منتديات أحلى السلوات
سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أحلى السلوات


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم جميعا واهلا وسهلا بالاعضاء الجدد نتمنى لكم طيب الاقامه
نرحب بالاخت العزيزة (لمياء ) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنا اختي الغالية ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (ابو مصطفى) من العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بتواجدك معنا سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت الغالية ( ابتسام) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( الدمعة الحزين ) من السعودية ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (طیبه) من ايران ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (شيخ الوادي ) من العراق ونتمنى له طيب الاقامة معنا ... سعداء بتواجدك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (نور كربلاء) من السعودية  ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك  يا غالية سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( وديان) من فلسطين المحتلة ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( الخيانة صعبة) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالي سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة  (رحيق الورد) من دولة العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (منة الله على) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( علاء المياحي ) من العراق ونتمنى له اقامة طيبة معنا ... المنتدى نور بوجودك سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هدوره العراقيه) من العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالية سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( ساره رضا) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( حبي لاهل البيت لا ينتهي ) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معناسيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( أبو وسام ) من دولة العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالي سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هند السعيد) من مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( احمد طه) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (عاشقه الليل )من الامارات العربية ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  103798 ادارة المنتدى

 

 سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:18

سيرة حياة الامام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام

ولادة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)
اسمه ونسبه(عليه السلام)

الإمام موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيته(عليه السلام)

أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل... والأُولى أشهرها.
ألقابه(عليه السلام)

الكاظم، العبد الصالح، الصابر، الأمين... وأشهرها الكاظم.
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها

7 صفر 128ﻫ، المدينة المنوّرة، الأبواء.
أُمّه(عليه السلام) وزوجته

أُمّه السيّدة حَميدة البربرية، وهي جارية، وزوجته السيّدة تكتم أُمّ الإمام الرضا(عليه السلام)، وهي أيضاً جارية.
مُدّة عمره(عليه السلام) وإمامته

عمره 55 سنة، وإمامته 35 سنة.
حكّام عصره(عليه السلام)

أبو جعفر المنصور المعروف بالدوانِيقي؛ لأنّه كان ولفرط شحّه وبخله وحبّه للمال يحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود في عهده، محمّد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد.
عبادته(عليه السلام)

أجمع الرواة على أنّ الإمام الكاظم(عليه السلام) كان من أعظم الناس طاعة لله ومن أكثرهم عبادة له، وكانت له ثفنات من كثرة السجود لله، كما كانت لجدِّه الإمام السجّاد(عليه السلام)، حتّى لُقِّب(عليه السلام) بذي الثفنات.

وكان من مظاهر عبادته(عليه السلام) أنّه إذا وقف مصلّياً بين يدي الخالق العظيم أرسل ما في عينيه من دموع وخفق قلبه، وكذلك إذا ناجى(عليه السلام) ربّه أو دعاه.

يقول الرواة: إنّه(عليه السلام) كان يصلّي نوافل الليل، ويصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتّى يقرب زوال الشمس.

وكان من مظاهر الطاعة عنده(عليه السلام) أنّه دخل مسجد جدِّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أوّل الليل، فسجد(عليه السلام) سجدة واحدة وهو يقول بنبرات ترتعش خوفاً من الله: «عَظُم الذنبُ عندي فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة»(1)، وجعل(عليه السلام) يردّد هذا الدعاء بإنابة وإخلاص وبكاء حتّى أصبح الصباح.

وحينما أودعه الطاغية الظالم هارون الرشيد العبّاسي في ظلمات السجون، تفرّغ(عليه السلام) للعبادة، وشكر الله على ذلك قائلاً: «اللّهمّ إنّي طالما كنت أسألك أن تُفرّغني لعبادتك، وقد استجبتَ لي، فَلَك الحمدُ على ذلك»(2).

وكان الطاغية هارون يشرف من أعلى قصره على السجن، فيبصر ثوباً مطروحاً في مكان خاصّ لم يتغيّر عن موضعه، وعجب من ذلك، وراح يقول للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟

فيجيبه الربيع قائلاً: يا أمير المؤمنين، ما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر، له في كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، وبهر الطاغية وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فمالك قد ضيّقت عليه الحبس؟ قال: هيهات، لا بدّ من ذلك!(3).
زهده(عليه السلام)

زهد الإمام الكاظم(عليه السلام) في الدنيا، وأعرض عن مباهجها وزينتها، وآثر طاعة الله تعالى على كلّ شيء، وكان بيته خالياً من جميع أمتعة الحياة، وقد تحدّث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال: «دخلت عليه في بيته الذي كان يصلّي فيه، فإذا ليس فيه شيء سوى خصفة وسيف معلّق ومصحف»(4).

وكان كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرة الصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ولم يحفل بأيّ شيء من زينتها، قائلاً: «رحم الله أبا ذر، فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عنّي مذمّة بعد رغيفين من الشعير: أتغذّى بأحدهما، وأتعشّى بالآخر، وبعد شملتي الصوف ائتزر بأحدهما وأتردّى بالأُخرى»(5).
جوده(عليه السلام)

كان الإمام الكاظم(عليه السلام) من أندى الناس كفّاً وأكثرهم عطاء للبائسين والمحرومين، الجدير بالذكر أنّه كان يتطلّب الكتمان وعدم ذيوع ما يعطيه، مبتغياً بذلك الأجر عند الله تعالى.

يقول الرواة: إنّه كان يخرج في غلس الليل البهيم فيوصل البؤساء والضعفاء وهم لا يعلمون من أيّ جهة تصلهم هذه المبرّة، وكانت صلاته لهم تتراوح ما بين المائتين دينار إلى الأربعمائة دينار، وكان أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي القلّة والفقر.

ويجمع المترجمون له أنّه كان يرى أنّ أحسن صرف للمال هو ما يردّ به جوع جائع، أو يكسو به عارياً(6).
من وصاياه(عليه السلام)

1ـ قال(عليه السلام): «وجدت علم الناس في أربع: أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك»(7).

2ـ قال(عليه السلام): «أي فلان! اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، أي فلان! اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك، فإنّ فيه هلاكك»(Cool.

3ـ قال(عليه السلام): «المؤمن مثل كفّتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه»(9).

ـــــــــــــــــــــــــــ

1ـ سير أعلام النبلاء 6/271، وفيات الأعيان 5/308.

2ـ حياة الإمام الرضا 1/73.

3ـ عيون أخبار الرضا 2/89.

4ـ اُنظر: حياة الإمام الرضا 1/74.

5ـ الكافي 2/134.

6ـ اُنظر: حياة الإمام الرضا 1/76.

7ـ بحار الأنوار 75/328.

8ـ تحف العقول: 408.

9ـ المصدر السابق.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:19

كنية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وألقابه


كان ( عليه السلام ) يكنّى بعدة أسماء أشهرها : أبو الحسن ، قال الشيخ المفيد : كان يكنّى أبا إبراهيم ، وأبا الحسن ، وأبا علي ، ويعرف بالعبد الصالح .

وقال ابن الصبّاغ المالكي : أمّا كنيته فأبو الحسن ، وألقابه كثيرة أشهرها : الكاظم ، ثمّ الصابر ، والصالح ، والأمين .

وألقابه تدل على مظاهر شخصيته ، ودلائل عظمته ، وهي عديدة منها : الزاهر ، لأنّه زهر بأخلاقه الشريفة ، وكرمه الموروث عن جدّه الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله ) .

قال ابن شهر آشوب عند ذكره لألقابه : والزاهر ، وسمّي بذلك لأنّه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التام .

والكاظم : لقّب بذلك لما كظمه عمّا فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق ... ويقول ابن الأثير : إنّه عرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خلقه ، ومقابلته الشرّ بالإحسان .

والصابر : لأنّه صبر على الخطوب والآلام التي تلقّاها من حكّام الجور والطغاة ، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه .

والسيّد : لأنّه من سادات المسلمين ، وإمّام من أئمّتهم .

والوفي : لأنّه أوفى الإنسان في عصره ، فقد كان وفيّاً بارّاً بإخوانه وشيعته ، وبارّاً حتّى بأعدائه والحاقدين عليه .

ذو النفس الزكية : لقّب بهذا اللقب اللطيف لصفاء ذاته ، ونقاوة سريرته ، البعيدة كل البعد عن سفاسف المادّة ، ومآثم الحياة ، نفس أبيّة زكيّة ، طاهرة ، كريمة ، سمت وعلت حتّى قلّ نظيرها .

باب الحوائج : هذا اللقب كان من أشهر ألقابه ذكراً ، وأكثره شيوعاً ، انتشر بين العام والخاص ، حتّى أنّه ما أصاب أحدهم مكروه إلاّ فرّج الله عنه بذكره ، وما استجار بضريحه أحد إلاّ قضيت حوائجه ، ورجع مثلوج القلب ، مستريح الضمير ، ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها ، وقد آمن بذلك جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم .

يقول أبو علي الخلاّل ـ شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي ـ : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب .

وقال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب .

وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في حياته ملجأ لعموم المسلمين ، كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين ، لأنّ الله تعالى منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد .

وقد روى الخطيب البغدادي قضيّة كان فيها شاهد عيان ، عندما شاهد امرأة مذهولة ، مذعورة ، فقدت رشدها لكثرة ما نزل بها من الهموم ، لأنّها أخبرت أنّ ولدها قد ارتكب جريمة ، وألقت عليه السلطة القبض وأودعته في السجن ، ينتظر الحكم القاسي والظالم ، فأخذت تهرول نحو ضريح الإمام مستجيرة به ، فرآها بعض الأوغاد ، الذي لا يخلو الزمان منهم ، فقال لها : إلى أين ؟

قالت : إلى موسى بن جعفر ، فإنّه قد حُبِس ابني ، فقال لها بسخرية واستهزاء : إنّه قد مات في الحبس .

فاندفعت تقول بحرارة بعد أن لوّع قلبها بقوله : اللّهم بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فاستجاب الله دعاءها ، وأطلق سراح ابنها ، وأودع ابن المستهزئ بها في ظلمات السجن بجرم ذلك الشخص .

فالله تعالى القادر العليم ، والقاهر العظيم ، قد أراها القدرة لها ولغيرها ، كما أظهر كرامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فما خاب من دعاهم ، وما فشل من استجار بهم .

ثمّ يروي الخطيب البغدادي عن محنة ألّمت به فاستجار بالإمام ( عليه السلام ) ، وكشف عنه الهمّ والغمّ ، فيقول : وأنا شخصيّاً قد ألّمت بي محنة من محن الدنيا كادت أن تطوي حياتي ، ففزعت إلى ضريح موسى بن جعفر بنيّة صادقة ، ففرّج الله عنّي ، وكشف ما ألّم بي .

ولا يَشِكّ في هذه الظاهرة التي اختصّ بها الإمام إلاّ من ارتاب في دينه وإسلامه .

لقد آمن جميع المسلمين الأبرار بالأئمّة الأطهار منذ فجر التاريخ ، ولم يزالوا يعتقدون اعتقاداً راسخاً في أنّ أهل البيت ( عليهم السلام ) لهم المقام الكريم عند الله ، وإنّه يستدفع بهم البلاء ، وتستمطر بهم السماء .

روى الشيخ الكليني عن محمّد بن جعفر الكوفي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( تقول ببغداد : السلام عليك يا وليّ الله ، السلام عليك يا حجّة الله ، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، أتيتك عارفاً بحقّك ، معادياً لأعدائك ، فاشفع لي عند ربّك ، وادع الله وسلْ حاجتك ) .

وجاء في قصيدة الفرزدق التي مدح بها الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :

من معشر حبّهم دين وبغضهم ** كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبّهم ** ويستزادُ به الإحسـان والنعم

فالله تعالى منح أهل البيت ( عليهم السلام ) جميل ألطافه ، وخصّهم بالمزيد من كراماته ، أحياءً وأمواتاً .

ونذكر هنا كوكبة من الشعراء والأدباء ، قد أثقلت كواهلهم كوارث الدهر ، ففزعوا إلى ضريح الإمام ( عليه السلام ) متوسّلين به إلى الله تعالى في رفع محنهم ، وكشف ما ألّم بهم من المكروه ، ففرّج الله عنهم ، فمنهم الحاج محمّد جواد البغدادي ، الذي سعى إلى ضريح الإمام ( عليه السلام ) في حاجة يطلب قضاءها ، فقال :

يا سمي الكليم جئتك أسـعى ** نحو مغناك قاصداً من بلادي

ليس تُقضى لنا الحـوائج إلاّ ** عند باب الرجاء جـدّ الجواد

فجاء عباس البغدادي ، وخمّسها بقوله :

لم تزل للأنام تحسن صنعا ** وتجير الذي أتاك وترعى

وإذا ضاق الفضا بي ذرعاً ** يا سمي الكليم جئتك أسعى

والهوى مركبي وحبّك زادي

أنت غيث للمجدبين ولولا ** فيض جدواكم الوجود اضمحلا

قسـماً بالذي تعالى وجلا ** ليس تُقضـى لنا الحوائـج إلاّ

عند باب الرجاء جدّ الجواد

وممّن نظم في ذلك الشاعر السيد عبد الباقي العمري ، فقال :

لذ واسـتجر متوسّـلاً ** إن ضاق أمرك أو تعسّر

بأبي الرضا جدّ الجواد ** محمّد موسـى بن جعفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:21

مواهب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) العلمية

لا شك فيه أن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كان أعلم أهل عصره ، وأدراهم بجميع العلوم .

أما علم الفقه والحديث فكان ( عليه السلام ) من أساطينه ، وقد احتَفّ به العلماء والرُواة وهم يسجلون ما يفتي ( عليه السلام ) به وما يقوله من روائع الحِكَم والآداب .

وقد شهد الإمام الصادق ( عليه السلام ) عملاق هذه الأمة ورائد نهضتها الفكرية بوفرة علم ولده بقوله ( عليه السلام ) : ( إنّ ابني هذا - وأشار إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - لو سألتَه عما بين دَفّتَي المصحف لأجابك فيه بِعِلم ) .

وقال ( عليه السلام ) في فضله أيضاً : ( وعنده عِلم الحِكمة والفِهم والسّخاء ، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمْرِ دينهم ) .

وقد روى العلماء عنه ( عليه السلام ) جميع أنواع العلوم مما امتلأت به الكتب .

وقال الشيخ المفيد : وقد روى الناس عن أبي الحسن ( عليه السلام ) فأكثروا ، وكان أفقه أهل زمانه .

ونقل عن أبي حنيفة أنه قال : حججتُ في أيّام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، فلمّا أتيتُ المدينة دخلتُ دارَه ، فجلستُ في الدهليز أنتظر إذنه ( عليه السلام ) ، إذ خرج صبيّ فقلت : يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم ؟

قال : على رَسْلِك ، ثم جلس مستنداً إلى الحائط ثم قال :

تَوَقَّ شُطوط الأنهار ، ومَساقط الثمار ، وأفنية المساجد ، وقارعة الطريق ، وتوارَ خلف جدارٍ ، وشلّ ثوبك ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ، وضع حيث شئتَ .

