المناع إدخال أسلحة إلى سورية من طلب منه ذلك ؟؟؟
لا ندري فيما إذا كان السيد هيثم المناع واسمه الأصلي هيثم العودات، والذي يوصف عادة بالناطق باسم ما يسمى باللجنة العربية لحقوق الإنسان، زعيماً لجناح عسكري في تنظيم مليشاوي، أو قائد مجموعة عسكرية حتى تطلب منه جهات لم يحددها إدخال أسلحة إلى سوريا للعدوان على شعبها وقتل أبنائها.
فقد أكد السيد المناع، وفي تصريحات مثيرة وغاية في الإثارة والوضوح الذي لا يقبل اللبس والتأويل لقناة الجزيرة الفضائية، متسبباً في إحراج ظاهر وكبير لها ولتغطيتها لما سمي بالثورة السورية، وبشكل غير مباشر بأنه كان هناك عمليات تمويل خارجية وإدخال أسلحة إلى سوريا. وبات ها هنا من الواجب تصديق الرواية الرسمية السورية حول اكتشاف مخازن أسلحة مكدسة في المسجد العمري في درعا، وأن فيها بعض أو شيء، إن لم يكن كل الصحة والصدق، ولن نقل أكثر من ذلك.
وكان المناع نفسه قد أعلن، وفي تصريح سابق له، ولذات القناة، على ما أعتقد، بأنه قام بنفسه بإدخال هواتف نقالة "موبايلات"، فضائية "الثريا" على ما نعتقد، إلى محافظة درعا، وأخرى تعمل على شركات الهاتف الخلوي الأردنية كي لا يتم تتبعها ومراقبتها من قبل الجهات المختصة في سوريا، وهذا ما سيكون له دور كبير، تالياً، في تفسير هذه "الانتفاضة" وكل أعمال القتل والتدمير والتخريب والاشتباكات المسلحة الأخرى التي وقعت على هامشها، وفقط، ونركز، في اللاذقية ودرعا، وتحت اسم الثورة السورية، وما نقل عن اعتلاء أسطح المنازل والبنايات وإطلاق النار على المواطنين العزل ورجال الأمن، واستباحة شوارع اللاذقية، ودرعا، وترويع سكانها وحرق الممتلكات العامة والخاصة وتدميرها، وسط تهليل وفرح من أوساط بعينها، واعتبار ذلك التخريب والقتل والترويع ثورة سورية، وانتفاضات شعبية فرحت وهللت لها قنوات الدجل الشامل الأخرى.
ولا ندري في الحقيقة، كما لم يفصح السيد المناع نفسه، فيما إذا كان قد امتثل لاحقاً لضغوط تلكم الجهات بتمرير الأسلحة، قالها "تمريق أسلحة"، إلى سورية، أم لا، ولا ندري فيما بعد كيف تم إيصالها لاحقاً، وكيف دخلت إلى سوريا، لأنها دخلت فعلاً، واستعملها البعض في عمليات القتل والإجرام التي حصلت ضد مواطنين أبرياء عزّل آمنين ورجال أمن آخرين. وفي الحقيقة، وبرغم التموضعات المختلفة، والفروق البينة في المواقف بيننا وبين السيد المناع والاختلاف العميق والجذري في وجهات النظر، لا يمكننا، ولا يسعنا إلا أن نقدّم عظيم امتناننا وجزيل شكرنا ، للأستاذ والحقوقي الكبير الناطق باسم المنظمة، إياها، هيثم مناع، الذي كان عوناً لنا في تدعيم وجهة نظرنا حول الشراذم المسلحة، التي أتت في مقالنا السابق: "شاهد عيان من اللاذقية"، والذي أثار موجة عارمة من السخط والاحتجاج والاستنكار وتسونامي من الشتائم والسباب، من قبل بعض المضللين، بفتح اللام مرة وكسرها مرة أخرى، واعتبار ذلك المقال تشويها لما سموه بالثورة السورية، وهو لم يكن سوى نقل حي وصادق وأمين من جهة محايدة هي ليست في عير النظام، ولا نفير المعارضة، ونقلت بكل أمانة حقيقة ما جرى في اللاذقية، من أحداث دموية مؤسفة رأيناها بأم العين ولم يقلها لنا أحد، ونربأ بأية ثورة سورية سلمية ووطنية أن تقوم بما قامت به تلك "الثورة" المزعومة، التي أساءت لوجه سوريا الحضاري وحراكها الديمقراطي الوطني السلمي الصادق الشريف، عبر أفعالها الدموية، وشعاراتها المخجلة التي رفعتها، ويرفعها البعض على الملأ في الخارج، ونخجل من إيرادها، احتراماً للمقام والمقال وقرّائنا الكرام.
