بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
السؤال:
لماذا تُعظِّم الشيعة الحسين بن علي إلى هذا الحد ، و إذا كانت شخصيته
تستحق هذا التعظيم فلماذا لا نجد في كتبنا نحن السنة ما يدل على ذلك ؟
الجواب:
الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام )
ليس كغيره من الشهداء ، حيث أن منزلته أرفع بكثير عن منزلة سائر الشهداء ،
فهو خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً .
و إن الهدف الذي استشهد الامام الحسين ( عليه السَّلام ) من أجله هو نفس
الهدف الذي سعى لتحقيقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و ضحَّى في سبيله
، فالنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي غرس شجرة الإسلام و الحسين
هو الذي سقى هذه الشجرة بدمه و دماء أنصاره ، فالإسلام محمدي الوجود و
حسيني البقاء ـ كما قيل ـ و لولا تضحية الحسين ( عليه السَّلام ) لما بقي
من الإسلام شيء ، و لقد قال جده الرسول المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) فيه
: " حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً " .
هذا و إن إحياء ذكرى الحسين ( عليه السَّلام ) إنما هو إحياء لقضية الإسلام
و الاُمة ، و إحياء لذكرى كل شهيد ، و إنتصار لقضية كل مظلوم .
ثم إن الأهم في هذا المجال هو أن قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) و فعله
حجة علينا ، و الرسول ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي علَّمنا إحياء هذه
الذكرى الأليمة ، بل تولَّى إحياءها و حَثَّ عليها حتى قبل حدوثها نظراً
لأهميتها .
فيما يلي نسرد لك بعض ما ورد في شأن الامام الحسين ( عليه السلام ) من الأحاديث ، و نأتي بها من مصادركم الحديثية ، بل من صحاحها :
1 - صحيح البخاري : كتاب الأدب ، في باب رحمة الولد و تقبيله و معانقته ،
رَوى بسنده عن ابن أبي نعم ، قال : كنت شاهداً لإبن عمر و سأله رجلٌ عن دم
البعوض .
فقال : ممن أنت ؟
فقال : من أهل العراق .
قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي صلى الله
عليه ( و آله ) و سلم ، و سمعت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول :
" هما ريحانتاي من الدنيا " .
2 - سنن البيهقي : 2 / 263 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش .
قال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم يصلي بالناس ،
فأقبل الحسن و الحسين عليهما السلام و هما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره
إذا سجد ، فأقبل الناس عليهما ينحونهما عن ذلك .
قال : " دعوهما بأبي و أمي ، من أحبني فليُحبَّ هذين " .
3 - صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني " .
و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .
4 - مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : " الحسن و
الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله
أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه
الله أدخله النار " .
قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .
5 - صحيح البخاري : في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب الحسن و الحسين
عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : أُتيَ عبيد الله بن
زياد برأس الحسين بن علي عليهما السلام فجعل في طست ، فجعل ينكت ، و قال في
حسنه شيئاً .
فقال أنس : كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ، و كان مخضوباً بالوسمة .
6 - صحيح الترمذي : 2 / 307 ، رَوى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال :
سألتني أمي متى عهدك ؟ تعني بالنبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
فقلت : ما لي به عهد منذ كذا كذا ، فنالت مني .
فقلت لها : دعيني آتي النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فاُصلي معه
المغرب و أسأله أن يستغفر لي و لك ، فأتيت النبي صلى الله عليه ( و آله ) و
سلم ، فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي .
فقال : " من هذا ، حذيفة " ؟
قلت : نعم .
قال : ما حاجتك غفر الله لك و لأمك ؟
قال : " إن هذا مَلَكٌ لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم
علّي و يبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و إن الحسن و الحسين سيدا
شباب أهل الجنة " .
7 - صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط " .
8 - مستدرك الصحيحين : 3 / 176 ، رَوى بسنده عن شداد ابن عبد الله عن ام
الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم
فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة .
قال : " و ما هو " ؟
قالت : إنه شديد .
قال : " و ما هو " ؟
قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت و وضعت في حجري .
فقال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " رأيتِ خيراً ، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك " .
فولدت فاطمة سلام الله عليها الحسين عليه السلام فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فوضعته في حجره
ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم
تهريقان من الدموع .
قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي انت و امي ـ ما لك ؟
قال : " أتاني جبريل فاخبرني إن امتي ستقتل ابني هذا " .
فقلت : هذا ؟ !
فقال : " نعم ، و أتاني تبربة من تربته حمراء " .
قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
9 - صحيح الترمذي : 2 / 306 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن سلمى .
قالت : دخلت على ام سلمة و هي تبكي ، فقلت ما يبكيك ؟
قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ـ تعني في المنام ـ و على رأسه و لحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟
قال : " شهدت قتل الحسين آنفاً " .
10 - كنز العمال : 7 / 273 ، قال : عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
فقال : قد اعطيت الكوثر .
فقلت : يا رسول الله و ما الكوثر ؟
قال : " نهر في الجنة عرضه و طوله ما بين المشرق و المغرب لا يشرب منه احد
فيظمأ ، و لا يتوضأ منه احد فيسمت ابداً لا يشربه إنسان أخفر ذمتي و لا قتل
اهل بيتي " .
قال : اخرجه ابو نعيم .