فأعجبني ما سمعت من الصبي ، فقلت له : ما اسمك ؟

فقال : ( أنا موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ) .

فقلت له : يا غلام ، ما المعصية ؟

فقال : ( إن السيّئات لا تخلو من إحدى ثلاث : إمّا أن تكون من الله وليست من العبد ، فلا ينبغي للرب أن يعذّب العبد على ما لا يرتكب ، وإمّا أن تكون منه ومن العبد ، وليست كذلك ، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الضعيف .

وإمّا أن تكون من العبد – وهي منه – ، فإن عَفا فَكرمه وَجُوده ، وإن عاقب فبذنب العبد وجَريرَته ) .

قال أبو حنيفة : فانصرفت ولم ألقَ أبا عبد الله ، واستغنيتُ بما سمعتُ .


عبادة الإمام الكاظم ( عليه السلام )

أجمع الرواة على أن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كان من أعظم الناس طاعة لله ومن أكثرهم عبادة له .

وكانت له ثَـفَنات من كثرة السجود لله كما كانت لِجدِّه الإمام السجاد ( عليه السلام ) حتى لُقِّب ( عليه السلام ) بذي الثـفنات .

وكان من مظاهر عبادته ( عليه السلام ) أنه إذا وقف مُصلّياً بين يدي الخالق العظيم أرسل ما في عينيه من دموع وخَفقَ قلبُه ، وكذلك إذا ناجى ( عليه السلام ) ربَّه أو دعاه .

ويقول الرواة : إنه ( عليه السلام ) كان يصلي نوافل الليل ، ويَصِلُها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس .

ويَخُرّ لله ساجداً ، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتى يقرب زوال الشمس .

وكان من مظاهر الطاعة عنده ( عليه السلام ) أنه دخل مسجد جَدِّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أول الليل فسجد ( عليه السلام ) سجدة واحدة ، وهو يقول بِنَبْراتٍ تَقطر خوفاً من الله : ( عَظُم الذنبُ عندي فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ) .

وجعل ( عليه السلام ) يُردّد هذا الدعاء بإنابة وإخلاص وبكاء حتى أصبح الصباح .

وحينما أودعَهُ الطاغية الظالم هارون الرشيد العباسي في ظُلُمات السجون تفرغ ( عليه السلام ) للعبادة ، وشكر الله على ذلك قائلاً : ( اللَّهُم إني طالما كنت أسألك أن تُفرّغني لعبادتك ، وقد استجبتَ لي ، فَلَك الحمدُ على ذلك ) .

وكان الطاغية هارون يشرف من أعلى قصره على السجن ، فَيُبصر ثوباً مطروحاً في مكان خاص لم يتغير عن موضعه ، وعجب من ذلك ، وراح يقول للربيع : ما ذاك الثوب الذي أراهُ كلَّ يوم في ذلك الموضع ؟

فأجابه الربيع قائلاً : يا أمير المؤمنين ، ما ذاك بثوب ، وإنما هو موسى بن جعفر ، له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال .

وبهر الطاغية وقال : أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم .

وسارَعَ الربيع طالباً منه أن يطلقَ سراحَ الإمام ( عليه السلام ) ولا يضيق عليه في سِجنه قائلاً : يا أمير المؤمنين ، مَالَكَ قد ضيقتَ عليه في الحَبس ؟

وسارع هارون قائلاً : هيهات ، لا بُدَّ من ذلك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:38

أبناء الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )

شجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، أنجب الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ذرّية طاهرة من نسل طيّب ، فكانوا من خيرة أبناء المسلمين في عصره ، يتصفون بالتقوى والورع والخير والصلاح ، والابتعاد عن مآثم الحياة وأباطيلها .

لقد أنشأهم الإمام ( عليه السلام ) نشأة دينية خالصة ، ووجّههم وجهة صحيحة سليمة ، وسكب في نفوسهم الإيمان بالله ، والتفاني في سبيل العقيدة ، والعمل على قول كلمة الحق ، والقيام بها مهما كلّف الثمن .

قال ابن الصباغ : إنّ لكل واحد من أولاد أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فضلاً مشهوداً .

اختلف النسّابون في عدد أولاد الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) اختلافاً كثيراً ، منهم من قال : ثلاثة وثلاثون ، الذكور منهم 16 ، والإناث 17 .

ومنهم من قال : سبعة وثلاثون ، الذكور 18 ، والإناث 19 .

ومنهم من قال : ثمانية وثلاثون ، الذكور 20 ، والإناث 18 .

وقال الشيخ الطبرسي : كان له سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى : علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، وإبراهيم والعباس والقاسم من أمهات متعدّدة .

وأحمد ، ومحمّد ، وحمزة من أم واحدة .

وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسن من أم واحدة .

وعبد الله ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان من أمهات متعدّدة .

وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقية ، ومكّية ، وأم أبيها ، ورقية الصغرى ، وكلثم ، وأم جعفر ، ولبانة ، وزينب ، وخديجة ، وعلية ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، وأم سلمة ، وميمونة ، وأم كلثوم من أمهات متعدّدة .

وكان أحمد بن موسى كريماً ورعاً ، وكان الإمام يحبّه ، فوهب له ضيعته المعروفة باليسيرية ، ويقال أنّه أعتق ألف مملوك .

وكان محمّد بن موسى ( عليه السلام ) شجاعاً كريماً ، وتقلّد الإمرة على اليمن في عهد المأمون ، من قبل محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، الذي بايعه أبو السرايا في الكوفة ، ومضى إليها ففتحها ، وأقام بها مدّة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ الأمان من المأمون .

ولكل واحد من أبناء الإمام الكاظم ( عليه السلام ) فضل ومنقبة ، وكان الإمام الرضا مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاص والعام .



مدرسة الإمام الكاظم ( عليه السلام )

الإمام الكاظم ( عليه السلام ) هو سليل النبوة ، ووارث علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) في عصره .

وعلى الرغم من الظرف السياسي الحَرِج ، وتضييق الحُكَّام عليه ، إلاَّ أنه ( عليه السلام ) لم يترك مسؤوليته العلمية ، ولم يتخلَّ عن تصحيح المسار الإسلامي بكلِّ ما حوى من علومٍ ، ومعارفٍ ، واتجاهات .

فتصدَّى الإمام ( عليه السلام ) هو وتلامذته لتيارات الإلحاد والزندقة ، لتثبيت أركان التوحيد ، وتنقية مدارات العقيدة ، وإيجاد رؤية عقائدية أصيلة تشعُّ بروح التوحيد ، وتثبت في أعماق النفس والعقل .

كما أغنى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) مدرسة الفقه بحديثه ، ورواياته ، وتفسيره .

فكان ( عليه السلام ) بهذه المنهجية يثبِّت أركان الإسلام ، ويعمِّق أصول التفسير الإسلامي ، ويُنقِّي مناهج الفقه والتشريع ، فحفظ بذلك مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأغنى عطاءها ، وأنمى ثمارها .

ولقد ذكرت كتب الرجال ، وتراجُم الرُوَاة ، والمَعْنِيِّينَ بالحديث ، أنَّ أكثر من ثلاثمِائة راوٍ رَووا عن الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) .

ويذكر التاريخ العلمي بِفَخر كوكَبة من تلامذته ، كما يذكر للكثير منهم كُتُباً ومؤلَّفات علميَّة ثَريَّة .




إمامة الإمام الكاظم ( عليه السلام )

تولَّى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) منصب الإمامة بعد أبيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، في وقتٍ شَهدَتْ فيه الدولة العباسية استقرار أركانها ، وثبات بُنْيانها .

فتنكَّرَت للشعار الذي كانت تنادي به من الدعوة لآل محمد ( عليهم السلام ) ، وتنبَّهت إلى الوريث الشرعيِّ لشجرة النبوَّة ، مشهرة سيف العِداء له ( عليه السلام ) ولشيعته .

وذلك لتلافي تعاظم نفوذ الإمام ( عليه السلام ) في أن يؤتي على أركان دولتهم ، ويقضي عليها .

فشهد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) طِيلة سِنِيِّ حياته صنوف التضييق والمزاحمة ، إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنعه ( عليه السلام ) من أن يؤدِّي رسالته في حماية الدين وقيادة الأمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:40

مناظرة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) مع هارون الرشيد

دخل هارون الرشيد على الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عمد على القبض عليه ، لأشياء كذبت عليه عنده ، فأعطاه طوماراً طويلاً فيه مذاهب شنعة نسبها إلى شيعته ، فقرأه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال له : ( يا أمير المؤمنين نحن أهل بيت منينا بالتقوّل علينا ، وربّنا غفور ستور ، أبى أن يكشف أسرار عباده إلاّ في وقت محاسبته : ( يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) .

ثمّ قال : ( حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن علي ، عن النبي ( عليهم السلام ) : الرحم إذا مسّت اضطربت ثمّ سكنت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن تمس رحمي رحمه ويصافحني فعل ) ، فتحوّل عند ذلك عن سريره ومد يمينه إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فأخذ بيمينه ثمّ ضمّه إلى صدره ، فاعتنقه وأقعده عن يمينه .

وقال : أشهد أنّك صادق وجدّك صادق ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) صادق ، ولقد دخلت وأنا أشد الناس حنقاً وغيظاً لما رقي إليّ فيك ، فلمّا تكلّمت بما تكلّمت ، وصافحتني سري عنّي ، وتحوّل غضبي عليك رضى .

وسكت ساعة ، ثمّ قال له : أريد أن أسألك عن العباس وعلي ، بما صار علي أولى بميراث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من العباس ، والعباس عم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وصنو أبيه ؟

فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أعفني ) ، قال : والله لا أعفيتك ، فأجبني .

قال ( عليه السلام ) : ( فإن لم تعفني فآمنّي ) ، قال : آمنتك ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لم يورّث من قدر على الهجرة فلم يهاجر ، إنّ أباك العباس آمن ولم يهاجر ، وإنّ علياً آمن وهاجر ، وقال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ) ) ، فتغيّر لون هارون .

ثمّ تابع الرشيد فقال : ما لكم لا تنسبون إلى علي وهو أبوكم ، وتنسبون إلى رسول الله وهو جدّكم ؟ فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إنّ الله نسب المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) إلى خليله إبراهيم ( عليه السلام ) بأمّه مريم البكر البتول ، التي لم يمسّها بشر ، في قوله تعالى : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ، ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ، فنسبه لأمّه وحدها إلى خليله إبراهيم ( عليه السلام ) .

كما نسب داود وسليمان وأيوب وموسى وهارون ( عليه السلام ) بآبائهم وأمّهاتهم ، فضيلة لعيسى ( عليه السلام ) ، ومنزلة رفيعة بأمّه وحدها ، وذلك قوله في قصّة مريم ( عليها السلام ) : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) ، بالمسيح من غير بشر .

وكذلك اصطفى ربّنا فاطمة ( عليها السلام ) وطهّرها وفضّلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ) .

فقال له هارون ـ وقد اضطرب وساءه ما سمع ـ : من أين قلتم الإنسان يدخل الفساد من قبل النساء ومن قبل الآباء ، لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله ، فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( هذه مسألة ما سئل عنها أحد من السلاطين غيرك ، ولا تيم ولا عدي ولا بنو أميّة ، ولا سئل عنها أحد من آبائي فلا تكشفني عنها ) .

قال الرشيد : فإن بلغني عنك كشف هذا رجعت عمّا آمنتك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لك ذلك ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( فإنّ الزندقة قد كثرت في الإسلام ، وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الأخبار ، هم المنسوبون إليكم ) ، فقال هارون : فما الزنديق عندكم أهل البيت ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله ، وهم الذين يحادّون الله ورسوله ، قال تعالى : ( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ، وهم الملحدون ، عدلوا عن التوحيد إلى الإلحاد ) .

فقال هارون : أخبرني عن أوّل من ألحد وتزندق ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أوّل من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين ، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيبه آدم ( عليه السلام ) ، فقال اللعين : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ، فعتا عن أمر ربّه وألحد ، فتوارث الإلحاد ذرّيته إلى أن تقوم الساعة ) ، فقال هارون : ولإبليس ذرّية ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ، ألم تسمع إلى قول الله عزّ وجل : ( إِلاَ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً * مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) ) ، فهل عرف الرشيد من أي فريق هو ؟!

ثمّ قال له الرشيد : بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لما تجاريناه ، فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ) ، وأوتي بدواة وقرطاس ، فكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، جميع أمور الأديان أربعة :

1ـ أمر لا اختلاف فيه ، وهو إجماع الأمّة على الضرورة التي يضطرّون إليها ، الأخبار المجمع عليها ، وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة ، والمستنبط منها كل حادثة ، وهو إجماع الأمّة .

2ـ وأمر يحتمل الشك والإنكار ، فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجّة من كتاب الله مجمع على تأويلها ، وسنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصّة الأمّة وعامّتها الشك فيه والإنكار له .

وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه ، وأرش الخدش فما فوقه ، فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين ، فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عليك صوابه نفيته ، فمن أورد واحدة من هذه الثلاث فهي الحجّة البالغة التي بيّنها الله في قوله لنبيه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) .

يبلغ الحجّة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله ، كما يعلمها العالم بعلمه ، لأنّ الله عدل لا يجور ، يحتج على خلقه بما يعملون ، ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون ) .

فأجازه الرشيد وأحسن لقاءه ، وانصرف الإمام ( عليه السلام ) وقد دلّ خصمه ـ المسمى بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين ـ على أمور الدين ، كما أوضح له منزلة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وصحّة أقوالهم ، ودعم ما ذهب إليه بأوثق الأدلّة والبراهين ، ولا غرو فهذا الغصن الطيّب هو من تلك الشجرة الطيّبة التي غرسها الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، وتعهّد سقايتها ورعايتها .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:41

مناظرات الإمام الكاظم ( عليه السلام )

للإمام الكاظم ( عليه السلام ) مناظرات واحتجاجات هامّة وبليغة مع خصومه المناوئين له ، كما جرت له مناظرات أخرى مع علماء النصارى واليهود ، وقد برع فيها جميعها وأفلج الجميع بما أقامه من الأدلّة الدامغة على صحّة ما يقول ، وبطلان ما ذهبوا إليه ، وقد اعترفوا كلّهم بالعجز والفشل معجبين بغزارة علم الإمام ، وتفوّقه عليهم ، منها :
1ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع أبي يوسف القاضي :

أمر هارون الرشيد أبا يوسف أن يسأل الإمام ( عليه السلام ) بحضرته ، لعلّه يبدي عليه العجز ، فيتّخذ من ذلك وسيلة للحطّ من كرامته ، ولمّا اجتمع ( عليه السلام ) بهم ، وجّه إليه أبو يوسف السؤال التالي : ما تقول في التظليل للمحرم ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لا يصح ) .

