بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جامعة الأزهر
لا تمانع بسفور المرأة وتبرجها !!
باحث إسلامي يصرح بأن حجاب المرأة (( عادة وليس عبادة))
على الرغم من فرض الإسلام له .
نشرت
وسائل الإعلام العربية خبرا مفاده أن جامعة الأزهر في مصر منحت شهادة
الدكتوراه بدرجة امتياز لأحد الطلبة الدارسين في مجال الشريعة الإسلامية
لمجيئه ببحث يثبت بالأدلة القاطعة على أن الحجاب (غطاء الرأس الإسلامي)
الذي ترديه النساء المسلمات هو عادة وليس عبادة أو فرضا إلهيا .
وسنتناول
الحديث عن هذا البحث الذي رحبت به منظمات تحرير المرأة والمطالبون بسفورها
وتبرجها، لمناقشته والرد عليه عبر ما ورد في كتاب الله الكريم وأحاديث
النبي الكريم وأهل بيته((عليهم السلام)) ومؤلفات علماء المسلمين بخصوص
الحجاب الإسلامي للمرأة ووجوب ارتدائه لصون عفتها وكرامتها.
ويقول
الخبر إن جامعة الأزهر قد منحت شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في
الشريعة والقانون بتقدير ممتاز ، عن أطرحته التي تناول فيها ما شاع تسميته
ب((الحجاب )) (غطاء الرأس الإسلامي ) من ناحية فقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة
إسلامية.
وأشار راشد في رسالته
إلى إن((تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها)) أدى الى
الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول حجاب المرأة في الاسلام ((المقصود به غطاء
الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الاطلاق )) .
وانطلق
الباحث لاثبات ما جاء به على تفسير خاطئ للآية القرآنية 53 من سورة
الأحزاب والتي جاء فيها (( واذا سألتموهن متاعا فأسلوهن من وراء حجاب ذلكم
اطهر لقلوبكم وقلوبهن وماكان لكم من تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه
من بعده ابدأ إن ذلكم كان عند الله عظيما )) .
اذ
رأى الباحث انها تخص زوجات النبي فقط ، وضرورة وضع حاجز بينهن وبين صحابة
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الرغم من التأكيد الشديد للرسول الكريم
في أحاديثه الشريفة على وجوب ارتداء الحجاب الإسلامي كما اعتمد الباجث
ايضا على الآية (59 ) من سورة الاحزاب والآية 31 من سورة النور بعد فرض
الاسلام الحجاب على النساء وخص به زوجات النبي او تغطية منطقة النحر لا
اكثر ويرى المهتمون ان الازهر قطع الشك باليقين ، وانهى النقاش الدائر حول
الحجاب وما اذا كان (( عادة ام عبادة )) ليصرح وبشكل قاطع ان الدين
الاسلامي لم يفرضه .
واذا ما نظرنا
الى هذا الخبر الشنيع وموافقة الازهر لهذا البحث الجديد فان هنالك العديد
من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة واقوال العلماء المسلمين التي تؤكد
على وجوب ارتداء النساء للحجاب وحرمت تبرجها وسفورها قد ضربت عرض الحائط
خصوصا بعد موافقة الأزهر عليه ، ناهيك عن تعليق الداعين لتحرير المرأة
الرافضين للحجاب في المجتمعات الغربية بمثل هذا التصريح الخطير الذي صدر من
باحث يدعي انتسابه للإسلام الحنيف .
وعند
مناقشة موضوع الحجاب من قبل علماء الشيعة وغيرهم من علماء المسلمين فأن
الجميع يثبت بحسب الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والروايات الواردة عن
الرسول الكريم وأهل بيته عليهم السلام بوجوب ارتداء المرأة للحجاب بدءا من
سن التكليف الشرعي لها ، وقد فسروا الآيات القرآنية التي تناقلها الباحث
وهي (35 ، 59 ) من سورة الاحزاب والآية (31 ) من سورة النور على أنها توجب
الحجاب على المرأة المسلمة ولم تنزل بحق نساء النبي صل الله عليه وآله وسلم
وإنما نزلت بحق النساء المسلمات جميعا وأوجبت عليهن صون عفتهن وكرامتهن من
أعين الرجال بارتداء حجاب الرأس وغطاء البدن او ما يطلق عليه بالعباءة او
الملاءة .
