سيّدي ما الذي يجعلكَ تغضب؟
هل تشعر بالذّنْب عندما تغضب؟
اغضبوا لكن لا تخطئوا
في الحقيقة إنّ الغضب هو شعور كباقي المشاعر كالحزن، الفرح،
الخوف، الخجل،
وهو ليس خطأً بحدّ ذاته، بل إنّ ما نفعله حينما نغضب
يمكن أن يكون هو
الخطأ. من الطُّرُق السّلبيّة للتّعبير عن الغضب
هو العنف بكلّ أشكاله،
العنف الجسدي كالضّرب والتّعدّي،
والعنف الكلامي والصّراخ، والعنف النّفسي
كالإهمال والإذلال
، حتّى الانتقام هو نوع من الغضب المُبَطَّن عندما نسكت
ونتحيّن الفرصة المناسبة
لردّ الصّاع صاعَين. كلّ هذه الطُّرُق تؤذينا من
الدّاخل
وتُفقِدنا سلامنا، وحتّى تؤثّر على صحّتنا الجسديّة والنّفسيّة.
للغضب ناحية إيجابيّة، وهي أنّه يجعلنا نفكّر بتحسين
الوضع المُسبِّب للغضب
وإصلاحه، كلّ ما علينا هو التّعبير
عن ما أغضبنا بواسطة الكلام
والمعاتَبة، يمكن أن نقول:
"أنا حزنت لمعاملتك لي بهذه الطّريقة، كيف
سنجتاز هذه المشكلة؟"
. أو أيّ تعبير حضاري آخر من دون أذيّة مهما كان
نوعها.
هذه الطّريقة ليست سهلة، بل يلزمها الكثير من التّدريب
وضبط النّفْس
والشّجاعة ودَماثة الأخلاق، وأخيراً لا آخِراً القدرة
على مسامحة من
أغضبنا في أسرع وقت لنتمكّن من العيش بسلام.
الله لم يُنكر علينا الشّعور
بالغضب، ولكن يريدنا أن نستخدمه
كوسيلة لتغيير ظرف ما للأفضل.