قال : فيضرب الخباء في الأرض ، ويدخل البيت ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .

قال : فما الفرق بين الموضعين ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ما تقول في الطامث ، أتقضي الصلاة ؟ ) قال أبو يوسف : لا.

قال ( عليه السلام ) : ( أتقضي الصوم ؟ ) قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( ولمَ ؟ ) قال : هكذا جاء ، قال ( عليه السلام ) : ( وهكذا جاء هنا ) .

فسكت أبو يوسف ، ولم يطق جواباً ، وبدا عليه الخجل والعجز ، فقال هارون : ما أراك صنعت شيئاً ، قال أبو يوسف : رماني بحجر دامغ .

فتركهما الإمام ( عليه السلام ) وانصرف ، بعد أن خيّم عليهما الحزن والشقاء .
2ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع أبي حنيفة :

دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له : رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ فأمر ( عليه السلام ) بإحضار ولده موسى ( عليه السلام ) ، فلمّا مثل بين يديه ، قال له : ( يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي ، والناس يمرّون بين يديك ؟ ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ، يا أبتِ وإن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ وجل : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .

عندها فرح الإمام الصادق ( عليه السلام ) وسرّ سروراً بالغاً ، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع ، فقام إليه وضمّه إلى صدره ، وقال مبتهجاً : ( بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار ) .
3ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء اليهود :

قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليحاججوه في الإسلام ، فلمّا مثلوا بين يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة والدليل على نبوّة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قائلين : أي معجز يدل على نبوّة محمّد ؟

أجابهم ( عليه السلام ) : ( كتابه المهيمن ، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال والحرام وغيرهما ، ممّا لو ذكرناه لطال شرحه ) ، فقالوا : كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟

فانطلق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وكان آنذاك صبياً قائلاً لهم : ( وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟ ) قالوا : علمنا ذلك بنقل الصادقين .

قال لهم : ( فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، ولا معرفة عن الناقلين ) ، فبهروا وآمنوا بقول الإمام الكاظم الصبي ( عليه السلام ) ، الذي هو المعجز بحق ، وهتفوا معلنين إسلامهم قائلين : نشهد أن لا اله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً رسول الله ، وإنّكم الأئمّة الهادون ، والحجج من عند الله على خلقه .

ولمّا أدلى الإمام ( عليه السلام ) بهذه الحجّة وأسلم القوم على يده ، وثب إليه والده ( عليه السلام ) فقبّل ما بين عينيه ، وقال له : ( أنت القائم من بعدي ) ، ثمّ أمره بكسوة لهم وأوصلهم ، فانصرفوا وهم شاكرون .
4ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء النصارى :

جاء قطب من أقطاب النصارى ومن علمائها النابهين ، يدعى بريهة ، كان يطلب الحق ويبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، وأخذ يحاججهم فلم يقتنع ، ولم يصل إلى الهدف الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن الحكم ، فقصده ومعه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية والعقائدية ، فأجابه عنها هشام .

ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فقصّ عليه هشام مناظراته وحديثه مع العالم النصراني بريهة .

فالتفت ( عليه السلام ) إلى بريهة ، قائلاً له : ( يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ ) قال : أنا به عالم .

فقال ( عليه السلام ) : ( كيف ثقتك بتأويله ؟ ) قال : ما أوثقني بعلمي به !

فأخذ ( عليه السلام ) يقرأ عليه الإنجيل ويرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، وإنّ الإمام من شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة .

ثمّ إنّه أسلم وأسلمت معه زوجته ، وقصدوا جميعاً والده الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فحكى له هشام الحديث ، وإسلام بريهة على يد ولده الكاظم ، فسرّ ( عليه السلام ) بذلك ، والتفت قائلاً له : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .

وانبرى بريهة إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : جعلت فداك ، أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟! قال ( عليه السلام ) : ( هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرأوها ، ونقولها كما قالوها ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء ، فيقول : لا أدري ) .

وبعدها لزم بريهة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وصار من أخلص أصحابه ، ولما انتقل الإمام إلى دار الخلود اتصل بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) حتّى توفّي في عهده .
5ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع راهب نصراني :

كان في الشام راهب معروف تقدّسه النصارى وتعظّمه ، وتسمع منه ، وكان يخرج لهم في كل يوم يوماً يعظهم ، التقى به الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في ذلك اليوم الذي يعظ به ، وقد طافت به الرهبان ، فلمّا استقر المجلس بالإمام التفت إليه الراهب قائلاً : يا هذا ، أنت غريب ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .

فقال : منّا أو علينا ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لست منكم ) .

فقال : أنت من الأمّة المرحومة ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .

فقال : أمن علمائها أمن جهّالها ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لست من جهّالها ) .

فاضطرب الراهب ، وتقدّم إلى الإمام ( عليه السلام ) يسأله عن أعقد المسائل عنده ، قائلاً : كيف طوبى أصلها في دار عيسى عندنا ، وعندكم في دار محمّد ، وأغصانها في كل دار ؟ قال ( عليه السلام ) : ( إنّها كالشمس يصل ضوؤها إلى كل مكان وموضع ، وهي في السماء ) .

قال الراهب : إنّ الجنّة كيف لا ينفذ طعامها وإن أكلوا منه ؟ وكيف لا ينقص شيء منه ؟ قال ( عليه السلام ) : ( أنّه كالسراج في الدنيا ، ولا ينقص منه شيء ) .

قال الراهب : إنّ في الجنّة ظلاً ممدوداً ، ما هو ؟ قال ( عليه السلام ) : ( الوقت الذي قبل طلوع الشمس ، هو الظل الممدود ) ، ثمّ تلا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) .

قال الراهب : إنّ أهل الجنّة يأكلون ويشربون ، كيف لا يكون لهم غائط ولا بول ؟ قال ( عليه السلام ) : ( إنّهم كالجنين في بطن أمّه ) .

قال الراهب : إنّ لأهل الجنّة خدماً يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الإنسان إذا احتاج إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك ، فتعرفه الخدم فيحقّقون مراده من غير أمر ) .

قال الراهب : مفاتيح الجنّة من ذهب أو فضة ؟ قال ( عليه السلام ) : ( مفاتيح الجنّة قول العبد : لا اله إلاّ الله ) ، قال الراهب : صدقت ، ثمّ أسلم هو وقومه .
6ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع المهدي العباسي :

قال علي بن يقطين : سأل المهدي أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الخمر ، هل هي محرّمة في كتاب الله تعالى ، فإنّ الناس إنّما يعرفون النهي عنها ، ولا يعرفون التحريم ؟ فقال ( عليه السلام ) له : ( بل هي محرّمة في كتاب الله عزّ وجل ) .

قال المهدي : في أي موضع هي محرّمة في كتاب الله عزّ وجل يا أبا الحسن ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( قول الله عزّ وجل : ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .

فأمّا قوله ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) يعني الزنا المعلن ، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواحش في الجاهلية ، وأمّا قوله عزّ وجل : ( وَمَا بَطَنَ ) يعني ما نكح الآباء ، لأنّ الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ( صلّى الله عليه وآله ) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها ، تزوّجها ابنه الأكبر من بعده إذا لم تكن أمّه ، فحرّم الله عزّ وجل ذلك .

وأمّا ( الإِثْمَ ) فإنّها الخمرة بعينها ، وقد قال الله تعالى في موضع آخر : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ) ، فأمّا الإثم في كتاب الله فهو الخمر والميسر ، فإثمهما كبير ، كما قال عزّ وجل ) .

فقال المهدي : يا علي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:43

كرم الإمام الكاظم ( عليه السلام )

من أبرز خصائص أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) البر والإحسان إلى الناس كافّة ، وبصورة خاصّة الطبقة الضعيفة ، فكانوا يخصّونهم بجزيل فضلهم ، ونبل عطاياهم ، حتّى كان من منهجهم في الليالي المظلمة ، هو الطواف على بيوت الفقراء والمساكين بالأغذية والمال ، وهم لا يعرفونهم .

قال ابن الصبّاغ المالكي : كان موسى الكاظم ( عليه السلام ) أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم ، وأسخاهم كفّاً ، وأكرمهم نفساً ، وكان يتفقّد فقراء المدينة ، ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات ، ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته .

وقال محمّد بن عبد الله البكري : قدمت المدينة أطلب ديناً فأعياني ، فقلت : لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى فشكوت إليه ، فأتيته في ضيعته ، فذكرت له قضيّتي ، فدخل ولم يقم إلاّ يسيراً حتّى خرج إليّ ، فقال لغلامه : ( إذهب ) ، ثمّ مدّ يده إليّ ، فرفع إليّ صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، فركبت دابتي وانصرفت .

كما رووا عن عيسى بن محمّد بن مغيث القرطبي ، قال : زرعت بطّيخاً وقثاءاً وقرعاً في موضع بالجوانية ، على بئر يقال لها : أم عظام ، فلمّا قرب الخير ، واستوى الزرع ، بغتني الجراد ، فأتى على الزرع كلّه ، وكنت غرمت على الزرع ، وفي ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً ، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمّد ، فسلّم ، ثمّ قال : ( أي شيء حالك ؟ ) .

فقلت : أصبحت كالصريم ، بغتني الجراد فأكل زرعي ، قال ( عليه السلام ) : ( وكم غرمت فيه ؟ ) فقلت : مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين ، فقال ( عليه السلام ) : ( يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين ديناراً ، فربحك ثلاثون ديناراً والجملان ) .

فقلت : يا مبارك ادخل وادع لي فيها بالبركة ، فدخل ودعا ، وحدّثني عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( تمسّكوا ببقايا المصائب ) ، ثمّ علقت عليه الجملين وسقيت ، فجعل الله فيها البركة وزكت ، فبعث منها بعشرة آلاف .

وقال علي بن عيسى الأربلي : مناقب الكاظم وفضائله ومعجزاته الظاهرة ، ودلائله وصفاته الباهرة ، تشهد أنّه افترع قبّة الشرف وعلاها ، وسماها إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها ، وذلّلت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها ، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها .

طالت أصوله ، فسمت إلى أعلى رتب الجلال ، وسمت فروعه فعلت إلى حيث لا تنال ، يأتيه المجد من كل أطرافه ، ويكاد الشرف يقطر من أعطافه .

فكان كما قال الشاعر :

أتاه المجد من هنا وهنا ** وكنا له كمجتمع السيول

السحاب الماطر قطرة من كرمه ، والعباب الزاخر نغبة من نغبه ، واللباب الفاخر من عبد من عبيده وخدمه ، كأن الشعرى علّقت في يمينه ، ولا كرامة للشعرى العبور ، وكأن الرياض أشبهت خلائقه ، ولا نعمى لعين الروضة الممطور .

وهو ( عليه السلام ) غرّة في وجه الزمان ، وما الغرر والحجول ، وهو أضوأ من الشمس والقمر ، وهذا جهد من يقول : بل هو والله أعلى مكانة من الأوصاف وأسمى ، وأشرف عرفاً من هذه النعوت وأنمى ، فكيف تبلغ المدائح كنه مقداره ، أو ترتقي همّة البليغ إلى نعت فخاره ، أو تجري جياد الأقلام في جلباب صفاته ، أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته ؟

كاظم الغيظ ، وصائم القيظ ، عنصره كريم ، ومجده حادث وقديم ، وهو بكل ما يوصف به زعيم ، الآباء عظام ، والأبناء كرام ، والدين متين ، والحق ظاهر مبين ، والكاظم في أمر الله قوي أمين ، وجوهر فضله غالٍ ثمين ، وواصفه لا يكذب ولا يمين ، قد تلقّى راية الإمامة باليمين ، فسما ( عليه السلام ) إلى الخيرات منقطع القرين ، وأنا أحلف على ذلك فيه ، وفي آبائه وأبنائه ( عليهم السلام ) باليمين .

عظمة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) عند الرشيد

روي أن المأمون قال لقومه : أتدرون من علمني التشيع ؟

فقال القوم : لا والله ما نعلم ذلك .

قال : علَّمَنِيه الرشيد .

قيل له : وكيف ذلك ، والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟!!

قال : كان يقتلهم على الملك ، لأنَّ الملك عقيم .

ثم قال : إنه دخل موسى بن جعفر على الرشيد يوماً فقام إليه الرشيد واستقبله وأجلسه في الصدر وقعد بين يديه ، وجرى بينهما أشياء .

ثم قال موسى بن جعفر لأبي : إن الله عزَّ وجلَّ قد فرض على وُلاةِ عهده أن ينعشوا فقراء الأُمَّة ، ويقضوا عن الغارمين ، ويؤدوا عن المثـقل ، ويكسوا العاري ، ويحسنوا إلى العاني – الأسير – ، وأنت أولى من يفعل ذلك .

فقال الرشيد : أفعل يا أبا الحسن .

ثم قام موسى بن جعفر فقام الرشيد لقيامه ، وقبَّل ما بين عينيه ووجهه ، ثم أقبل عليَّ وعلى الأمين وعلى المؤتمن فقال : يا عبد الله ، ويا محمد ، ويا إبراهيم ، امشوا بين يدي ابن عمِّكم وسيِّدكم ، خذوا بركابه وَسَوُّوا عليه ثيابه وشيِّعوه إلى منزله .

فأقبل إليَّ موسى بن جعفر سرّاً بيني وبينه فبشرني بالخلافة وقال لي : إذا ملكت هذه الأمر فأحسن إلى ولدي .

ثم انصرفنا وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين ، ومن هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟

قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه ، وخليفته على عباده .

فقلت : يا أمير المؤمنين : أَوَ ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟!!

فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حقٍّ .

والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مني ومن الخلق جميعاً ، ووالله لو نازعتني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، لأنَّ الملك عقيم .

فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بِصرَّة سوداء فيها مائتا دينار ، ثم أقبل على الفضل فقال له : إذهب إلى موسى بن جعفر وقُل له : يقول لك أمير المؤمنين : نحن في ضيقة ، وسيأتيك بِرّنا بعد هذا الوقت .

فقمت في وجهه فقلت : يا أمير المؤمنين ، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار ، وسائر قريش وبني هاشم ، ومن لا تعرف حسبه ونسبه ، خمسة آلاف دينار إلى ما دونها ، وتعطي موسى بن جعفر وقد عظَّمته وأجللته مائتي دينار ، وأخسَّ عطيةٍ أعطيتها أحداً من الناس ؟

فقال : اسكت لا أمَّ لك ، فإني لو أعطيته هذا ما ضمنته له ، وما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته أَسْلَمُ لي ولكم من بسط أيديهم وإغنائهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:45

إحسان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إلى الناس

كان الإمام ( عليه السلام ) بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم ، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها ، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب ، وكان ( عليه السلام ) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير ، فلذا لم يتوان قط في إجابة المضطر ، ورفع الظلم عن المظلوم ، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون ، وجعل كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان مبرّراً له ، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءً ورحمة .

