما الخامسة والأربعون : فأن رسول الله (ص) دعاني وأنا رمد العين ، فتفل
في عيني ، وقال : اللهم إجعل حرها في بردها ، وبردها في حرها ، فواللَّه ،
ما إشتكت عيني إلى هذه الساعة.
وأما السادسة والأربعون : فأن رسول الله (ص) أمر أصحابه وعمومته بسد
الأبواب ، وفتح بابي بأمر الله عز وجل فليس لأحد منقبة مثل منقبتي.
وأما السابعة والأربعون : فأن رسول الله (ص) أمرني في وصيته بقضاء ديونه
وعداته ، فقلت : يا رسول الله ، قد علمت أنه ليس عندي مال! فقال : سيعينك
الله ، فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعداته إلاّ يسره الله لي ، حتى قضيت
ديونه وعداته ، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين الفاً ، وبقي بقية أوصيت الحسن أن
يقضيها.
وأما الثامنة والأربعون : فأن رسول الله (ص) آتاني في منزلي ، ولم يكن
طعمنا منذ ثلاثة أيام ، فقال : يا علي ، هل عندك من شيء ؟ فقلت : والذي
أكرمك بالكرامة وإصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وأبناي منذ ثلاثة أيام ،
فقال النبي (ص) : يا فاطمة ، إدخلي البيت وإنظري هل تجدين شيئاًً ؟ ، فقالت
: خرجت الساعة ! فقلت : يا رسول الله ، أدخله أنا ؟ ، فقال : إدخل بإسم
الله ، فدخلت ، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر ، وجفنة من ثريد ،
فحملتها إلى رسول الله (ص) ، فقال : يا علي ، رأيت الرسول الذي حمل هذا
الطعام ؟ فقلت : نعم ، فقال : صفه لي ، فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر ،
فقال : تلك خطط جناح جبرئيل (ع) مكللة بالدر والياقوت ، فأكلنا من الثريد
حتى شبعنا ، فما رأى إلاّ خدش أيدينا وأصابعنا ، فخصني الله عز وجل بذلك من
بين أصحابه.
وأما التاسعة والأربعون : فإن الله تبارك وتعالى خص نبيه (ص) بالنبوة ،
وخصني النبي (ص) بالوصية ، فمن أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء (ع).
وأما الخمسون : فأن رسول الله (ص) بعث ببراءة مع أبي بكر ، فلما مضى أتى
جبرئيل (ع) ، فقال : يا محمد ، لا يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك فوجهني على
ناقته العضباء ، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه ، فخصني الله عز وجل
بذلك.
وأما الحادية والخمسون : فأن رسول الله (ص) أقامني للناس كافة يوم غدير خم
، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين.
وأما الثانية والخمسون : فأن رسول الله (ص) قال : يا علي ، ألا أعلمك
كلمات علمنيهن جبرئيل (ع) ؟! فقلت : بلى ، قال : قل : يا رازق المقلين ،
ويا راحم المساكين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أرحم
الراحمين ، إرحمني وإرزقني.
وأما الثالثة والخمسون : فإن الله تبارك وتعالى لن يذهب بالدنيا حتى يقوم
منا القائم ، يقتل مبغضينا ، ولا يقبل الجزية ، ويكسر الصليب والأصنام ،
ويضع الحرب أوزارها ، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة ، ويعدل في
الرعية.
وأما الرابعة والخمسون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ،
سيلعنك بنو أمية ، ويرد عليهم ملك بكل لعنة الف لعنة ، فإذا قام القائم
لعنهم أربعين سنة.
وأما الخامسة والخمسون : فأن رسول الله (ص) قال لي : سيفتتن فيك طوائف من
أمتي ، فيقولون : أن رسول الله (ص) لم يخلف شيئاًً ، فبماذا أوصى علياًً ؟
أوليس كتاب ربي أفضل الأشياء بعد الله عز وجل!! ، والذي بعثني بالحق لئن
لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبداًً ، فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة.
وأما السادسة والخمسون : فإن الله تبارك وتعالى خصني بما خص به أولياءه
وأهل طاعته ، وجعلني وارث محمد (ص) ، فمن ساءه ساءه ، ومن سره سره ( وأومأ
بيده نحو المدينة ).
