البرلمان العراقي يعترف رسميا بالمجلس الوطني الليبي
البرلمان ينفي تعليق جلساته ويتجه للاعتراف رسميا بـ المجلس الوطني الليبي
بغداد - الصباح
نددت اوساط رسمية وسياسية ودينية بالقمع الذي تمارسه بعض الانظمة العربية بحق شعوبها المطالبة بحقوقها بشكل سلمي.
فخلال حضوره ورعايته مهرجان (الشهداء الخالدون) الذي نظمته الجامعة المستنصرية، امس، بحضورعدد كبير من عوائل الشهداء والأساتذة والطلبة، قال رئيس الوزراء نوري المالكي: "لننظر ماذا فعل الطغاة بالإنسان، وكيف تعامل معه اولئك الذين انحرفت عقيدتهم ومارسوا القتل بحق الانسان والإبداع واسترخصوا الدماء.. وما حفلنا الا تكريم لمن سقطوا شهداء على يد البعث ورجالاته ومخابراته، هؤلاء الشهداء الذين لم يرتكبوا ذنبا ولم يحملوا سلاحا سوى انهم يحملون رأيا وعقيدة وفكرا".
المالكي قال: ان الطواغيت جبناء وإن كان لديهم كل الأسلحة والقدرات لأنهم يخافون من كل كلمة حق أو معارضة. والشهيد الصدر الأول والشهيدة بنت الهدى والشهيد الصدر الثاني وجميع شهداء الحركة الإسلامية وشهداء العراق عموما استشهدوا لأنهم يحملون الفكر والكلمة، ولأن النظام المباد كان يخاف من أفكارهم وكلماتهم".
وأضاف رئيس الوزراء بحسب بيان صادر عن مكتبه "لو عدنا لهؤلاء الطغاة، ورأينا كيف يتعاملون مع الكلمة في ظل سعي شعوب العالم والمنطقة العربية للحرية، وكيف يتعاملون الان مع المطالبين بحقوقهم بشكل سلمي، في ليبيا والبحرين والسعودية، وكيف تنطلق في أعماق الطواغيت أفكار على أسس تمايزية اوعرقية أو طائفية، وان الطواغيت ضعفاء لأنهم يتشبثون بالحكم ويخافون عليه من النسمة التي تمر عليه، ولكن القوي هو من يعطي الحق من نفسه ويقنع الناس بأفكاره وممارساته وليس باستخدام القوة والعنف والاعدام".
وتابع: "لقد أًصبحنا ننعم بالحرية، والطواغيت اصبحوا ملاحقين في كل مكان، ورياح التغيير انطلقت من العراق أنه أصبح دولة قائمة على أساس حريات التعبير والإعلام والتظاهر والفكر والعقيدة، ونظامنا السياسي يستند الى الانتخابات وإرادة الشعب.. والشعب الذي جاء بنا يستطيع أن يسقطنا ويغيرنا إن كنا مفسدين".
وفي سياق متصل، اشاد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بوقوف الشعب العراقي الى جانب الشعوب العربية ومساندتها في ثوراتها .
وقال ردا على سؤال وجه له بشأن موقفه من تظاهرات النصرة التي خرج بها ابناء العراق لمساندة الشعوب العربية: ان "وقفة الشعب العراقي تعبر عن اروع معاني الاخوة والتكاتف والتآزر فجزاهم الله خيرا وبارك الله فيهم".
وتابع السيد الصدر: "اتمنى ان تكون هتافاتهم وشعاراتهم موحدة ومسؤولة وهذا يعكس صورة اروع واكثر رفعة لهم ".
وكانت تظاهرات خرجت في بغداد وعدد من المحافظات تأييدا للشعب البحريني والليبي واليمني .
وتشهد بلدان البحرين وليبيا واليمن احتجاجات وتظاهرات منذ ايام للمطالبة باصلاحات سياسية وتغيير الرموز الحاكمة فيها.
في تلك الاثناء، اعلن النائب صادق اللبان ان مجلس النواب كان يعتزم التصويت للاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الليبي، ولكن تم تأجيل ذلك الى اية جلسة يكتمل فيها النصاب بعد عطلة اعياد نوروز.
واضاف اللبان في تصريح نقلته وكالة نينا للانباء ان "عدم اكتمال النصاب كان وراء تأجيل التصويت على الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الليبي.. وانتظرنا جلسة يكتمل فيها النصاب الى حين الجلسة الاخيرة التي تم تعليقها تضامنا مع الشعب البحريني، ومن المرجح ان يتم ذلك بعد عطلة نوروز ".
يشار الى ان مكتب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي اوضح ان المجلس لم يعلق جلساته لغاية 27 اذار.
وقال المكتب في بيان اصدره امس: ان "بعض وسائل الاعلام بثت خبرا مفاده ان مجلس النواب العراقي علق جلساته لغاية 27 آذار تضامنا مع المتظاهرين في دولة البحرين الشقيقة".
وتابع: ان "اعضاء مجلس النواب يعملون خلال هذه الفترة خارج اطار قبة البرلمان وضمن دوائرهم الانتخابية، لغرض متابعة اعمالهم في المحافظات وفق النظام الداخلي المتداول والمتبع، لذا وجب التنويه والتصحيح".
بدوره، وصف عضو مجلس النواب عن تحالف الوسط خالد سليمان الفهداوي الذي يجري في المنطقة حاليا من صراعات بانها ذات طبيعة سياسية متعلقة بالسلطة وليست صراعات مذهبية.
وقال الفهداوي في بيان له: ان "ما يحدث في ليبيا والبحرين واليمن وما جرى قبلها في إيران وتونس ومصر من قمع للمتظاهرين والتنكر لحقوقهم المشروعة إنما هو قمع من اجل التشبث بالسلطة"، داعيا الى "إدانة جميع أصناف التدخل الاجنبي، خاصة في ليبيا، حيث يقتل شعب عمر المختار وبلد المليون حافظ للقرآن الكريم بدم بارد وسط تفرج المجتمع الدولي".
واشار الى ان الأحداث تؤكد ضرورة بناء دولة مدنية تحترم حقوق الانسان وتجعل المواطن ضمن اولويات اهتمامها وبغير ذلك فان عواصف التغيير لا تترك أحداً، حاثا جميع القيادات السياسية العراقية والسلطة التشريعية والحكومة على التعاون من اجل تلبية مطالبات المواطنين ورفع الغبن والحيف عنهم باتجاه بناء عراق قوي وشعب متصالح ومتآخ
المصدر موقع شبابيك