ومن هؤلاء الذين أغاثهم الإمام ( عليه السلام ) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها ، وخاف على نعمته أن تسلب منه ، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل ، فسأل عن حاكم الري ، فأخبر أنّه من الشيعة ، فطوى نيّته على السفر إلى الإمام ليستجير به ، فسافر إلى المدينة فلمّا انتهى إليها تشرّف بمقابلة الإمام ( عليه السلام ) فشكى إليه حاله ، فزوده ( عليه السلام ) برسالة إلى والي الري جاء فيها بعد البسملة : ( اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام ) .

وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج ، اتّجه إلى وطنه ، فلمّا وصل ، مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه ، فقال له : من أنت ؟

قال : رسول الصابر موسى .

فهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وجعل يكرّر ذلك ، ويسأله بلهفة عن حال الإمام ( عليه السلام ) ، ثمّ إنّه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً ، فلمّا قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة ، وهو يقول له : يا أخي هل سررتك ؟

فقال له : أي والله وزدت على ذلك .

ثمّ استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه ، وأعطاه براءة منها ، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً ، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه ، فيمضي إلى بيت الله الحرام فيدعو له ، ويخبر الإمام ( عليه السلام ) بما أسداه إليه من البر والمعروف ، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثمّ اتّجه إلى يثرب فواجه الإمام ( عليه السلام ) وأخبره بحديثه ، فسرّ ( عليه السلام ) بذلك سروراً بالغاً ، فقال له الرجل : يا مولاي : هل سرّك ذلك ؟

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( إي والله ! لقد سرّني ، وسرّ جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقد سرّ الله تعالى ) ، وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ، ورغبته الملحّة في قضاء حوائج الناس .



جود الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وإغاثته للملهوفين

كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من أندى الناس كَفاً ، ومن أكثرهم عطاء للبائسين والمحرومين .

ومن الجدير بالذكر أنه ( عليه السلام ) كان يتطلّب الكتمان وعدم ذيوع ما يعطيه ، مبتغياً بذلك الأجر عند الله تعالى .

ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) كان يخرج في غَلَسِ الليل البهيم ، فيوصل البؤساء والضعفاء وهم لا يعلمون من أي جهة تَصِلهم هذه المَبَرّة .

وكانت صلاته لهم تتراوح ما بين المائتين دينار إلى الأربعمائة دينار ، وكان أهله يقولون : عَجَباً لمن جاءته صرار موسى ( عليه السلام ) وهو يشتكي القلة والفقر .

وقد حفلت كتب التاريخ ببوادر كثيرة من الحاجة والسؤال ، ويجمع المترجمون له أنه ( عليه السلام ) كان يرى أنّ أحسَنَ صرفٍ للمال هو ما يَردّ به جوعُ جائع أو يكسو به عارياً .
إغاثته ( عليه السلام ) للملهوفين :

ومن أبرز ذاتيّات الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إغاثته للملهوفين وإنقاذهم مما أَلَمّ بهم من مِحَن الأيام وخطوبها ، وكانت هذه الظاهرة من أحبّ الأمور إليه .

وقد أفتى شيعته بجواز الدخول في حكومة هارون بشرط الإحسان إلى الناس ، وقد شاعت عنه هذه الفتوى : ( كَفّارَةُ عَمَل السّلطان الإحسان إلى الإخوان ) .

ويقول الرواة : إن شخصاً من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري ، وقد عَجز عن تَسديدها ، وخاف من الحكومة أن تصادر أمواله ، وتُنزِل به العقوبة الصارمة .

فسأل عن الحاكم فأخبروه أنه من شيعة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فسافر إلى المدينة .

فلما انتهى إليها تَشرّف بمقابلة الإمام ( عليه السلام ) وشكا إليه حالَه وَضِيقَ مجالِه .

فاستجاب ( عليه السلام ) بالوقت له ، وكتب إلى حاكم الري رسالة جاء فيها بعد البسملة : ( اِعلَم أن لله تحت عرشه ظِلالاً يسكنه إلا من أسدَى إلى أخيه معروفاً ، أو نَفّس عنه كُربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام ) .

وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج اتجهَ صَوبَ وطنه ، فلما انتهى إليه مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق باب بيته ، فخرج غلامه فقال له : من أنت ؟

فقال : رسولُ الصابر موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) .

فَهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وَقبَّل ما بين عَينيه ، وطفق يسأله بلهفة عن حال الإمام ( عليه السلام ) وهو يجيبه .

ثم ناوله رسالة الإمام ( عليه السلام ) ، فأخذها بإكبارٍ وقَبّلَها ، فلما قرأها استدعى بأمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يَقبلُ القسمة ، وهو يقول له : يا أخي ، هل سَرَرتُك ؟

وسارع الرجل قائلاً : أي والله ، وزدتَ على ذلك .

ثم استدعى الحاكم السجِل ، فَشَطب على جميع الديون التي على الرجل وأعطاه براءة منها .

فخرج وقد غَمَرَتْهُ موجات من الفرح والسرور ، ورأى أن يجازي إحسانه بإحسان ، فيمضي إلى بيت الله الحرام ويدعوا له ، ويخبر الإمام ( عليه السلام ) بما أسداه عليه من المعروف .

ولما أقبل مَوسم الحج سافر إلى بيت الله الحرام ، ولما انتهى إليه دعا للرجل بإخلاص ، وأخبر الإمام ( عليه السلام ) بما أسداه حاكم الري من الإحسان إليه .

فَسُرَّ الإمام ( عليه السلام ) بذلك سروراً بالغاً ، والتفت إليه الرجل قائلاً : يا مولاي ، هل سَرَّكَ ذلك ؟

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أي والله ، لقد سَرَّني ، وسَرَّ أمير المؤمنين ، والله لقد سَرَّ جَدي رسول الله ، ولقد سر الله تعالى ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:47

أدعية الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )

تميّز أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) بمحاسن كثيرة ، لم يشاركهم فيها غيرهم من الناس ، وامتازوا بمكارم اختصّوا بها وحدهم من بين الأمّة .

والدعاء أحد هذه المميّزات الكثيرة ، فقد ورد لكل إمام منهم ( عليهم السلام ) أدعية كثيرة ، جمعها علماؤنا الأبرار ( رضوان الله عليهم ) ، فبلغت مئات المصنّفات .

فهم أوّل من أرشدوا الناس على الطريقة المثلى ، التي يجب أن يسلكها العبد في خطابه مع الله سبحانه وتعالى ، وما ينبغي أن يكون عليه من التوسّل والانقطاع للمولى جلّ شأنه .

والإمام الكاظم ( عليه السلام ) انقطع إلى الله تعالى ، فكان في جميع أوقاته يلهج بذكر الله تعالى ، ويدعوه دعاء المنيبين ، ومن أدعيته ( عليه السلام ) :
1ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في القنوت :

قال ( عليه السلام ) : ( يا مفزع الفازع ، ويا مأمن الهالع ، ومطمع الطامع ، وملجأ الضارع ، يا غوث اللهفان ، ومأوى الحيوان ، ومروي الظمآن ، ومشبع الجوعان ، وكاسي العريان ، وحاضر كل مكان ، بلا درك ولا عيان ، ولا صفة ولا بطان ، عجزت الأفهام ، وضلّت الأوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام ، فضلاً عن الأجرام العظام ، ممّا أنشأت حجاباً لعظمتك ، وأنّى يتغلغل إلى ما وراء ذلك بما لا يرام .

تقدّست يا قدّوس عن الظنون والحدوس ، وأنت الملك القدوس ، بارئ الأجسام والنفوس ، ومنخر العظام ، ومميت الأنام ، ومعيدها بعد الفناء والتطميس .

أسألك يا ذا القدرة والعلاء ، والعز والثناء ، أن تصلّي على محمّد وآله أولي النهى ، والمحل الأوفى ، والمقام الأعلى ، وأن تعجّل ما قد تأجّل ، وتقدّم ما تأخّر ، وتأتي بما قد أوجبت إثباته ، وتقرّب ما قد تأخّر في النفوس الحصرة أوانه ، وتكشف البأس وسوء البأس ، وعوارض الوسواس الخنّاس في صدور الناس ، وتكفينا ما قد رهقنا ، وتصرف عنّا ما قد ركبنا ، وتبادر اصطلام الظالمين ، ونصر المؤمنين ، والادالة من المعاندين ، آمين رب العالمين ) .
2ـ دعاؤه ( عليه السلام ) لوفاء الدين :

قال ( عليه السلام ) : ( اللّهم اردد على جميع خلقك مظالمهم التي قِبَلِي ، صغيرها وكبيرها في يسر منك وعافية ، وما لم تبلغه قوّتي ، ولم تسعه ذات يدي ، ولم يقوَ عليه بدني ويقيني ونفسي ، فأدّه عنّي من جزيل ما عندك من فضلك ، ثمّ لا تخلف عليّ منه شيئاً تقضيه من حسناتي ، يا أرحم الراحمين ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ) .
3ـ دعاؤه ( عليه السلام ) لطلب الحاجة :

قال ( عليه السلام ) : ( يا سابق كل فوت ، يا سامعاً لكل صوت قوي أو خفي ، يا محيي النفوس بعد الموت ، لا تغشاك الظلمات الحندسية ، ولا تشابه عليك اللغات المختلفة ، ولا يشغلك شيء عن شيء ، يا من لا يشغله دعوة داع دعاه من السماء ، يا من له عند كل شيء من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يا من لا تغلظه كثرة المسائل ، ولا يبره إلحاح الملحّين ، يا حيّ حين لا حيّ في ديمومة ملكه وبقائه ، يا من سكن العلى ، واحتجب عن خلقه بنوره ، يا من أشرقت لنوره دجا الظلم ، أسألك باسمك الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي هو من جميع أركانك ، صلّ على محمّد وأهل بيته ) ، ثمّ يسأل حاجته .
4ـ دعاؤه ( عليه السلام ) لطلب العافية :

قال ( عليه السلام ) : ( توكّلت على الحيّ الذي لا يموت ، وتحصّنت بذي العزة والجبروت ، واستعنت بذي الكبرياء والملكوت ، مولاي استسلمت إليك فلا تسلّمني ، وتوكّلت عليك فلا تخذلني ، ولجأت إلى ظلّك البسيط فلا تطرحني ، أنت المطلب ، واليك المهرب ، تعلم ما أخفي وما أعلن ، وتعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فامسك عنّي اللَّهمَّ أيدي الظالمين من الجنّ والإنس أجمعين ، واشفني يا أرحم الراحمين ) .
5ـ دعاؤه ( عليه السلام ) لطلب الرزق :

قال ( عليه السلام ) : ( يا الله ، أسألك بحق من حقّه عليك عظيم ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن ترزقني العمل بما علّمتني من معرفة حقّك ، وأن تبسط عليّ ما حظرت من رزقك ) .
6ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في الأخلاق :

قال ( عليه السلام ) : ( السر عندك علانية ، والغيب عندك شهادة ، تعلم وهم القلوب ، ورجم الغيوب ، ورجع الألسن ، وخائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنت رجاؤنا عند كل شدّة ، وغياثنا عند كل محل ، وسيّدنا في كل كريهة ، وناصرنا عند كل ظلم ، وقوّتنا عند كل ضعف ، وبلاغنا في كل عجز .

كم من كريهة وشدّة ضعفت فيها القوّة ، وقلّت فيها الحيلة ، أسلمنا فيها الرفيق ، وخذلنا فيها الشفيق ، أنزلتها بك يا رب ، ولم نرج غيرك ، ففرّجتها وخففت ثقلها ، وكشفت غمرتها ، وكفيتنا إيّاها عمّن سواك ) .





أدعية الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) لأيام الأسبوع
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الجمعة :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ؛ اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الإسلام كما وصف ، والدين كما شرع ، وأنّ الكتاب كما أنزل ، والقول كما حدث ، وإنّ الله هو الحق المبين ، وصلوات الله وبركاته وشرايف تحياته وسلامه على محمّد وآله .

أصبحت في أمان الله الذي لا يستباح ، وفي ذمّة الله التي لا تخفر ، وفي جوار الله الذي لا يُضام ، وكنفه الذي لا يرام ، وجار الله آمن محفوظ ، ما شاء الله ، كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله ، لا يأتي الخير إلاّ الله ، ما شاء الله ، نعم القادر الله ، ما شاء الله ، توكّلت على الله .

أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير .

اللّهم اغفر لي كل ذنب يحبس رزقي ، ويحجب مسألتي ، أو يقصر بي عن بلوغ مسألتي ، أو يصد بوجهك الكريم عنّي .

اللّهم اغفر لي ، وارزقني ، وارحمني ، وأجبرني ، وعافني ، واعف عنّي ، وارفعني ، واهدني ، وانصرني ، والق قلبي الصبر ، والنصر يا مالك الملك ، فإنّه لا يملك ذلك غيرك .

اللّهم وما كتبت عليّ من خير فوفّقني واهدني له ، ومُنَّ عليّ به ، وأعنّي وثبّتني عليه ، واجعله أحب إليّ من غيره ، وأثر عندي ممّا سواه ، وزدني من فضلك .

اللّهم إنّي أسألك رضوانك والجنّة ، وأعوذ بك من سخطك والنار ، وأسألك النصيب الأوفر في جنّات النعيم .

اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ، فإنّك تعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور .

اللّهم إن كنت عندك محروماً مقتراً عليّ رزقي فامح حرماني ، وتقتير رزقي ، واكتبني عندك مرزوقاً موفّقاً للخيرات ، فإنّك قلت تباركت وتعاليت : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ، صلّى الله على محمّد وآله ، إنّك حميد مجيد ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم السبت :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ؛ اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّ الإسلام كما وصف ، وإنّ الدين كما شرع ، وإنّ الكتاب كما أنزل ، والقول كما حدث ، وإنّ الله هو الحق المبين ، وصلوات الله وسلامه على محمّد وآله .

أصبحت اللّهم في أمانك ، أسلمت إليك نفسي ، ووجّهت إليك وجهي ، وفوّضت إليك أمري ، وألجأت إليك ظهري ، رهبة منك ، ورغبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ورسولك الذي أرسلت .

اللّهم إنّي فقير إليك فارزقني بغير حساب ، إنّك ترزق من تشاء بغير حساب ، اللّهم إنّي أسألك الطيّبات من الرزق ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تتوب عليّ .

اللّهم إنّي أسألك بكرامتك التي أنت أهلها ، أن تتجاوز عن سوء ما عندي ، بحسن ما عندك يا الله ، وأن تعطيني من جزيل عطائك ، أفضل ما أعطيته أحداً من عبادك .

