تأثير ملوثات الهواء على الصحة
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 2,4 مليون شخص
يموتون سنويًا كنتيجة لبعض الأسباب التي تعزو بطريقة مباشرة
إلى تلوث الهواء، ومنهم 1,5 مليون شخص يموتون
من الأمراض التي تعزو إلى تلوث الهواء في الأماكن المغلقة.
Estimated deaths
& DALYs attributable to
selected environmental
risk factors, by WHO Member State, 2002.
كما توضح الدراسات الوبائية أن أكثر من نصف مليون أمريكي
يموتون كل عام بسبب الإصابة بالأمراض القلبية الرئوية
والتي يسببها استنشاق الجسيمات الناعمة الملوثة للهواء.
وجدير بالذكر أيضًا أن عدد الوفيات الذي يعزو إلى تلوث الهواء
يكون أكبر من عدد الوفيات المرتبط بحوادث السيارات
وذلك على مستوى العالم كل عام.ا
فقد نشر في عام 2005 أن 310,000 من الأوروبيين
يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء. أما الأسباب المباشرة للوفيات
المرتبطة بتلوث الهواء فتشتمل على الإصابة الخطيرة
بمرض الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة
وأمراض القلب والرئة وإصابة الجهاز التنفسي بالحساسية.
وقد قدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن المجموعة المقترحة
من التغيرات على تكنولجيا محركات الديزل (Tier 2)،
يمكن أن تؤدي إلى خفض نسبة الوفيات بنسبة 12,000 شخص
ممن يموتون في عمر صغير و15,000 ممن يموتون
نتيجة الأزمات القلبية و6,000 من الأطفال المصابين بالربو
والذين يتم استقبالهم في غرفة الطوارئ و8,900 من المرضى
الذين يدخلون المستشفى وهم مصابون بأمراض
متعلقة بالجهاز التنفسي، وذلك كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية
إن أسوأ كارثة تلوث حدثت في الهند على المدى القصير
في المجتمع المدني كانت كارثة بوبال عام 1984
فقد أدت الأبخرة الصناعية المتسربة من مصنع يونيون كاربايد،
التابع لشركة يونيون كاربايد الأمريكية إلى قتل ما يزيد
عن 20,000 شخص في الحال وإصابة من 150,000
إلى 600,000 شخص آخرين في أماكن متفرقة بأجسامهم،
ولقد توفي منهم ما يقرب من 6,000 شخص تأثرًا بإصاباتهم.
كما عانت المملكة المتحدة من أسوأ موجة من الهواء الملوث
عندما ساد لندن في الرابع من ديسمبر الضباب الدخاني الهائل
عام 1952. ففي خلال ستة أيام، توفي ما يزيد عن 4,000 شخص
ثم توفي 8,000 شخص خلال الأشهر التالية لهذه الكارثة
كما يعتقد أن حادثة تسرب حراثيم الجمرة الخبيثة
من أحد معامل الحرب البيولوجية في الاتحاد السوفيتي السابق
في عام 1979 بالقرب من منظقة سفيردولفسك الروسية
، قد أدت إلى وفاة المئات من الأشخاص المدنيين
أما حادثة تلوث الهواء الوحيدة والتي كانت الأسوأ
على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية فقد وقعت في دونورا
بولاية بنسلفانيا في أواخر أكتوبر عام 1948، وذلك عندما توفي
عشرون شخصًا وأصيب ما يزيد عن 7,000.
إن الآثار الصحية الناجمة عن ملوثات الهواء
يمكن أن تتنوع ما بين التغيرات البيوكيمائية والجسدية الطفيفة
إلى الإصابة بصعوبة في التنفس أو أزيز الصدر
أو الكحة أو الحالات المرضية الخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي
والقلب. وقد يترتب على الإصابة بهذه الأمراض
زيادة استخدام الأدوية الطبية وزيادة عدد الحالات
التي تعرض على الأطباء أو التي تستقبلها غرفة الطوارئ
أو التي تدخل إلى المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة عدد الوفيات
في سن مبكرة. إن الآثار التي يحدثها سوء نوعية الهواء
على صحة الإنسان لا يزال من الصعب إحصاؤها،
ولكنه يؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري.
ويعتمد رد فعل الفرد لملوثات الهواء على نوع الملوث
الذي يتعرض له الشخص ودرجة التعرض والحالة الصحية العامة
لهذا الفرد، بالإضافة إلى الجينات المكونة لجسمه
ولقد أوضحت إحدى الدراسات الاقتصادية الجديدة
التي أجريت حول الآثار الصحية الناتجة عن تلوث الهواء
والتكاليف المرتبطة بذلك في حوض لوس أنجلوس ووادي
سان جاكوين في شمال كاليفورنيا، أن ما يزيد عن 3,800 شخص
يموتون سنويًا في سن مبكرة (وذلك بما يقرب من 14 عامًا
أقل عن معدل العمر الطبيعي لهم)؛ ويرجع ذلك إلى أن مستويات
التلوث قد تجاوزت بشدة المعايير الفيدرالية المسموح بها.
إن العدد السنوي للوفيات التي تحدث في سن مبكرة تعتبر
أعلى بكثير من الوفيات التي تحدث نتيجة حوادث تصادم السيارات
في المنطقة نفسها، والتي يقل معدلها عن 2,000 شخص كل عام.
ويعد عادم الديزل (DE) أحد العوامل الرئيسية التي تساعد
في تلوث الهواء بالجسيمات المادية الناتجة عن الاحتراق.
وفي العديد من الدراسات التجريبية التي أجريت على مجموعة
من الأشخاص، فإنه عن طريق التعرض لكمية مسموح بها
من عادم الديزل داخل حجرة مخصصة لذلك، كان لذلك النوع
من العادم دور في الإصابة بالخلل الوظيفي الحاد في الأوعية الدموية
وزيادة تكون الجلطات. وقد يكون ذلك رابطًا ميكانيكيًا مقبولاً
للعلاقة التي تم وصفها سابقًا بين تلوث الهواء بالجسيمات
المادية وانتشار الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والوفيات الناتجة عن ذلك.