وأما السابعة والخمسون : فأن رسول الله (ص) كان في بعض الغزوات ، ففقد
الماء ، فقال لي : يا علي ، قم إلى هذه الصخرة ، وقل : أنا رسول رسول الله
، إنفجري لي ماء ، فواللَّه الذي أكرمه بالنبوة لقد أبلغتها الرسالة ،
فإطلع منها مثل ثدي البقر ، فسأل من كل ثدي منها ماء ، فلما رأيت ذلك أسرعت
إلى النبي (ص) فأخبرته ، فقال : إنطلق ياعلي ، فخذ من الماء ، وجاء القوم
حتى ملؤوا قربهم وأداوإتهم ، وسقوا دوابهم ، وشربوا ، وتوضؤوا ، فخصني الله
عز وجل بذلك من دون الصحابة.
وأما الثامنة والخمسون : فأن رسول الله (ص) أمرني في بعض غزواته ( وقد نفد
الماء ) فقال : يا علي ، إئتني بتور ، فأتيته به ، فوضع يده اليمنى ويدي
معها في التور ، فقال : إنبع ، فنبع الماء من بين أصابعنا.
وأما التاسعة والخمسون : فأن رسول الله (ص) وجهني إلى خيبر ، فلما أتيته
وجدت الباب مغلقاً ، فزعزعته شديداًًًً ، فقلعته ورميت به أربعين خطوة ،
فدخلت ، فبرز إلي مرحب ، فحمل علي وحملت عليه ، وسقيت الأرض من دمه ، وقد
كان وجه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين.
وأما الستون : فإني قتلت عمرو بن عبد ود ، وكان يعد بألف رجل.
وأما الحادية والستون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : يا علي ، مثلك
في أمتي مثل قل هو الله أَحد ، فمن أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن
أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن أحبك بقلبه وأعانك
بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله.
وأما الثانية والستون : فإني كنت مع رسول الله (ص) في جميع المواطن والحروب ، وكانت رايته معي.
وأما الثالثة والستون : فإني لم أفر من الزحف قط ، ولم يبارزني أحد إلاّ سقيت الأرض من دمه.
وأما الرابعة والستون : فأن رسول الله (ص) أتي بطير مشوي من الجنة ، فدعا
الله عز وجل أن يدخل عليه أحب خلقه إليه ، فوفقني الله للدخول عليه حتى
أكلت معه من ذلك الطير.
وأما الخامسة والستون : فإني كنت أصلي في المسجد فجاء سائل ، فسأل وأنا
راكع ، فناولته خاتمي من إصبعي ، فأنزل الله تبارك وتعالى في : إنما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
وأما السادسة والستون : فإن الله تبارك وتعالى رد علي الشمس مرتين ، ولم يردها على أحد من أمة محمد (ص) غيري.
وأما السابعة والستون : فأن رسول الله (ص) أمر أن أدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته ، ولم يطلق ذلك لأحد غيري.
وأما الثامنة والستون : فأن رسول الله (ص) قال : يا علي ، إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين سيد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثم ينادي :
أين سيد الأوصياء ؟ فتقوم ، ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنة ، ويأتيني مالك
بمقاليد النار ، فيقولان : إن الله جل جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ، ونأمرك
أن تدفعها إلى علي بن أبي طالب ، فتكون ( يا علي ) قسيم الجنة والنار.
وأما التاسعة والستون : فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : لولاك ما عرف المنافقون من المؤمنين.
وأما السبعون : فأن رسول الله (ص) نام ونومني وزوجتي فاطمة وأبني الحسن
والحسين ، وألقى علينا عباءة قطوانية ، فأنزل الله تبارك وتعالى فينا :
إِنما يريد الله ليذهب عنكم الرِجس أهل البيت ويطهركم تطهِيرا ، وقال
جبرئيل (ع) : أنا منكم يا محمد ، فكان سادسنا جبرئيل (ع).
المصادر:
1. الخصال - الشيخ الصدوق - رقم الصفحة : ( 572 ).
2. العلامة المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 31 ) - رقم الصفحة : ( 432 ).