كيف يضطلع الجن علي الغيب؟

إن الجن أقوي من البشر من حيث قدراتهم التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لهم.. فقد أعطى الله الجنّ قدرة لم يعطها للبشر، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم، ومنها قدرتهم على الصعود لحد معين في السماء.. فكانوا قبل البعثة يصعدون إلى
أماكن متقدمة في السماء، فيسترقون الأخبار ، ليعلموا بالحَدَث قبل أن يكون، فلما بعث محمد (صلى الله عليه وسلم) حرم عليهم ذلك قال تعالى: (وأنَّا لمسنا السَّماء فوجدناها مُلِئَتْ حرساً شديداً وشهباً - وأنَّا كنَّا نقعد منها مقاعد للسَّمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رَّصداً).. لقد زيدت الحراسة وزيدت الذخيرة الفتاكة بهم.. وقد وضح الرسول (صلى الله عليه وسلم) كيفية استراقهم السمع، فقد روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة. فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء"
وقد يكون استراقهم السمع بطريق أهون عليهم من الطريق الأولى، وذلك بأن تستمع الشياطين إلى الملائكة الذين يهبطون إلى العنان بما يكون من أحداث قدرها الله، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الملائكة تتحدث في العنان - والعنان الغمام - بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن كما تقرّ القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة).

ومع تلك المقدرة العظيمة جعل الله لهم مجالات لا يقدرون على أن يتعدوها وحدودًا لا يتعدونها في السماء، وقد ذهبوا في الأرض طولاً وعرضًا، وتعرفوا على جميع أقطارها، في ذلك يقول الله عز وجل في سورة الرحمن "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"، الخطاب من الله تعالى للجن والإنس، يقال لهما: إن استطعتم النفاذ من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ، (إن استطعتم) إشارة إلى أنه لا مهرب لكم من الله، ولقد حاول بعض الجن النفاذ من أقطار السماوات والأرض قبل محاولات الإنسان، ففشلوا وأحرقوا بشهب، بينما نجح الإنسان في الوصول إلى القمر، ولكن الجن سيظل عاجزًا عن النفاذ في أقطار السماوات السبع والأرض، والأرض اسم جنس وتعنى الأرضيين جميعا، وهى الكواكب والنجوم في السماوات.
(لا تنفذون إلا بسلطان) أي من الله تعالى، وأن لكم ذلك، وإذا وصلتم إلى السماء يُرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران، قال تعالى في سورة العنكبوت "وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"، فالله (عز وجل) يخاطب الجن والإنس في سورة الرحمن:" يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ"، والشواظ نار لا دخان فيها، والنحاس دخان لا نار فيه، (فلا تنتصران): أى ولا ينصر بعضكم بعضا، ولا تنتصران وترتدون على أعقابكم منهزمين.

شكرا لك اختي

» تساؤلات عن الجن التكاثر والموت
» كلمتان تستر عورتك عن الجن
» اذا كان الائمة يعلمون الغيب اذا ماتوا منتحرين رد على هذا الغباء
» حقيقة رد الشبهات بأن الأئمة عليهم السلام يعلمون الغيب .
» لإبعاد الجن