اللّهم إنّي أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة ، ومن ولد يكون لي عدواً ، اللّهم قد ترى مكاني ، وتسمع ندائي وكلامي ، وتعلم حاجتي ، أسألك بجميع أسمائك أن تقضي لي كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة .

اللّهم إنّي أدعوك دعاء عبد ضعفت قوّته ، واشتدت فاقته ، وعظم جرمه ، وقلّ عدده ، وضعف عمله ، دعاء من لا يجد لفاقته ساداً غيرك ، ولا لضعفه عوناً سواك ، أسألك جوامع الخير وخواتمه وسوابقه وفوائده ، وجميع ذلك بدوام فضلك وإحسانك ، ويمنك ورحمتك ، فارحمني واعتقني من النار .

يا من كبس الأرض على الماء ، يا من سمك السماء في الهواء ، ويا واحداً قبل كل أحد ، ويا واحداً بعد كل شيء ، ويا من لا يعلم ولا يدري كيف هو إلاّ هو ، ويا من لا يقدّر قدرته إلاّ هو ، ويا من كل يوم هو في شأن ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ويا غوث المستغيثين ، ويا صريخ المكروبين ، يا مجيب دعوة المضطرّين ، ويا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما .

رب ارحمني رحمة لا تضلّني ولا تشقني بعدها أبداً ، إنّك حميد مجيد ، وصلّى الله على محمّد وآله وسلم ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الأحد :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ، اكتبا : باسم الله ، اشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، واشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الإسلام كما وصف ، والدين كما شرع ، وأنّ الكتاب كما أنزل ، والقول كما حدث ، وأنّ الله هو الحق المبين ، حيّا الله محمّداً بالسلام ، وصلى عليه كما هو أهله وعلى آله .

أصبحت وأصبح الملك والكبرياء والعظمة ، والخلق والأمر ، والليل والنهار ، وما يكون فيهما لله وحده لا شريك له .

اللهم اجعل أوّل هذا النهار صلاحاً ، وأوسطه نجاحاً ، وآخره فلاحاً ، وأسألك خير الدنيا والآخرة .

اللّهم لا تدع لي ذنباً إلاّ غفرته ، ولا همّاً إلاّ فرّجته ، ولا ديناً إلاّ قضيته ، ولا غائباً إلاّ حفظته ، وأدّيته ، ولا مريضاً إلاّ شفيته ، وعافيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ، ولي فيها صلاح إلاّ قضيتها .

اللّهم تمّ نورك فهديت ، وعظم حلمك فعفوت ، وبسطت يدك فأعطيت ، فلك الحمد ، وجهك خير الوجوه ، وعطيّتك أنفع العطية ، فلك الحمد تطاع ربّنا فتشكر ، وتعصى ربّنا فتغفر ، تجيب المضطرّ وتكشف الضر ، وتشفي السقم ، وتنجي من الكرب العظيم ؛ لا تجزي بآلائك ، ولا يحصي نعمائك أحدٌ ، رحمتك وسعت كل شيء فارحمني ، ومن الخيرات فارزقني .

تقبّل صلاتي ، واسمع دعائي ، ولا تعرض عنّي يا مولاي حين أدعوك ، ولا تحرمني الهي حين أسألك من أجل خطاياي ؛ الهي لا تحرمني لقاءك ، واجعل محبّتي وإرادتي محبّتك وإرادتك ، واكفني هول المطلع .

اللّهم إنّي أسألك إيماناً لا يرتد ، ونعيماً لا ينفذ ، ومرافقة محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) في أعلى جنّة الخلد .

اللّهم وأسألك العفاف والتقى ، والعمل بما تحب وترضى ، والرضا بالقضاء ، والنظر إلى وجهك ، اللّهم لقّني حجّتي عند الممات ، ولا ترني عملي حسرات .

اللّهم اكفني طلب ما لم تقدر لي من الرزق ، وما قسمت لي فاتني به يا الله في يسر منك وعافية .

اللّهم إنّي أسألك توبة نصوحاً تقبلها منّي ، تبقي عليّ بركتها ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي ، وتعصمني بها فيما مضى من عمري ، يا أهل التقوى والمغفرة ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد ، إنّك حميد مجيد ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الاثنين :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ، اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّ الإسلام كما وصف ، وأنّ الدين كما شرع ، وأنّ القول كما حدث ، وأنّ الكتاب كما أنزل ، وأنّ الله هو الحق المبين ، حيّا الله محمّداً بالسلام ، وصلى عليه وعلى آله .

اللّهم ما أصبحت فيه من عافية في ديني ودنياي ، فأنت الذي أعطيتني ورزقتني ووفّقتني له ، وسترتني ، ولا حمد لي يا الهي في ما كان منّي من خير ، ولا عذر لي منه .

اللهم إنّه لا حول ولا قوّة لي على جميع ذلك إلاّ بك ، يا من بلغ أهل الخير وأعانهم عليه ، بلّغني الخير وأعنّي عليه .

اللّهم أحسن عاقبتي في الأمور كلّها ، وأجرني من مواقف الخزي في الدنيا والآخرة ، إنّك على كل شيء قدير .

اللّهم إنّي أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، وأسألك الغنيمة من كل برّ ، والسلامة من كل إثم ، وأسألك الفوز بالجنّة ، والنجاة من النار .

اللّهم رضّني بقضائك حتّى لا أحب تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت عليّ ، اللّهم اعطني ما أحببت ، واجعله خيراً لي ، اللّهم ما أنسيتني فلا تنسني ذكرك ، وما أحببت فلا أحب معصيتك .

اللّهم امكر لي ولا تمكر عليّ ، واعنّي ولا تعن عليّ ، وانصرني ولا تنصر عليّ ، واهدني ويسّر لي الهدى ، واعنّي على من ظلمني حتّى أبلغ فيه ثأري ، اللّهم اجعلني لك شاكراً ذاكراً لك ، محبّاً لك ، راهباً ، واختم لي منك بخير .

اللّهم إنّي أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ، أن تحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وإن تتوفّاني إذا كانت الوفاة خيراً لي ، وأسألك خشيتك في السر والعلانية ، والعدل في الرضى والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وأن تحبّب إليّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة ، ولا فتنةٍ مضلّة ، واختم لي بما ختمت به لعبادك الصالحين ، إنّك حميد مجيد ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الثلاثاء :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ، اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّ الإسلام كما وصف ، وأنّ الدين كما شرع ، وأنّ القول كما حدث ، وأنّ الكتاب كما أنزل ، وأنّ الله هو الحق المبين ، حيّا الله محمّداً بالسلام ، وصلّى عليه وعلى آله .

وأصبحت أسألك يا الله ، والعافية في ديني ودنياي وآخرتي ، وأهلي ومالي وولدي ، اللّهم استر عوراتي ، وأجب دعواتي ، واحفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، اللّهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن تضعني فمن ذا الذي يرفعني .

اللّهم لا تجعلني للبلاء عرضاً ، ولا للفتنة نصباً ، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي وقلّة حيلتي وتضرّعي ، أعوذ بك من جميع غضبك فأعذني ، واستجير بك فأعنّي ، وأتوكّل عليك فاكفني ، واستهديك فاهدني ، واستعصمك فاعصمني ، واستغفرك فاغفر لي ، واسترحمك فارحمني ، واسترزقك فارزقني ؛ سبحانك من ذا يعلم ما أنت ولا يخافك ، ومن يعرف قدرتك ولا يهابك ، سبحانك ربّنا .

اللّهم إنّي أسألك إيماناً دائماً ، وقلباً خاشعاً ، وعلماً نافعاً ، ويقيناً صادقاً ، وأسألك ديناً قيّماً ، وأسألك رزقاً واسعاً .

اللّهم لا تقطع رجاءنا ، ولا تخيّب دعاءنا ، ولا تجهد بلاءنا ، وأسألك العافية والشكر على العافية ، وأسألك الغنى عن الناس أجمعين ، يا ارحم الراحمين ، ويا منتهى همّة الراغبين ، والمفرّج عن المغمومين ، ويا من إذا أراد شيئاً فحسبه أن يقول له كن فيكون .

اللّهم إنّ كل شيء لك ، وكل شيء بيدك ، وكل شيء إليك يصير ، وأنت على كل شيء قدير ؛ لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ميسّر لما عسّرت ، ولا معقّب لما حكمت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدّ ، ولا قوّة إلاّ بك ، ما شئت كان ، وما لم تشأ لم يكن .

اللّهم فما قصر عنه عملي ورأيي ، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحداً من خلقك ، وخير أنت معطيه أحداً من خلقك ، فإنّي أسألك وأرغب إليك فيه ، يا أرحم الراحمين ، اللّهم صل على محمّد وآله ، إنّك حميد مجيد ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الأربعاء :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ، اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّ الإسلام كما وصف ، والدين كما شرع ، وأنّ الكتاب كما أنزل ، وأنّ القول كما حدث ، وأنّ الله هو الحق المبين ، حيّا الله محمّداً بالسلام ، وصلّى عليه وعلى آله .

اللّهم اجعلني من أفضل عبادك نصيباً في كل خير تقسمه في هذا اليوم ، من نور تهدي به ، أو رزق تبسطه ، أو ضرّ تكشفه ، أو بلاء تصرفه ، أو شرّ تدفعه ، أو رحمة تنشرها ، أو معصية تصرفها .

اللّهم اغفر لي ما قد سلف من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، وارزقني عملاً ترضى به عنّي .

اللّهم إنّي أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في شيء من كتبك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أو علّمته أحداً من خلقك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، وشفاء صدري ، ونور بصري ، وذهاب همّي وحزني إنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك .

اللّهم رب الأرواح الفانية ، ورب الأجساد البالية ، أسألك بطاعة الأرواح البالغة إلى عروجها ، وبطاعة القبور المشتقّة عن أهلها ، وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك الحق بينهم وبين الخلائق مثلاً ينطقون من مخافتك ، يرجون رحمتك ، ويخافون عذابك ، أسألك النور في بصري ، واليقين في قلبي ، والإخلاص في عملي ، وذكرك على لساني أبداً ما أبقيتني .

اللّهم ما فتحت لي من باب طاعة فلا تغلقه عنّي أبداً ، وما أغلقت عنّي من باب معصية فلا تفتحه عليّ أبداً ، اللّهم ارزقني حلاوة الإيمان ، وطعم المغفرة ، ولذّة الإسلام ، وبرد العيش بعد الموت ، إنّه لا يملك ذلك غيرك .

اللّهم إنّي أعوذ بك أن أضل أو أذل ، أو أظلم أو آمر ، أو أجهل أو يجهل عليّ ، أو أجور أو يجار عليّ ، أخرجني من الدنيا مغفوراً لي ذنبي ، ومقبولاً عملي ، واعطني كتابي بيميني ، واحشرني في زمرة النبي محمّد وآله ) .
دعاؤه ( عليه السلام ) ليوم الخميس :

قال ( عليه السلام ) : ( مرحباً بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين ، اكتبا : بسم الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، واشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّ الإسلام كما وصف ، وأنّ الدين كما شرع ، والقول كما حدث ، والكتاب كما أنزل ، وإنّ الله هو الحق المبين ؛ حيّا الله محمّداً بالسلام ، وصلّى عليه وعلى آله .

أصبحت أعوذ بوجه الله الكريم ، واسمه العظيم ، وكلماته التامّة ، من شر السامّة والهامّة ، والعين اللامة ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل دابّة ربّي أخذ بناصيتها ، إنّ ربّي على صراط مستقيم .

اللّهم إنّي أعوذ بك من جميع خلقك ، وأتوكّل عليك في جميع أموري ، فاحفظني من بين يدي ومن خلفي ، ومن فوقي ومن تحتي ، ولا تكلني في حوائجي إلى عبد من عبادك فيخذلني ، أنت مولاي وسيّدي فلا تخيّبني من رحمتك .

اللّهم إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحويل عافيتك ، استعنت بحول الله وقوّته من حول خلقه وقوّتهم ، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، حسبي الله ونعم الوكيل .

اللّهم أعزّني بطاعتك ، وأذلّ أعدائي بمعصيتك ، واقصمهم يا قاصم كل جبّار عنيد ، يا من لا يخيب من دعاه ، ويا من إذا توكّل العبد عليه كفاه ، اكفني كل مهم من أمر الدنيا والآخرة .

اللّهم إنّي أسألك عمل الخائفين ، وخوف العاملين ، وخشوع العابدين ، وعبادة المتّقين ، وإخبات المؤمنين ، وإنابة المخبتين ، وتوكّل الموقنين ، ويسر المتوكّلين ، وألحقنا بالأحياء المرزوقين ، وأدخلنا الجنّة ، واعتقنا من النار ، واصلح لنا شأننا كلّه .

اللّهم إنّي أسألك إيماناً صادقاً ، يا من يملك حوائج السائلين ، ويعلم ضمير الصامتين ، إنّك بكل خير عالم غير معلّم ، أن تقضي لي حوائجي ، وأن تغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله ، إنّك حميد مجيد ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:50

استجابة دعاء الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )

هناك عدّة موارد استجاب الله تعالى فيها دعاء الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، نذكر بعضها :

1ـ قال عبد الله بن صالح : حدّثنا صاحب الفضل بن الربيع ، قال : كنت ذات ليلة في فراشي ، مع بعض جواري ، فلمّا كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة ، فراعني ذلك ، فقالت الجارية : لعلّ هذا من الهواء ، فلم يمض إلاّ يسير حتّى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح ، وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ .

فقال : أجب الرشيد ، ولم يسلّم عليّ ، فيئست من نفسي ، وقلت : هذا مسرور ، ويدخل بلا إذن ولم يسلّم ، ما هو إلاّ القتل ؛ فقالت الجارية لمّا رأت تحيّري : ثق بالله عزّ وجلّ وانهض ، فنهضت ولبست ثيابي ، وخرجت معه حتّى أتيت الدار ، فسلّمت على أمير المؤمنين ـ وهو في مرقده ـ فردّ عليّ السلام ، فسقطت .

فقال : تداخلك رعب ! قلت : نعم يا أمير المؤمنين .

فتركني ساعة حتّى سكنت ، ثمّ قال : صر إلى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمّد ، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم ، واخلع عليه خمس خلع ، واحمله على ثلاثة مراكب ، وخيّره بين المقام معنا ، أو الرحيل عنّا إلى أي بلاد أحب .

فقلت له : يا أمير المؤمنين ! تأمر بإطلاق موسى بن جعفر ؟! قال : نعم ، فكررت ثلاث مرّات ، فقال : نعم ، ويلك ! أتريد أن أنكث العهد ؟! فقلت : يا أمير المؤمنين ! وما العهد ؟!

قال : بينا أنا في مرقدي هذا ، إذ ساورني أسد ، ما رأيت من الأسود أعظم منه ، فقعد على صدري ، وقبض على حلقي ، وقال لي : حبست موسى بن جعفر ظالماً له .

