قال باحثون من جامعة ردينغ البريطانية ان العقود المقبلة ستشهد نشاطا اكثر
في العواصف الشمسية يكون لها تأثير معرقل ومعطل لحركة الملاحة الجوية،
ورحلات الفضاء الخارجي.ويتوقع العلماء، الذين نشرت مقتطفات من دراستهم في
مجلة جيوفيزيائية متخصصة، انه مع دخول الشمس الى مرحلة النشاط الشمسي
الادنى، ستكون الارض معرضة اكثر فأكثر لمزيد من الاشعاعات الشمسية الضارة.
ويقول
الباحثون ان الشمس حاليا تمر بمرحلة تعرف بالنشاط الشمسي العظيم، وهي فترة
بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي، واستمرت طوال فترة ما عرف لاحقا بعصر
الفضاء.
ويقول مايك لوكوود، بروفيسور بيئة وفيزياء الفضاء الخارجي
في جامعة ردينغ، ان "جميع الدلائل تشير الى ان الشمس ستخرج قريبا من مرحلة
النشاط العظيم، التي استمرت طوال فترة عصر الفضاء".ويضيف قائلا انه "في
حالة النشاط الشمسي العظيم، يكون حجم بقع الشمس اكبر في ذورة الدورة
الشمسية، وطولها 11 عاما، ومتوسط عدد اللهب الشمسية والاحداث المرافقة لها،
مثل الانبلاجات الشمسية الكبيرة، يكون اكثر".ويضيف انه "من الجانب الآخر،
أي في حالة النشاط الشمسي الادنى، لن يلاحظ وجود تلك البقع لعدة عقود، وان
آخر مرة لوحظت ظاهرة كهذه كانت خلال الاعوام من 1650 الى 1700".ويشير البحث
الى ان معظم النشاطات الاشعاعية ستضرب الارض خلال فترة النشاط الشمسي
الوسطي، حيث يعتبر ارتفاع معدلات الجزيئات الناتجة عن هذا النشاط مشكلة
للملاحة الجوية والاتصالات، وهي تقنيات لم تكن موجودة عندما واجهت الارض
ظاهرة شمسية كهذه.وقد اجرى البحث على اساس القرائن والدلائل التى جمعت من
تأثر عمق التجمعات الجليدية القطبية، وجذوع الاشجار، والتي يعود تاريخها
الى نحو عشرة آلاف سنة مضت.فقد قاس فريق البحث مستوى مركبات النيتروجين
ومكونات اخرى تدخل الغلاف الجوي من النشاطات الشمسية، وتتجمع عبر السنوات
في عمق الطبقات الجليدية، وفي بعض المواد العضوية.ويقول البروفيسور لوكوود،
لبي بي سي، ان تراجع النشاطات الشمسية سيسمح لمزيد من الاشعاعات التي تأتي
من اجزاء اخرى من الفضاء البعيد لتدخل حيز المجرة الشمسية.وفي دراسة علمية
منفصلة قال فريق من جامعة ستانفورد الامريكية في كاليفورنيا، انه طور
تقنية جديدة يمكن ان تحذر من تكون بقع شمسية قبل رؤيتها على سطح الشمس.يشار
الى ان البقع الشمسية هي عبارة عن مناطق ذات نشاطات مغناطيسية مكثف،
واهميتها في انها نفس المناطق التي يخرج منها الانبلاج الشمسي العظيم.