الآثار المهمة للاذکار
قال الإمام علي(علیه السلام):
«یا کمیل قل عند کل شدّة «لا حول ولا قوّة إلاّ
بالله العلي العظیم» وقل عند کل نعمة «الحمد لله» تزدد منها، وإذا أبطأت
الأرزاق علیک «فاستغفر الله» یوسع علیک فیها»
الشرح والتفسیر
إنّها نصیحة معلم عظیم
کعلي(علیه السلام) لتلمیذ مستعد مثل کمیل بثلاثة أذکار رفیعة لثلاثة أهداف
کبیرة. نعم فلدى المعصومین(علیهم السلام)کل شیء حتى الأوراد والأذکار ولا
حاجة بهم للآخرین. فهنالک آثار مهمّة لهذه الأذکار الثلاثة المذکورة في
الحالات الخاصّة الواردة في الروایة; المهم الالتفات إلى هذه النقطة وهي
أنّ «الذکر لیس مجرد لقلقة لسان» وعلیه إن لم نلتفت إلى مفهوم هذه الأذکار
الرفیعة ولم نطبق مضامینها على صعید المجتمع فسوف لن نظفر بتلک الآثار.
فمعنى
الذکر «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله» أنّ القدرات کافّة بید الله وهو
حلاّل جمیع المشاکل وکل ما في الوجود منه. فإن صدقنا بهذا المعنى وطرقنا
بالنتیجة بابه بکل کیاننا وترسیخ إیماننا بهذه المفاهیم، إن إعترتنا حالة
أشبه بحالة الغریق في البحر بأن لا نفکر بقوّة أخرى سوى قوّة أخرى سوى قوة
الله فإنّه سیکفینا في مشاکلنا.
ورسالة
الذکر «الحمد لله» أن لا نغتر بما ننال من نعمة ویجب أن نثق أنّها حقّاً
من الله فلا نُسیء الانتفاع بها والبخل بها فإن تلک النعمة سوف تزداد.
وهکذا
الذکر الثالث «أستغفر الله» فمعنى الإستغفار أن لانعود إلى الذنب، فالذنب
أحد عوامل المعضلات الاقتصادیة في المجتمع، والمجتمع العاصي سیکون
مجتمعاً فقیراً. طبعاً بروز هذه المعضلات حین المعصیة هي إنذار للمؤمنین.
وعلى ضوء هذه النظرة فإنّ ظهور المشاکل المذکورة بحد ذاته نعمة، ومن هنا
أوکَل الله تعالى الکفّار لأنفسهم ولیس لهم من نذیر لیوقظهم من غفلتهم حتى
یغرقوا في آثامهم.
قبسات من السيرة العلوية