رأى الطفل يجعله صاحب شخصية يعمل كثير من
الأهل من الآباء والأمهات على تهميش أطفالهم وعدم مشاركتهم فى أى قرار أو
أى رأى فى حياتهم الأسرية، أو حتى فى اختياراتهم اليومية من مأكل ومشرب
وملبس وغيره، وهو أمر منتشر، اعتقادا منهم أن الطفل لا يفكر، وهذا أمر بالغ الخطورة وهو ما يحذر منه أطباء علم النفس.
وعن هذا الموضوع يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى أمراض الطب النفسى
بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، قائلا إن الإنسان فى الصغر تتحدد ملامح
شخصيته وملاح تعاملاته مع الناس والمجتمع وتكوين العلاقات الاجتماعية فيما
بعد، لذا على الأب والأم أن يساعدا فى تشكيل هذه العجينة اللينة، وألا
يتركوها بلا مساعدة على تكوينها.
ويوضح الدكتور أمجد فى هذا السياق أن على الأب أن يكون أكثر حنكة وإبداعا
فى التعامل مع طفله الصغير، وكذلك الأم، فعليهما أن يأخذا برأيه ويعوداه
على سؤاله عن رأيه دوما، وهذا فى الأمور التى تخصه هو بشكل مباشر مثل طعامه
ولبسه وشرابه، والأهم أن يقوما بسؤاله وأخذ رأيه فى الأشياء التى تخص
المنزل، وتخص الأب وتخص الأم، مثل سؤاله عن رأيه فى شكل المكتبة بعد
ترتيبها مثلا أو رأيه فى فستان والدته، هذه الأمور يجب أن يعود الأبوان الطفل عليها منذ الصغر.
وينصح أطباء علم النفس الأم والأب بضرورة السؤال المتواصل للطفل عن رأيه
لتنمية قدراته العقلية، ولإراحته نفسيا وليكون لديه رأى وقرار، حتى وإن
كانا متأكدين من أنهما لن يطبقا رأى الطفل أو يأخذا به ولكن يجب أن يسألاه ويزيدا فى سؤاله عن رأيه دوما، ويأخذا به قدر الإمكان