ان حجاب المرأة المسلمة
قانون حكيم يتكفل بسعادة المرأة ونزاهة الأسرة وطهارة المجتمع ، بالإضافة
الى انه أمر ديني وحكم شرعي قرره الله تعالى وأوصى به رسوله الكريم ووجوب
فرضه على النساء المسلمات ويقول تعالى في الآية (33 ) من سورة الأحزاب (
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) وهذه الآية الكريمة تؤكد
على وجوب ارتداء الحجاب وعدم التشبه بالنساء في الجاهلية اللواتي كن سافرات
.
وينقل ان النبي صل الله عليه
وآله وسلم التفت ذات يوم الى أصحابه وطرح عليهم السؤال التالي أي شي خير
للمرأة ؟ فسكت الأصحاب لأنهم لم يعرفوا بالضبط الجواب الصحيح لهذا السؤال
وكأنه بدأ يراود أفكارهم : أي شي خير للمرأة المال ، الجمال ،الزواج ، أم ماذا .
وسمعت
سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء 0عليها السلام ) بهذا السؤال فأرسلت الى
أبيها قولها : ( خير للمرأة إن لا ترى رجل ولا يراها رجل ) وتقصد الرجل
الأجنبي ، فقال صل الله عليه وآله وسلم : ( صدقت ؛ ان فاطمة بضعة مني ) ،
أي إن جوابها هذا نابع من صميم الحق ومن واقع الإيمان وبهذا الجواب أعلن صل
الله عليه وآله وسلم لكل امرأة في العالم ان خير المرأة في الحجاب ؛ وان
شرها في السفور .
ومر سُئل الامام جعفر الصادق عليه السلام عما تظهر المرأة من زينتها قال : ( الوجه والكفين ) .
وبالعودة
مرة ثانية للأدلة القرآنية على وجوب الحجاب الإسلامي للمرأة وردا على
ادعاءات الباحث بعدم وجوبه فأن لفظه جلابيبهن التي وردت في الآية 59 من
سورة الأحزاب ولفظه خمرهن الواردة في الآية 31 من سورة النور فهما تدلان
على تحديد ماهية الحجاب وحدوده ، فخمرهن أي مقانعهن ، والمقنعة هي غطاء
الرأس المنسدل على جيبها أي صدرها بالإضافة الى تغطية الوجه دون العينين
وقد امر الله عز وجل النساء بإلقاء المقانع على وجوههن وصدورهن تغطية
لوجوههن ونحورهن وذلك لان النساء قبل نزول الآية كن يلقين مقانعهن على
ظهورهن فتبدو صدورهن وكنى عن الصدور بالجيوب لانها ملبوسه عليها ، وقيل :
إنهن أمرن بذلك ليسترن شعورهن وقرطهن وأعناقهن ، وعن ابن عباس قال : (
تغطي شعرها وصدرها وترائيها وسوالفها ؛والترائب جمع تربية وهي عظام الصدر
والنحر .واما الجلابيب جمع جلباب وهو الرداءة او الملاءة التي تلبسها
المرأة فوق ثيابها فتغطي الرأس وسائر الجسد ، ولعل من معانيه اسداله على
الوجه ووظيفته هي ستر الثياب التي تكون عليها زينة فالمراد من آية الجلابيب
زيادة الحيطة في ستر الزينة المنهي عن ابدائها لغير الزوج ومن ذكروا في
آية الغض في سورة النور .
***************************************منقول
تحياتي واحترامي لكم