موقف حكومة العراق من الاحتلال السعودي لدولة البحرين وقمع شعبها
“البوابة العراقية” بغداد – اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأربعاء، أن دخول القوات الخارجية الى البحرين ستسهم في تعقيد الأوضاع بالمنطقة وتأجيج للعنف الطائفي، داعيا إلى إتباع سبل التفاهم السلمي والامتناع عن استخدام القوة ، فيما طالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتحمل مسؤولياتها والحفاظ على وحدة المسلمين.
وقال بيان صدر عن رئاسة الوزراء، اليوم، إن “رئيس الوزراء نوري المالكي أكد خلال استقباله الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين احسان اوغلو على تماسك الشعب العراقي ووقوفه صفا واحدا ضد الأفكار والممارسات التكفيرية والطائفية التي حاولت المجموعات التكفيرية إدخالها إلى العراق”.
وأضاف المالكي خلال البيان أن “العراقيين بفضل وعيهم وما يمتلكونه من تاريخ مشترك وأخوة متجذرة ومتشابكة تمكنوا من تجاوز مرحلة الانقسامات الطائفية، وأصبح لزاما على الجميع مواكبة الشعب العراقي في توجهاته ونبذه للطائفية”، مشيرا الى أن “العراق يتميز عن دول المنطقة بما لديه من نظام ديمقراطي وعلاقات أخوية ضاربة في عمق التاريخ بين مختلف أبناء الشعب”.
وحول الاوضاع التي تشهدها بعض الدول العربية أكد رئيس الوزراء خلال البيان أن “العراق مستعد للتعاون من اجل تعزيز فرص الحوار والتفاهم وتحقيق المطالب المشروعة بعيدا عن العنف”، مشيرا الى “ضرورة إتباع سبل التفاهم السلمي وتلبية المطالب المشروعة والامتناع عن استخدام القوة وخاصة حين يتبع المتظاهرون الطرق السلمية للتعبير عن مطالبهم”.
واعرب المالكي خلال البيان عن قلقه “من تدخل قوات خارجية في احداث البحرين”، لافتا الى أن “تدخل تلك القوات سيسهم في تعقيد الأوضاع في المنطقة بدل حلها وقد تؤدي إلى تأجيج العنف الطائفي”، بحسب قوله.
ودعا المالكي منظمة المؤتمر الإسلامي إلى “تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على وحدة المسلمين واستخدام تأثيرها على الدول الأعضاء بما يمنع من حصول أي عمل يعرض الوحدة الإسلامية إلى الخطر”.
وكان المرجع الديني الأعلى علي السيستاني طالب، اليوم الأربعاء، السلطات البحرينية إلى وقف “العنف” ضد المواطنين العزل وإتباع الأساليب السلمية لحل المشاكل العالقة، فيما أبدت قلقها الشديد من ألإجراءات التي تتبعها الحكومة البحرينية.
وكان التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر أعتبر، اليوم الأربعاء، أن سكوت الدول العربية عما يحدث في البحرين يبعث برسائل “طائفية”، وفيما هدد بعدم الوقوف عند استخدام الأوراق السياسية والدبلوماسية في حال عدم الاستجابة، أعرب عن استغرابه من انتقال قوات عسكرية من دولة تتصدر “كعبة المسلمين” لتقف مع عائلة بعيدة من الإسلام والمسلمين.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في بيان صدر اليوم، إلى التظاهر “نصرة” للشعب البحريني، معتبراً أن إرسال قوات خليجية إلى دولة البحرين يعتبر قمعاً لإرادة الشعب، فيما أستنكر المرجع الديني بشير النجفي في بيان، اليوم الأربعاء، دخول قوات خليجية إلى البحرين، داعياً إلى الكف عن مهاجمة المدنيين والاحتكام إلى لغة الحوار، فيما وصف ما يحصل في البحرين بأنه “قتل غادر وتصرف لا مسؤول”.
كما طالب التحالف الوطني في بيان له، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتدخل العاجل لإيقاف ما وصفه “بالانتهاك الحاصل في دولة البحرين”، داعيا في الوقت ذاته القوات الأجنبية بالخروج الفوري من البحرين، معتبرا هذا التدخل هو انتقاصا للسيادة البحرينية.
وطالب عدد من النواب العراقيين، أمس الثلاثاء، الجامعة العربية، بعقد جلسة طارئة للبحث في قضية دخول قوات سعودية باسم درع الجزيرة إلى دولة البحرين، داعين في الوقت نفسه الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف منها، فيما طالبت برلمانية عن التحالف الكردستاني بوقوف العراق على الحياد مما يحصل.
وكانت قوة عسكرية سعودية تتألف من نحو ألف جندي، دخلت البحرين في ساعة مبكرة، أول أمس الاثنين، عبر جسر حدودي إضافة إلى مائة وخمسين ناقلة جند مدرعة وخمسين مركبة أخرى من بينها عربات إسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات جيب، ويشير مصدر رسمي سعودي إلى أن هذه القوة تعتبر جزءاً من قوة مجلس التعاون الخليجي التي ستحرس المنشآت الحكومية، فيما قال شهود عيان أن القوات السعودية توجهت إلى الرفاع وهي منطقة سنية تعيش فيها الأسرة المالكة وتضم مستشفى عسكرياً.
يذكر أن عدداً من الدول العربية ومنها دولة البحرين تشهد احتجاجات حاشدة للمطالبة بتنحي رؤسائها وتغيير نظام الحكم فيها، فضلاً عن ليبيا التي تشهد منذ 17 شباط الماضي، بشكل لا سابق له، احتجاجات استلهم فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين أحداث ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك.
المصدر // موقع البوابة