فقلت : وأنا أطلقه ، وأهب له ، وأخلع عليه ، فأخذ عليّ عهد الله عزّ وجلّ وميثاقه ، وقام عن صدري ، وقد كادت نفسي أن تخرج ، فقال : فخرجت من عنده ، ووافيت موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وهو في حبسه ، فرأيته قائماً يصلّي ، فجلست حتّى سلّم ، ثمّ أبلغته سلام أمير المؤمنين ، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره ، وإنّي قد أحضرت ما وصله به .

فقال ( عليه السلام ) : ( إن كنت أمرت بشيء غير هذا ، فأفعله ) .

فقلت : لا ، وحق جدّك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ما أمرت إلاّ بهذا .

فقال ( عليه السلام ) : ( لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال ، إذا كانت فيه حقوق الأمّة ) .

فقلت : ناشدتك الله أن لا تردّه فيغتاظ ، فقال : ( اعمل به ما أحببت ) .

وأخذت بيده ( عليه السلام ) ، وأخرجته من السجن ، ثمّ قلت له : يا ابن رسول الله ، أخبرني ما السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل ، فقد وجب حقّي عليك لبشارتي إيّاك ، ولما أجراه الله تعالى من هذا الأمر ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( رأيت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ليلة الأربعاء في النوم ، فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم ، فقلت : نعم يا رسول الله محبوس مظلوم ، فكرّر عليّ ثلاثاً ، ثمّ قال : ( لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) الأنبياء : 111 .

أصبح غداً صائماً ، واتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ في كل ركعة : الحمد واثنتي عشرة قل هو الله أحد ، فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد .

ثمّ قل : يا سابق الفوت ، يا سامع كل صوت ، ويا محي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسألك باسمك العظيم الأعظم ، أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك ، وعلى أهل بيته الطاهرين ، وأن تعجّل لي الفرج ممّا أنا فيه ، ففعلت فكان الذي رأيت ) .

2ـ نقل صاحب كتاب نثر الدرر : أنّ الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ذكر له ، أنّ الهادي قد هم بك ، قال لأهل بيته ومن يليه : ( ما تشيرون به عليّ من الرأي ؟ ) .

فقالوا : نرى أن تتباعد عنه ، وأن تغيّب شخصك عنه ، فإنّه لا يؤمن عليك من شرّه ، فتبسّم ، ثمّ قال :

زعمت سخينة أن ستغلب ** ربّها وليغلبن مغالب الغلاب .

ثمّ رفع يده إلى السماء ، فقال : ( الهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ، وأرهف لي شبا حدّه ، وداف لي قواتل سمومه ، ولم تنم عنّي عين حراسته ، فلمّا رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمّات الحوائج ، صرفت ذلك عنّي بحولك وقوّتك ، لا بحلوي وقوّتي ، وألقيته في الحفيرة التي احتفرها لي ، خائباً ممّا أمله في دنياه ، متباعداً عمّا يرجوه في أخراه .

فلك الحمد على قدر ما عممتني فيه نعمك ، وما توليتني من جودك وكرمك ، اللّهم فخذه بقوّتك ، وافلل حدّه عنّي بقدرتك ، واجعل له شغلاً فيما يليه ، وعجزاً به عما ينويه .

اللَّهُمَّ واعدني عليه عدوة حاضرة ، تكون من غيظي شفاءً ، ومن حنقي عليه وفاءً ، وصل اللّهم دعائي بالإجابة ، وانظم شايتي بالتغيير ، وعرفه عمّا قليل ما وعدت به من الإجابة لعبيدك المضطرين ، إنّك ذو الفضل العظيم ، والمن الجسيم ) .

ثمّ إنّ أهل بيته انصرفوا عنه ، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ، اجتمعوا لقراءة الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت الهادي .

3ـ روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير قال : حدّثني أبو جعفر الشامي ، قال : حدّثني رجل بالشام يقال له هلقام ، قال : أتيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) ، فقلت له : جعلت فداك علّمني دعاء جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز .

فقال ( عليه السلام ) : ( قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس : سبحان الله العظيم وبحمده ، استغفر الله ، وأسأله من فضله ) .

قال هلقام : لقد كنت من أسوء أهل بيتي حالاً ، فما علمت حتّى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أنّ بيني وبينه قرابة ، وإنّي اليوم من أيسر أهل بيتي ، وما ذلك إلاّ بما علّمني مولاي العبد الصالح ( عليه السلام ) .

4ـ قال داود بن زربي : سمعت أبا الحسن الأوّل ( عليه السلام ) يقول : ( اللّهم إنّي أسألك العافية ، وأسألك جميل العافية ، وأسألك شكر العافية ، وأسألك شكر شكر العافية .

وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يدعو ويقول : أسألك تمام العافية ) ، ثمّ قال : ( تمام العافية الفوز بالجنّة، والنجاة من النار ) .

ولا ريب أنّ الدعاء من قلب العبد الصالح المؤمن ، التقي ، الورع ، يستجاب من الله العزيز القدير ، وجاء ذلك في القرآن الكريم : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر : 60 .




زهد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وحلمه

كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) زاهداً في الدنيا ، ومعرضاً عن مَبَاهجها وزينتها ، فآثرَ طاعة الله تعالى على كل شيء .

وكان بيته ( عليه السلام ) خالياً من جميع أَمتِعَة الحياة ، وقد تحدث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال : دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي ( عليه السلام ) فيه ، فإذا ليس فيه شيء سوى خصفة ، وسيف مُعلَّق ، ومصحَف .

وكان ( عليه السلام ) كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرة الصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ، ولم يحفل بأي شيء من زينَتِها قائلاً : ( رحم الله أبا ذر ، فلقد كان يقول : جَزى الله الدنيا عني مَذمّة بعد رغيفين من الشعير ، أتغذّى بأحدهما ، وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي الصوف ائتزرُ بأحدهما وأتَردّى بالأخرى ) .

لقد وضع الإمام الكاظم ( عليه السلام ) نصب عينيه سيرة العظماء الخالدين من صحابة جَدِّه سيد المرسلين ( صلى الله عليه وآله ) يشيد بسيرتهم ، ويتلو مآثرهم على أصحابه وتلاميذه ، لتكون لهم قدوة حسنة في حياتهم .

وأما الحِلم فهو من أبرز صفات الإمام ( عليه السلام ) ، فقد كان مضرب المثل في حلمه وكَظْمِه للغَيظ .

ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) كان يعفو عمن أساء إليه ، ويصفح عمن اعتدى عليه ، وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها :
أولاً :

إن رجلاً كان يسيء للإمام ( عليه السلام ) ويسبُ جَدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأراد بعض شيعة الإمام ( عليه السلام ) تأديبه ، فَنَهَاهُم عن ذلك ، ورأى أن يعالجه بغير ذلك .

فسأل ( عليه السلام ) عن مكانه ، فقيل له : إن له ضيعة في بعض نواحي المدينة المنورة ، وهو يزرع فيها .

فركب الإمام ( عليه السلام ) بَغلَته ، ومضى متنكراً إليه ، فأقبل نحوه .

فصاح به الرجل : لا تَطأْ زرعنا .

فلم يحفل به الإمام ( عليه السلام ) إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك .

ولما انتهى إليه قابله الإمام ( عليه السلام ) بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له : ( كم غرمت في زرعك هذا ) ؟

فقال : مائة دينار .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( كم ترجو أن تصيبَ منه ) ؟

فقال : أنا لا أعلم الغيب .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( إنما قلت لك : كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه ) ؟

فقال : أرجو أن يجيئَني منه مائتا دينار .

فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَ مِائة دينار وقال : هذه لك وزرعك على حاله .

فانقلب الرجل رأساً على عَقِب ، وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام ( عليه السلام ) .

ثم انصرف الإمام ( عليه السلام ) عنه وقصد الجامع النبوي ، فوجد الرجل قد سبقه ، فلما رأى الإمام ( عليه السلام ) قام إليه ، وهو يهتف بين الناس : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء .

وبادرَ أصحابه مُنكِرين عليه هذا التغيير ، فأخذ يخاصمهم ويذكر مناقب الإمام ( عليه السلام ) ومآثره .

لقد عامل الإمام ( عليه السلام ) مبغضيه ومناوئيه بالإحسان واللّطف ، فاقتلَعَ من نفوسهم النزعات الشريرة ، وغسل ( عليه السلام ) أدمِغَتَهم التي كانت مُترَعَة بالجهل والنقص .

وقد وضع ( عليه السلام ) أمامه قوله تعالى : ( إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ ) فصلت : 34 .
ثانياً :

ومن آيات حِلمه ( عليه السلام ) أنه اجتاز على جماعة من أعدائه ، كان فيهم ابن هَيّاج ، فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام ( عليه السلام ) ، ويَدّعي أنها لَه ، ففعل ذلك ، وعرف الإمام ( عليه السلام ) غايته ، فنزل عن البَغلة وأعطاها له .

وقد أعطى الإمام ( عليه السلام ) بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس .

وكان ( عليه السلام ) يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة ، فقد قال ( عليه السلام ) لهم : ( يَا بني ، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها ، إذا أتاكم آتٍ ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال : إِني لم أَقُلْ شيئاً ، فَاقبلُوا عُذرَه ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:52


موقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من فدك

ذكر الزمَخشري في ربيع الأبرار : إن هارون كان يقول للإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن ، خذ فدكاً حتى أردَّها عليك ، فيأبى ( عليه السلام ) ، حتى ألحَّ عليه .

فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( لا آخُذُهَا إلاَّ بِحدُودِها ) .

قال : وما حدودها ؟

فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، إنَّ حَدَّدْتُهَا لَم تَردَّهَا ) .

قال : بِحقِّ جَدِّك إلاَّ فَعلت .

فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( أمَّا الحَدُّ الأوَّلِ فَعَدن ) ، فتغيَّر وجه الرشيد ، وقال : هيه ، ( والحَدُّ الثَّاني سَمَرْقَنْد ) ، فاربدَّ وَجه الرشيد ، ( وَالحَدُّ الثَّالِثِ أفْرِيقْيَا ) ، فاسْوَدَّ وجه الرشيد ، وقال : هيه ، ( والرَّابِعُ سَيف البَحْر مِمَّا يَلي الخَزَر وَأرْمِينْيَة ) .

فقال الرشيد : فَلَمْ يَبْق لنا شيء .

فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( قَدْ أعْلَمتُكَ أنِّي إنْ حَدَّدْتُها لَمْ تَردَّهَا ) .

فعنْدَ ذلك عَزم هارون الرشيد عَلى قَتْلِ الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .





موقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من هارون الرشيد

عانى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ألواناً قاسية من المِحَن والخطوب في عهد الطاغية هارون الرشيد ، الذي جهد على ظلمه والتنكيل به .

فقد قضى ( عليه السلام ) زهرة حياته في ظلمات سجونِه محجوباً عن أهله وشيعته .
إلقاء القبض على الإمام ( عليه السلام ) :

ثَـقّل الإمام ( عليه السلام ) على هارون ، وَوَرّم أنفه منه ، وذلك لأنه ( عليه السلام ) أعظم شخصية في العالم الإسلامي ، يَكنّ له المسلمون المَوَدّة والاحترام ، في حين أن هارون لم يَحْظَ بذلك .

ويقول الرواة : إن من الأسباب التي أدّت هارون لِسجن الإمام ( عليه السلام ) أنه لما زار قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتفّ به الأشراف ، والوجوه ، والوزراء ، وكبار رجال الدولة ، أقبل على الضريح المُقدس ووجه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) التحية قائلاً : السلام عليك يا بنَ العَم .

فإنه قد افتخر على من سواه بَرَحِمِهِ المَاسّة من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه إنما نال الخلافة بهذا السبب .

وعندها كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إلى جانبه فَسلَّم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً : ( السَّلامُ عليكَ يَا أَبَتِ ) .

فحينها فقد الرشيد صوابه ، وَورَمَ أنفُه ، وانتفخت أوداجه ، فان الإمام ( عليه السلام ) أقرب منه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأَلصَقُ به من غيره .

فاندفع الطاغية هارون بِنَبَراتٍ تقطرُ غضباً قائلاً : لِمَ قلتَ إنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مِنّا ؟!!

فأدلى الإمام بالحجة القاطعة التي لا يمكن إنكارها قائلاً : ( لو بُعِث رسولُ اللهِ حَيّاً ، وخطب منك كَريمَتَك ، هل كنتَ تجيبُه إلى ذلك ) ؟

وسارعَ هارون قائلاً : سبحان الله !! وإني لأفتخر بذلك على العرب والعجم .

فقال ( عليه السلام ) مقيماً عليه الدليل أنه أقرب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) منه قائلاً : ( ولكنه لا يَخطِبُ مني ، ولا أُزَوّجه ، لأنه وَالدُنا لا والدكم ، فلذلك نحنُ أقربُ إليه منكم ) .

وأقام الإمام ( عليه السلام ) دليلا آخر على قوله فقال لهارون : ( هل يجوزُ لرسول الله أن يدخلَ على حرمك وَهُنّ كَاشفات ) ؟

فقال هارون : لا .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لكن لَه ( صلى الله عليه وآله ) أنْ يدخُل على حرمي ، ويجوز لَهُ ذلك ، فَلِذلك نحنُ أقربُ إليهِ منكم ) .

فثار الرشيد ، ولم يجد مسلكاً ينفذ منه لتفنيد حجة الإمام ( عليه السلام ) ، وانطوت نفسه على الشر .

وفي اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الإمام ( عليه السلام ) ، فألقت الشرطة القبض عليه وهو قائم يصلي عند رأس جده النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

فقطعوا عليه صلاته ، ولم يُمهلُوه لإتمامها ، فَحُمِل ( عليه السلام ) من ذلك المكان الشريف وَقُيِّد وهو يذرف أَحَرَّ الدموع ، ويَبثُّ شكواه إلى جَدِّه قائلاً : ( إِليكَ أشكو يا رَسولَ اللهِ ) .

وحُمل الإمام ( عليه السلام ) وهو يرسف في القيود ، فَمَثُلَ أمام الطاغية هارون فَجفَاه ، واغلَظَ لَهُ في القول ، وَزَجَّ الإمام ( عليه السلام ) في السجن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:53

وصية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لهشام بن الحكم حول العقل

قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) الزمر : 17 ـ 18 .

يا هشام : بن الحكم إنّ الله عزّ وجل أكمل للناس الحجج بالعقول ، وأفضى إليهم بالبيان ، ودلّهم على ربوبيته بالأدلاّء ، فقال : ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) البقرة : 163 ـ 164 .

يا هشام : قد جعل الله عزّ وجل ذلك دليلاً على معرفته ، بأنّ لهم مدبّراً ، فقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) النحل : 12 .

