التدخين وخصوبة الذكور
لا ينحصر خطر التدخين خلال فترة الحمل فقط بل يمكن للتدخين أن يكون له تأثيره السلبي على فرصة الزوجين في حصول الحمل. كل من الرجال والنساء المدخنين يقع في خطر الإصابة بنقص الخصوبة و ربما خطر إنجاب أطفال يعانون من مشاكل صحية.
فإذا كانت هناك مشاكل في حدوث الحمل فلا بد من معرفة حقيقة أن المرأة ليست وحدها فقط من يتوجب عليها القيام بالحمية و تغيير نمط حياتها كالتدخين.
حيث إن التأثير الضار للمواد الكيماوية في السجائر على نطاف الرجال و شهوتهم الجنسية قد تكون هي أحد أصول المشكلة .
وجدت الدراسات أن التدخين له تأثير كامن على خصوبة الرجال من خلال ثلاث آليات هي : نوعية النطاف و قدرة الرجل على اتمام اللقاء الجنسي و شهوته الجنسية.
- أظهرت دراسات النطاف أن المدخنين أكثر تعرضا لوجود نطف غير سوية الأشكال و عموماً أقل جودة من نطاف الرجال غير المدخنين.
كما وجدت دلائل على أذية الـ DNA و الكروموزومات في نطاف المدخنين و الأكثر من ذلك هو قيام النيكوتين بتحرير مواد ثانوية في الجسم تنقص من قابلية النطاف للحياة مما يعني أن نطاف المدخنين تكون في وضع غير مناسب عندما تسبح للقاء بويضة الشريكة و اللتي تكون لديها نفس الفرصة للحمل (أي الأنثى طبيعية).
- العنانة (الضعف الجنسي) إن المواد الكيماوية الموجودة في السيجارة تقوم بإعاقة مرور الدم في الشرايين من خلال تضييق لمعتها و هذا هو سبب ترافق التدخين مع الأمراض القلبية و النشبات من بين الأمراض القاتلة الأخرى.
إن شرايين القضيب أيضاً قد تتعرض للانسداد بهذه الآلية مما يعيق تدفق الدم إلى القضيب عندما يكون الرجل مثاراً جنسياً, وبما أن التدفق الدموي أمر جوهري في الانتصاب والذي بدوره يعد ضرورياً لتلقيح المرأة فإنه من البديهي أن يتوجب على الرجل الذي يريد إحداث حمل مع شريكته الاقلاع نهائياً عن التدخين.
من المسلم به أن المدخنين الشباب أقل عرضة من المدخنين الأكبر سناً لحصول مشاكل في الوصول للانتصاب و لكن عاجلا أو آجلاً فإن كل الرجال الذين لم يقلعوا عن التدخين سيكون لديهم درجة ما من الضعف الجنسي.
- الاثارة الجنسية: تشير الدراسات بوضوح إلى أن التدخين ينقص من رغبة الرجل الجنسية و الذي يعد خبراً سيئا للرجال المدخنين و نسائهم الذين يرغبون بحصول الحمل.
إن أول أكسيد الكربون الموجود في الدخان يملك تأثير كامن على انقاص مستويات هرمون التستستيرون و هو الهرمون الذكري الذي يقود الإثارة والرغبة الجنسية, كما أظهرت بعض الدراسات أن الرجال بين 25_40 سنة و الذين يدخنون من باكيت إلى باكيتين من الدخان يومياً كانو يقومون بممارسة الجنس بشكل أقل من الذين لا يدخنون من نفس الفئة العمرية.
الإقلاع عن التدخين:
بعد كل ما سبق فإن المدخنين سيكونون في قلق من محاولة إنجاب طفل و لكنهم اذا أقلعوا تماماً الآن و قبل ظهور التأثيرات على نطافهم فإن الخطر سينقص.
حيث أن إنتاج النطاف يستغرق حوال 90 يوماً أو قرابة 3 أشهر و لذلك فإن خطر تشوه النطاف بعد 3 أشهر من الإقلاع عن التدخين سيكون أقل .
من الواضح بأن أي رجل لديه الرغبة بأن يكون أباً عليه أن يفكر بجدية بالإقلاع عن التدخين ليس فقط من أجل زيادة الفرصة بالحمل بل ومن أجل توفير بيئة محيطة نقية وصحية أكثر لشريكته و أطفاله المستقبليين.
ترجمة وإعداد: حسام النحاس, صدقي هيثم علي باشا