عرج على غدير خُمٍ ونصب منبرا
عرج عـلـى غديرِ خُـمٍ ونصب مِنبرا
ودعِ الـقـريضَ الحرَّ يرسمْ ..ماجرى
اغـمـسْ يـراعَ الشِعرِ وسْطَ رحيقهِ
لـيـعـبَّ مـن شهْدِ الولاءِ ..ويَشعَرا
كـم قـد روى الأقـلامَ فيضُ غديره
لـتـعـانـقَ الحقَّ الحقيقَ وتسطرا
يـومُ اكـتـمـالِ الـدينِ دينِ محمّدٍ
أيـكـون يـومـاً بـاهتاً أو عابرا؟!
بـل فـاقَ أيـامَ الـدهـورِ كـرامةً
سـمّـاه ربُّ الـكـونِ عـيداً أكبرا
وكـأنّ أعـيـادَ الـسـمـاءِ ..كأنهرٍ
وغـدتْ بـيـومِ غـديـرِ خُمٍّ أبحرا
يـاأيـهـا الـيـومُ الأجـلّ .مـكانةً
حـقٌّ بـكَ الأيـامُ أنْ لـو تـفـخرا
وإذا انـبـرتْ في الدهر عِقداً مبهراً
فـنـراكَ واسـطـةً لـه و...الأجـدرا
فـبـك الـولايـة، إنـها من غيرها
مـا كـان ديـنُ المصطفى أنْ يثمرا
إنّ الـمـدادَ كـمـوجِ بـحـرٍ شدّه
بـدرُ الـولايـةِ نـاثـراً أو شاعرا
ألـقـى عـلـى الشطآن أغلى درّه
فـقـصـيـدةً حـيـناً وحيناً خاطرا
وإذا تـعـجّـبَ سـامـعٌ من شاعرٍ
جـعـلَ الـغـديـرَ نشيدَه المتكرّرا
فـلِـمَ الـتـعـجّـبُ والقصائد كلّها
قـامـتْ بـخـاصـرة الغدير أزاهرا
ولِـمَ الـتـعـجّـبُ والبلاغة نُصّبتْ
كـي تـعـتـلـي منذ الغدير المِنبرا
الـرسـلُ كـلّ الـرسلِ قاموا أعلنوا
عـمّـن هو المُوصَى له بين الورى
فـغـديـر خُـمٍّ لـيـس بِدْعاً ..إنما
هـو سـنّـة الـمـولى ولن تتغيّرا
قـد فاض في التاريخ لكنْ من عَموا
لايـمـلـكـون بـصـيرةً ......وبصائرا
ولـكـل مـرتـابٍ: فـإن..غديرَنا
مـلأَ الـصِـحـاحَ تـواتراً وتواترا
فـإذا بـمَـن سـمـع الـغديرَ كأنه
لـوثـوقِـه مـثـلُ الذي قد أبصرا
فـعـلامَ تُـنـكـرُ؟ إنـهـا ...عصبيةٌ
رهْـنَ الـدجـى أبـقتْ لُبابَكَ سادرا
ولـطـالـمـا فـاضَ الغديرُ،فقبلَه
أو بـعـدَه كـان الأمـيـرُ ..مـقرّرا
مـن فـجـرِ هذا الدينِ نُصّب حيدرٌ
بـحـديـث دار والـجـمـيع ..تأخّرا
فـي هـجـرةٍ فـي غزوةٍ في ...حجّةٍ
فـضـحـى الولايةِ كان يسطعُ باهرا
لـكـنْ بـخـمّ فـالـعـهود ...عليهمُ
أُخـذتْ وبـرهـانُ الـبـلاغِ تظافرا
يـتـسـاءلـون: وما الغديرُ؟ كأنهم
عـن جـانـحـيـهِ يسائلون الطائرا
أو يـسـألـون السحبَ عن أمطارها
إذْ لـم تـرَ الأبـصـارُ حقلاً .أخضرا
عـجـبـاً! أيُـسـألُ: مالغدير؟ وإنّه
لـولا الـغـديـرُ الدينُ يبقى أبترا