وقال : ( حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الزخرف : 1 ـ 3 .

وقال : ( وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) الروم : 24 .

يا هشام : ثمّ وعّظ أهل العقل ورغّبهم في الآخرة ، فقال : ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) الأنعام : 32 .

وقال : ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) القصص : 60 .

يا هشام : ثمّ خوَّف الذين لا يعقلون عذابه ، فقال عزّ وجل : ( ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) الصافات : 136 ـ 138 .

يا هشام : ثمّ بيّن أنّ العقل مع العلم ، فقال : ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت : 43 .

يا هشام : ثمّ ذمّ الذين لا يعقلون ، فقال : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) البقرة : 170 .

وقال : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) الأنفال : 22 .

وقال : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) لقمان : 25 .

ثمّ ذم الكثرة ، فقال : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) الأنعام : 116 ، وقال : ( وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) الأنعام : 37 .

يا هشام : ثمّ مدح القلّة ، فقال : ( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سبأ : 13 .

وقال : ( وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ) ص : 24 .

وقال : ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) هود : 40 .

يا هشام : ثمّ ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلاّهم بأحسن الحلية ، فقال : ( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) البقرة : 269 .

يا هشام : إنّ الله يقول : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ـ ق : 37 ـ يعني العقل .

وقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) ـ لقمان : 12 ـ قال : الفهم والعقلَ .

يا هشام : إنّ لقمان ، قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقلَ الناس ، يا بنيّ إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكّل ، وقيمتها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر .

يا هشام : لكل شيء دليل ، ودليل العاقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت ، ولكل شيء مطيّة ، ومطيّة العاقل التواضع ، وكفى بك جهلاً ، أن تركب ما نُهيت عنه .

يا هشام : لو كان في يدك جوزة ، وقال الناس : لؤلؤة ما كان ينفعك ، وأنت تعلم أنّها جوزة ، ولو كان في يدك لؤلؤة ، وقال الناس : أنّها جوزة ، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤة .

يا هشام : ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلاّ ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلاً ، وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة .

يا هشام : ما من عبد إلاّ وملك آخذ بناصيته ، فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ، ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله .

يا هشام : إنّ لله على الناس حجّتين ، حجّة ظاهرة ، وحجّة باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة ، وأمّا الباطنة فالعقول .

يا هشام : إنّ العاقل ، الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره .

يا هشام : من سلّط ثلاثاً على ثلاث ، فكأنّما أعانَ هواه على هدم عقله : من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنّما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه .

يا هشام : كيف يزكو عند الله عملك ، وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربّك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك .

يا هشام : الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل ، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند ربّه ـ وكان الله ـ آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزّه في غير عشيرة .

يا هشام : نصب الخلق لطاعة الله ، ولا نجاة إلاّ بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلّم ، والتعلّم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلاّ من عالم رباني ، ومعرفة العالم بالعقل .

يا هشام : قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهلِ الهوى والجهل مردود .

يا هشام : إنّ العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم .

يا هشام : إن كان يغنيك ما يكفيك ، فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك ، فليس شيء من الدنيا يغنيك .

يا هشام : إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض .

يا هشام : إنّ العقلاء زهدوا في الدنيا ، ورغبوا في الآخرة ، لأنّهم علموا أنّ الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتّى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته .

يا هشام : من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرّع إلى الله في مسألته ، بأن يُكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يُدرك الغنى أبداً .

يا هشام : إنّ الله جلّ وعزّ حكى عن قوم صالحين ، أنّهم قالوا : ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ـ آل عمران : 8 ـ حين علموا أنّ القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها ، إنّه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يُبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحدٌ كذلك إلاّ من كان قوله لفعله مصدِّقاً ، وسرّه لعلانيته موافقاً ، لأنّ الله لم يدلّ على الباطن الخفي من العقل إلاّ بظاهر منه وناطق عنه .

يا هشام : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، يقول : ما من شيء عبد الله به أفضل من العقل ، وما تمّ عقل امرأ حتّى يكون فيه خصال شتّى ، الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، نصيبه من الدنيا القوت ، ولا يشبع من العلم دهره ، الذلّ أحب إليه مع الله من العزّ مع غيره ، والتواضع أحبّ إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلّهم خيراً منه ، وأنّه شرّهم في نفسه ، وهو تمام الأمر .

يا هشام : من صدق لسانه زكى عمله ، ومن حسنت نيّته زيد في رزقه ، ومن حسن برّه بإخوانه وأهله مدّ في عمره .

يا هشام : لا تمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم .

يا هشام : كما تركوا لكم الحكمة ، فاتركوا لهم الدنيا .

يا هشام : لا دين لمن لا مروّة له ، ولا مُرُوّة لمن لا عقل له ، وأنّ أعظم الناس قدراً الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطراً ، أمّا إنّ أبدانكم ليس لها ثمن إلاّ الجنّة ، فلا تبيعوها بغيرها .

يا هشام : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يقول : لا يجلس في صدر المجلس إلاّ رجل فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه شيء منهنّ ، فجلس فهو أحمق .

وقال الحسن بن علي ( عليهما السلام ) : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا ابن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قصّ الله في كتابه وذكرهم ، فقال : ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ـ الزمر : 12 ـ قال : هم أولوا العقول .

وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وأدب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلاً وآجلاً .

يا هشام : إنّ العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنّف برجائه ، ولا يتقدّم على ما يخاف العجز عنه .

وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوصي أصحابه ، يقول : أوصيكم بالخشية من الله في السر والعلانية ، والعدل في الرضا والغضب ، والاكتساب في الفقر والغنى ، وأن تصلوا من قطعكم ، وتعفوا عمّن ظلمكم ، وتعطفوا على من حرمكم ، وليكن نظركم عبراً ، وصمتكم فكراً ، وقولكم ذكراً ، وطبيعتكم السخاء ، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل ، ولا يدخل النار سخي .

يا هشام : رحم الله من استحيا من الله حق الحياء ، فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم أنّ الجنّة محفوفة بالمكارة ، والنار محفوفة بالشهوات .

يا هشام : من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة ، ومن كفّ غضبه عن الناس ، كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة .

يا هشام : إنّ العاقل لا يكذب ، وإن كان فيه هواه .

يا هشام : وجد في ذؤابة سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه ، وقتل غير قاتله ، ومن تولّى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على نبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن أحدث حدثاً ، أو آوى محدثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً .

يا هشام : أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة ، وبرّ الوالدين ، وترك الحسد والعجب والفخر .

يا هشام : أصلح أيّامك الذي هو أمامك ، فانظر أي يوم هو وأعدّ له الجواب ، فإنّك موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله ، فإنّ الدهر طويلة قصيرة ، فاعمل كأنّك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك ، واعقل عن الله وانظر في تصرّف الدهر وأحواله ، فإنّ ما هو آت من الدنيا ، كما ولّى منها ، فاعتبر بها .

وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : إنّ جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها ، بحرها وبرّها ، وسهلها وجبلها ، عند وليّ من أولياء الله ، وأهل المعرفة بحق الله كفيء الظلال ـ ثمّ قال ( عليه السلام ) : أَوَلا حرّ يدع هذه اللمّاظة لأهلها ـ يعني الدنيا ـ فليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة ، فلا تبيعوها بغيرها ، فإنّه من رضي من الله بالدنيا ، فقد رضي بالخسيس .

يا هشام : إنّ كل الناس يبصر النجوم ، ولكن لا يهتدي بها ، إلاّ من يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ، ولكن لا يهتدي بها منكم إلاّ من عمل بها .

يا هشام : إنّ المسيح ( عليه السلام ) قال للحوّاريين : يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة ، وتذكرون شوكها ومؤونة مراقيها ، وتنسون طيب ثمرها ومرافقها ، كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة ، فيطول عليكم أمده ، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها .

يا عبيد السوء نقّوا القمح وطيّبوه ، وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه ، تجدوا حلاوته وينفعكم غبّه .

بحقّ أقول لكم : لو وجدتم سراجاً يتوقّد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به ، ولم يمنعكم منه ريح نتنه ، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممّن وجدتموها معه ، ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها .

يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم : لا تدركون شرف الآخرة إلاّ بترك ما تحبّون ، فلا تنظروا بالتوبة غداً ، فإنّ دون غد يوماً وليلةً ، وقضاء الله فيهما يغدوا ويروح .

بحقّ أقول لكم : إنّ من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل همّاً ممّن عليه الدين ، وإنّ أحسن القضاء ، وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح همّاً ممّن عمل الخطيئة ، وإن أخلص التوبة وأناب ، وإنّ صغار الذنوب ومحقّراتها من مكائد إبليس ، يحقّرها لكم ويصغّرها في أعينكم ، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم .

بحقّ أقول لكم : إنّ الناس في الحكمة رجلان : فرجلٌ أتقنها بقوله وصدّقها بفعله ، ورجل أتقنها بقوله وضيّعها بسوء فعله ، فشتّان بينهما ، فطوبى للعلماء بالفعل ، وويل للعلماء بالقول .

يا عبيد السوء اتّخذوا مساجد ربّكم سجوناً لأجسادكم وجباهكم ، واجعلوا قلوبكم بيوتاً للتقوى ، ولا تجعلوا قلوبكم مأوىً للشهوات .

إنّ أجزعكم عند البلاء لأشدّكم حبّاً للدنيا ، وإنّ أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا .

يا عبيد السوء لا تكونوا شبيهاً بالحداء الخاطفة ، ولا بالثعالب الخادعة ، ولا بالذئاب الغادرة ، ولا بالأُسُد العاتية كما تفعل بالفرائس ، كذلك تفعلون بالناس ، فريقاً تخطفون ، وفريقاً تخدعون ، وفريقاً تغدرون بهم .

بحق أقول لكم : لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحاً ، وباطنه فاسداً ، كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم ، وما يغني عنكم أن تنقّوا جلودكم وقلوبكم دنسه ، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيّب ، ويمسك النخالة ، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ، ويبقى الغلّ في صدوركم .

يا عبيد الدنيا إنّما مثلكم مثل السراج ، يضيء للناس ويحرق نفسه ، يا بني إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ، ولو جثوّاً على الركب ، فإنّ الله يحيي القلوب الميّتة بنور الحكمة ، كما يحيي الأرض الميّتة بوابل المطر .

يا هشام : مكتوب في الإنجيل : طوبى للمتراحمين ، أولئك المرحمون يوم القيامة ، طوبى للمصلحين بين الناس ، أولئك هم المقرّبون يوم القيامة ، طوبى للمطهّرة قلوبهم ، أولئك هم المتّقون يوم القيامة ، طوبى للمتواضعين في الدنيا ، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة .

يا هشام : قلّة المنطق حكم عظيم ، فعليكم بالصمت ، فإنّه دعة حسنة ، وقلّة وزر ، وخفّة من الذنوب ، فحصّنوا باب الحلم ، فإنّ بابه الصبر ، وإنّ الله عزّ وجلّ يبغض الضحّاك من غير عجب ، والمشّاء إلى غير أرب ، ويجب على الوالي أن يكون كالراعي ، لا يغفل عن رعيته ، ولا يتكبّر عليهم .

فاستحيوا من الله في سرائركم ، كما تستحيون من الناس في علانيتكم ، واعلموا أنّ الكلمة من الحكمة ضالّة المؤمن ، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم .

يا هشام : تعلّم من العلم ما جهلت ، وعلّم الجاهل ممّا علّمت ، عظّم العالم لعلمه ، ودع منازعته ، وصغّر الجاهل لجهله ولا تطرده ، ولكن قرّبه وعلّمه .

يا هشام : إنّ كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها ، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق ، وإنّهم لفصحاء عقلاء ، يستبقون إلى الله بالأعمال الزكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون لهم من أنفسهم بالقليل ، يرون في أنفسهم أنّهم أشرار ، وأنّهم لأكياس وأبرار .

يا هشام : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنّة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار .

يا هشام : المتكلّمون ثلاثة : فرابح وسالم وشاجب ، فأمّا الرابح فالذاكر لله ، وأمّا السالم فالساكت ، وأمّا الشاجب فالذي يخوض في الباطل ، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء ، قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه ، وكان أبو ذرّ ( رضي الله عنه ) يقول : يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك .

يا هشام : بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه إذا شاهده ، ويأكله إذا غاب عنه ، إنّ أُعطي حسده ، وإن ابتلي خذله ، إنّ أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وإنّ شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ، وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار ، إلاّ حصائد ألسنتهم ، ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه .

يا هشام : لا يكون الرجل مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو .

يا هشام : قال الله جلّ وعز : وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي ، وعلوّي في مكاني ، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ جعلت الغنى في نفسه ، وهمّه في آخرته ، وكففت عليه في ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر .

يا هشام : الغضب مفتاح الشر ، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وإن خالطت الناس ، فإن استطعت أن لا تخالط أحداً منهم ، إلاّ من كانت يدك عليه العليا فافعل .

يا هشام : عليك بالرفق ، فإنّ الرفق يُمنٌ ، والخرق شُؤمٌ ، إنّ الرفق والبرّ وحسن الخلق يعمّر الديار ، ويزيد في الرزق .

يا هشام : قول الله : ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) ـ الرحمن : 60 ـ جرت في المؤمن والكافر ، والبرّ والفاجر ، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتّى ترى فضلك ، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء .

يا هشام : إنّ مثل الدنيا مثل الحيّة مسّها ليّن ، وفي جوفها السمّ القاتل ، يحذرها الرجال ذوو العقول ، ويهوي إليها الصبيان بأيديهم .

يا هشام : اصبر على طاعة الله ، واصبر عن معاصي الله ، فإنّما الدنيا ساعة ، فما مضى منها فليس تجد له سروراً ولا حزناً ، وما لم يأت منها فليس تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها ، فكأنّك قد اغتبطت .

يا هشام : مثل الدنيا مثل ماء البحر ، كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتّى يقتله .

يا هشام : إيّاك والكبر ، فإنّه لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من كبر ، الكبر رداء الله ، فمن نازعه رداءه أكبّه الله في النار على وجهه .

يا هشام : ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عمل حسناً استزاد منه ، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه .

يا هشام : تمثّلت الدنيا للمسيح ( عليه السلام ) في صورة امرأة زرقاء ، فقال لها : كم تزوّجت ؟ فقالت : كثيراً ، قال : فكلّ طلّقك ؟ قالت : لا ، بل كلاّ قتلتُ ، قال المسيح ( عليه السلام ) : فويحٌ لأزواجك الباقين ، كيف لا يعتبرون بالماضين .