وها هي تأتي تصريحات السيد المناع الذي قال وبالحرف الواحد لمذيع الجزيرة، وزميلته الأخرى: " لقد طلبوا مني ثلال مرات تمرير السلاح إلى درعا"، لتؤكد صراحة على وجود مؤامرة وأياد خارجية تقف وراء عمليات القتل والتخريب تلك التي حصلت، ومحاولة وتقويض أمن وسلامة البلد، واستغلال مطالب وطنية سورية محقة ومشروعة وتوظيفها لصالح أجندات معادية لسورية وشعبها وأمنها وبقائها.
إن الشعب السوري وبكل أطيافه وطوائفه وأعراقه ومكوناته الكثيرة، وقبل أية جهة أمنية أو قضائية سورية معنية بالأمر على طريقتها الخاصة، يدعو ويطالب بإلحاح السيد هيثم مناع إلى المبادرة فوراً للإفصاح، علناً، وفي ذات القنوات التي كان يدعو فيها إلى التحقيق والكشف عن "الجرائم" المرتكبة، عن أسماء تلك الجهات التي طلبت منه إدخال أسلحة إلى سوريا، وذلك إجلاء لحقائق وملابسات كثيرة، وللمساعدة في ذات التحقيقات التي يطالب ويدعو لها هو نفسه، والتبيان والإيضاح للشعب السوري من هو الذي يستهدفه، ومن الذي يريد قتله وإشعال الفتن المدمرة في أوساط شعبه عبر إدخال أسلحة ممنوعة وبطرق غير قانونية ولا شرعية.
وقمين بالسيد مناع، ومن مناظير أخلاقية، وإعلامية، ووطنية وشفافية طالما نادى بها السيد مناع نفسه، أن يبادر فوراً، وخدمة للوطن السوري الذي ينتمي إليه، وهذا يقع من ضمن أبسط واجباته كمواطن سوري طالما كان يدعو لممارسة هذه الواجبات الوطنية، إلى إبلاغ الجهات الحقوقية الدولية، ومنظمته الحقوقية بالذات بأن هناك من يبيت ويضمر سوء النية ويعمل على قتل وإبادة الشعب السوري، والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمته الدولية، وأية جهة قضائية وأممية أخرى يرتئيها للإعلام عن هذه المحاولة الخسيسة والدنيئة ومن يقف وراءها وتسميتهم بأسمائهم الصريحة، تمهيداً لإقامة محاكمات عادلة لهم من قبل الشعب السوري المعني بالأمر أولاً وأخيراً. وإن أي تستر أو مماطلة، أو صمت وإخفاء يعني المشاركة والقبول بهذه الجريمة الوطنية الخطيرة جداً والتي يعرف المبتدئون في القانون، والعامة من الناس، والقاصي والداني أنها، في حال استمرارها، تدخل في باب الخيانة العظمى، وحسب، ولسنا، البتة، في وارد، وباب إلقاء المواعظ والدروس الحقوقية، والقضائية والقانونية، على أستاذنا القانوني الكبير السيد هيثم المناع، وهو الأستاذ القانوني الكبير والضليع جداً، والواعي تماماً لطبيعة وخطورة الموضوع وما يعنيه التسليح والتمويل الخارجي في كل عرف قضائي.
رابط تصريحات المناع لقناة الجزيرة:
https://www.youtube.com/watch?v=DLJspk3E1Wc&feature=player_embedded
المصدر //عرب تايمز