إنّ الـغـديـرَ هـو الـرواءُ لديننا
يـبـقـيـه نـبـتـاً مثمراً .متجذّرا
أو لا فـإنَ الـديـنَ يـصـبحُ ..يابساً
ولـطـالـمـا الـنبتُ اليباسُ ..تكسّرا
ولِـمَ الـغـديـرُ، غـديرُ خمٍّ؟ ...ربّما
سـألـوا، وقـالوا الحجُّ كان الأظهرا
لا بـل دلـيـلٌ أنّ أحـمـدَ ......إنّـمـا
مـا كـان دون الـوحيِ يصعدُ منذرا
ولأنّـه الـحـدثُ الـعـظـيمُ،..فإنه
لا بـدّ بـعـد الـحـجّ أن ..يـتقرّرا
فـلـربـمـا بـدران يـطغى ...واحدٌ
والـعـتـمُ يـكره للضحى أن يظهرا
ولأنّ خـمّـاً لـلـحـجـيجِ ...المُلتقى
وكـذا الـولايـةُ مـلتقىً لا ..مُفترى
سـلْ مـاءَ الغدير إنْ مـررتَ ...بـمائه
يـنـبـيكَ أن الأرض صارتْ جوهرا
لـمـا انـبـرى خـيرُ البرايا ...خاطباً
ودعـا وصـيَّـه ذا المكارمِ ...فانبرى
ناداهمُ: مَن كنتُ مولاهُ الأكيــــــــــدَ
فينبغي له أن يوالي .........حيدرا
لافـصـلَ بـيـن نـبـوةٍ ...وإمـامةٍ
مَـن أنـكـرَ الأخـرى فـكُلاً ..أنكرا
لـسـنـا دعـاةَ لـلـخصومة إنّما
كـنّـا ومـازلـنـا الـفريق الأعذرا
ونـحـبُّ كـلَّ الـمـسـلمينَ ...وإنّنا
جَـسـدٌ كـمـا قال الرسولُ ..وكرّرا
نـدعـو لـوحـدتـنا كما يدعو إلى
فـرض الـصـلاةِ مـؤذّنٌ إذْ كـبّرا
نـدعـو لـرصِّ الصفِّ، هذا نهجُنا
لـسـنـا حـزامـاً نـاسفاً ...ومدمّرا
لـسنا الذي قطعَ الرؤوسَ على الملا
لـسـنـا الـذي نسف البلادَ ......وفجّرا
قـد روّجَ الأعـداءُ أكـبـرَ .......فـتـنةٍ
وهـناكَ مَن عشقَ البضاعةَ واشترى
لـكـنّـنـا نـبـقـى الدعاة ...لوحدةٍ
رغـم اخـتـلاف لا خـلافٍ ..كُـبّرا
إنّ الـغـديـرَ يـفيضُ في ...أرواحنا
لـنـفـيضَ سِلماً في الحياةِ وكوثرا
تـبـقـى الأيـادي للجميع وإنْ نأوا
مـبـسـوطـةً بـمحبةٍ مهما ..جرى
الـنـاس عـطـشـى للغديرِ .لأنهم
مـن غـيـرِه ذاقـوا الوبالَ الأندرا
لـكـنّـهـم فـي الـتيه ظلوا ....بينما
صـوتُ الـغـديـر علا هنالكَ هادرا
لا بـل أمـامَ عـيـونِـهم ..فيضانُه
لـكـنْ إذا عـمـي الفؤادُ فلن يرى
يـايـوم خـمٍ، إن نـورَك لـم يزلْ
بـصـدورِ كـلّ الـمـؤمنينَ منائرا
ويـظـلّ، إذْ لـولاكَ ليس بذي هدى
رجـلٌ وحـيـدٌ سـاعياً فوق الثرى
فـاهـنـأْ، فـإنّ صدورَنا لكَ روضةٌ
وتـظـلُّ سـاقـيَـها الوحيدَ الآمرا
****************
15/ ذو الحجة 1433
31/10/2012