يا هشام : إنّ ضوء الجسد في عينه ، فإن كان البصر مضيئاً استضاء الجسد كلّه ، وإنّ ضوء الروح العقل ، فإذا كان العبد عاقلاً كان عالماً بربّه ، وإذا كان عالماً بربّه أبصر دينه ، وإن كان جاهلاً بربّه لم يقم له دين ، وكما لا يقوم الجسد إلاّ بالنفس الحيّة ، فكذلك لا يقوم الدين إلاّ بالنية الصادقة ، ولا تثبت النية الصادقة إلاّ بالعقل .

يا هشام : إنّ الزرع ينبت في السهل ، ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار ، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل ، وجعل التكبّر من آله الجهل ، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه ، ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه ، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ، ومن تواضع لله رفعه .

يا هشام : ما أقبح الفقر بعد الغنى ، وأقبح الخطيئة بعد النسك ، وأقبح من ذلك العابد لله ، ثمّ يترك عبادته .

يا هشام : لا خير في العيش إلاّ لرجلين : لمستمع واع ، وعالم ناطق .

يا هشام : ما قسّم بين العباد أفضل من العقل ، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وما بعث الله نبياً إلاّ عاقلاً ، حتّى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين ، وما أدّى العبد فريضة من فرائض الله حتّى عقل عنه .

يا هشام : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه ، فإنّه يلقي الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام ، كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام ، قليل العمل .

يا هشام : أوحى الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) : قل لعبادي : لا يجعلوا بيني وبينهم عالماً مفتوناً بالدنيا ، فيصدّهم عن ذكري ، وعن طريق محبّتي ومناجاتي ، أولئك قطّاع الطريق من عبادي ، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن انزع حلاوة محبّتي ومناجاتي من قلوبهم .

يا هشام : من تعظّم في نفسه لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ، ومن تكبّر على إخوانه واستطال عليهم فقد ضاد الله ، ومن ادعى ما ليس له فهو أعنى لغير رشده .

يا هشام : أوحى الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) : يا داود حذّر ، وأنذر أصحابك عن حبّ الشهوات ، فإنّ المعلّقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عنّي .

يا هشام : إيّاك والكبر على أوليائي ، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله ، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك ، وكن في الدنيا كساكن دار ليست له ، إنّما ينتظر الرحيل .

يا هشام : مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ، ومشاورة العاقل الناصح يُمنٌ وبركة ، ورشد وتوفيق من الله ، فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإيّاك والخلاف ، فإنّ في ذلك العطب .

يا هشام : إيّاك ومخالطة الناس والأنس بهم ، إلاّ أن تجد منهم عاقلاً ومأموناً ، فآنس به واهرب من سايرهم ، كهربك من السباع الضارية ، وينبغي للعاقل إذا عمل عملاً أن يستحيي من الله ، وإذا تفردّ له بالنعم أن يشارك في عمله أحداً غيره ، وإذا مرّ بك أمران لا تدري أيّهما خيرٌ وأصوب ، فانظر أيّهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإنّ كثير الصواب في مخالفة هواك ، وإيّاك أن تغلب الحكمة وتضعها في أهل الجهالة .

قال هشام : فقلت له : فإن وجدت رجلاً طالباً له ، غير أن عقله لا يتّسع لضبط ما القي إليه ؟

قال ( عليه السلام ) : فتلطّف له بالنصيحة ، فإن ضاق قلبه فلا تعرضنّ نفسك للفتنة ، وأحذر ردّ المتكبّرين ، فإنّ العلم يُذِلُّ على أن يملى على من لا يفيق ) .

قلت : فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها ؟ قال ( عليه السلام ) : ( فاغتنم جهله عن السؤال حتّى تسلم من فتنة القول ، وعظيم فتنة الردّ ، واعلم أنّ الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده ، ولم يؤمنّ الخائفين بقدر خوفهم ، ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده ، ولم يفرّح المحزونين بقدر حزنهم ، ولكن بقدر رأفته ورحمته ، فما ظنّك بالرؤوف الرحيم الذي يتودّد إلى من يؤذيه بأوليائه ، فكيف بمن يؤذى فيه ، وما ظنّك بالتوّاب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه ، فكيف بمن يترضاه ، ويختار عداوة الخلق فيه .

يا هشام : من أحبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما أوتي عبدٌ علماً فازداد للدنيا حبّاً إلاّ ازداد من الله بعداً ، وازداد الله عليه غضباً .

يا هشام : إنّ العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به ، وأكثر الصواب في خلاف الهوى ، ومن طال أمله ساء عمله .

يا هشام : لو رأيت مسير الأجل لألهاك عن الأمل .

يا هشام : إيّاك والطمع ، وعليك باليأس ممّا في أيدي الناس ، وأمت الطمع من المخلوقين ، فإنّ الطمع مفتاح للذل ، واختلاس العقل ، وأخلاق المروات ، وتدنيس العرض ، والذهاب بالعلم ، وعليك بالاعتصام بربّك والتوكّل عليه ، وجاهد نفسك لتردّها عن هواها ، فإنّه واجب عليك كجهاد عدوّك .

قال هشام : فقلت له : فأَيّ الأعداء أوجبهم مجاهدة ؟ قال ( عليه السلام ) : أقربهم إليك وأعداهم لك ، وأضرّهم بك وأعظمهم لك عداوة ، وأخفاهم لك شخصاً مع دنوه منك ، ومن يحرّض أعداءك عليك ، وهو إبليس الموكّل بوسواس القلوب ، فله فلتشتد عداوتك ، ولا يكونن أصبر على مجاهدته لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ، فإنّه أضعف منك ركناً في قوّته ، وأقلّ منك ضرراً في كثرة شرّه ، إذا أنت اعتصمت بالله ، فقد هديت إلى صراط مستقيم .

يا هشام : من أكرمه الله بثلاث فقد لطف به : عقل يكفيه مؤونة هواه ، وعلم يكفيه مؤونة جهله ، وغنى يكفيه مخافة الفقر .

يا هشام : أحذر هذه الدنيا وأحذر أهلها ، فإنّ الناس فيها على أربعة أصناف : رجل متردّ معانق لهواه ، ومتعلّم متقرّى ، كلّما ازداد علماً ازداد كبراً ، يستعلي بقراءته وعلمه على من هو دونه ، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته ، يحبّ أن يعظّم ويوقّر ، وذي بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به ، فهو عاجزٌ أو مغلوب ولا يقدر على القيام بما يعرفه ، فهو محزون مغموم بذلك ، فهو أمثل أهل زمانه ، وأوجههم عقلاً .

يا هشام : اعرف العقل وجنده ، والجهل وجنده تكن من المهتدين ، قال هشام : فقلت : جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرّفتنا .

يا هشام : إنّ الله خلق العقل ، وهو أوّل خلق خلقه الله من الروحانيّين عن يمين العرش من نوره ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله جلّ وعز : خلقتك خلقاً عظيماً ، وكرّمتك على جميع خلقي ، ثمّ خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : أقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت فلعنه ، ثمّ جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً ، فلمّا رأى الجهل ما كرّم الله به العقل وما أعطاه ، أضمر له العداوة ، فقال الجهل : يا ربّ هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقوّيته ، وأنا ضدّه ولا قوّة لي به ، أعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال تبارك وتعالى : نعم ، فإن عصيتني بعد ذلك أخرجتك وجندك من جواري ومن رحمتي ، فقال : قد رضيت ، فأعطاه الله خمسة وسبعين جنداً .

فكان ممّا أعطى العقل من الخمسة والسبعين جنداً : الخير وهو وزير العقل ، وجعل ضدّه الشر ، وهو وزير الجهل ، الإيمان ، الكفر ، التصديق ، التكذيب ، الإخلاص ، النفاق ، الرجاء ، القنوط ، العدل ، الجور ، الرضى ، السخط ، الشكر ، الكفران ، اليأس ، الطمع ، التوكّل ، الحرص ، الرأفة ، الغلظة ، العلم ، الجهل ، العفّة ، التهتك ، الزهد ، الرغبة ، الرفق ، الخرق ، الرهبة ، الجرأة ، التواضع ، الكبر ، التؤدة ، العجلة ، الحلم ، السفه ، الصمت ، الهذر ، الاستسلام ، الاستكبار ، التسليم ، التجبّر ، العفو ، الحقد ، الرحمة ، القسوة ، اليقين ، الشك ، الصبر ، الجزع ، الصفح ، الانتقام ، الغنى ، الفقر ، التفكّر ، السهو ، الحفظ ، النسيان ، التواصل ، القطيعة ، القناعة ، الشره ، المؤاساة ، المنع ، المودّة ، العداوة ، الوفاء ، الغدر ، الطاعة ، المعصية ، الخضوع ، التطاول ، السلامة ، البلاء ، الفهم ، الغباوة ، المعرفة ، الإنكار ، المداراة ، المكاشفة ، سلامة الغيب ، المماكرة ، الكتمان ، الإفشاء ، البر ، العقوق ، الحقيقة ، التسويف ، المعروف ، المنكر ، التقية ، الإذاعة ، الإنصاف ، الظلم ، التقى ، الحسد ، النظافة ، القذر ، الحياء ، القحة ، القصد ، الإسراف ، الراحة ، التعب ، السهولة ، الصعوبة ، العافية ، البلوى ، القوام ، المكاثرة ، الحكمة ، الهوى ، الوقار ، الخفة ، السعادة ، الشقاء ، التوبة ، الإصرار ، المحافظة ، التهاون ، الدعاء ، الاستنكاف ، النشاط ، الكسل ، الفرح ، الحزن ، الألفة ، الفرقة ، السخاء ، البخل ، الخشوع ، العجب ، صون الحديث النميمة ، الاستغفار ، الاغترار ، الكياسة ، الحمق .

يا هشام : لا تُجمعُ هذه الخصال إلاّ لنبي أو وصي ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، وأمّا ساير ذلك من المؤمنين ، فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل ، حتّى يستكمل العقل ، ويتخلّص من جنود الجهل ، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ، وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:54

سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ومحاولة اغتياله

ألقى أزلام الخليفة القبض على الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وأرسلوه مُقيداً إلى البصرة ، وقد وَكّل حسان السري بحراسته ، والمحافظة عليه .

وفي الطريق التقى به عبد الله بن مرحوم الأزدي ، فدفع له الإمام ( عليه السلام ) كُتُباً ، وأمره بإيصالها إلى ولي عهده الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وعَرّفه بأنه ( عليه السلام ) الإمام من بعده .

وسارت القافلة تطوي البيداء ، حتى انتهت إلى البصرة – وذلك قبل التروية بيوم – .

فسلَّم حسّانُ الإمامَ ( عليه السلام ) إلى عيسى بن جعفر ، فحبسه في بيت من بيوت المحبس ، وأقفل عليه أبواب السجن .

وكان عيسى لا يفتحها إلا في حالتين ، إحداهما خروجه ( عليه السلام ) إلى الطهور ، والأخرى لإدخال الطعام إليه ( عليه السلام ) .

وأقبل الإمام ( عليه السلام ) على العبادة والطاعة ، فكان يصوم في النهار ويقوم في الليل ، ويقضي عامة وقته في الصلاة ، والسجود ، والدعاء ، وقراءة القرآن .

واعتبرَ تَفرّغَه للعبادة من نِعَم الله تعالى عليه ، فكما يقول ( عليه السلام ) : ( اللَّهم إنك تعلمُ أني كنتُ أسألك أن تُفرِّغَني لعبادتك ، اللَّهُم وقد فعلتَ ، فَلَكَ الحمدُ ) .
الإيعاز لعيسى باغتياله :

وأوعز هارون الرشيد إلى عيسى بن جعفر عامِلهُ على البصرة باغتيال الإمام ( عليه السلام ) ، وثقل الأمر على عيسى .

فاستشار خَوَاصّه بذلك ، فمنعوه وخَوّفوه من عاقبة الأمر ، فاستجابَ لهم ، ورفع رسالة إلى هارون ، جاء فيها : ( يا أمير المؤمنين ، كُتِب إليّ في هذا الرجل ، وقد اختبرتُه طولَ مَقامِه بِمَن حبستُهُ مَعه عَيْناً عليه ، لينظروا حيلته وأمره وطويته ، ممن له المعرفة والدراية ، ويجري من الإنسان مجرى الدم .

فلم يكن منه سُوءٌ قط ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلا بخير ، ولم يكن عنده تَطلّع إلى ولدية ، ولا خروج ، ولا شيء من أمر الدنيا .

ولا دعا قط على أمير المؤمنين ، ولا على أحد من الناس ، ولا يدعو إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين من ملازمته للصيام والصلاة والعبادة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره ، أو ينفّذ من يتسلّمه مِني ، وإلا سَرّحت سبيله ، فإني منه في غاية الحرج ) .

ودلت هذه الرسالة على خوف عيسى من الإقدام على اغتيال الإمام ( عليه السلام ) ، وقد بقي في سجنه سنة كاملة .
سجنه في بغداد :

واستجاب الرشيد لطلب عامله عيسى ، فأمره بحمل الإمام ( عليه السلام ) إلى بغداد ، فَحُمِل إليها تحفّ به الشرطة والحرس .

ولما انتهى إليها أمر الرشيد بحبسه ( عليه السلام ) عند الفضل بن الربيع ، فأخذ الفضل وحبسه في بيته ، ولم يحبسه في السجون العامة ، وذلك لسمو مكانة الإمام ( عليه السلام ) ، وعظم شخصيته ، فخاف من حدوث الفتنة واضطراب الرأي العام .

واقبل الإمام ( عليه السلام ) على العبادة والطاعة ، وقد بهر الفضل بعبادته ، فقد روى عبد الله القزويني قال : دخلتُ على الفضل بن الربيع ، وهو جالس على سطح داره فقال لي : أُدنُ مني ، فَدنوتُ حتى حَاذَيتُه ، ثم قال لي : اشرفْ على الدار .

فأشرفتُ على الدار ، فقال لي الفضل : ما ترى في البيت ؟

فقلت : أرى ثوباً مطروحاً .

فقال الفضل : انظر حسناً .

فتأملت ونظرتُ مليّاً فقلتُ : رجل ساجد .

فقال الفضل : هل تعرفه ؟

فقلتُ : لا .

فقال : هذا مولاك .

فقلت : من مولاي ؟

فقال : تتجاهلُ عَلَيّ ؟

فقلت : ما أتجاهل ، ولكن لا أعرف لي مولى .

فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر .

وكان عبد الله ممن يدين بإمامته ( عليه السلام ) .

وأخذ الفضل يحدثني عن عبادته قائلاً : إني أَتَفَقّده الليل والنهار ، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أُخبِرُك بها : إنه يصلي الفجر ، فَيُعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس .

وقد وكّل من يترصد له الزوال ، فلستُ أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس ، إذ يَثِبُ فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد الوضوء ، فاعلم أنه لم يَنَم في سجوده ولا أغفى .

فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، فإذا صلى العصر سَجَد سجدة فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة .

فإذا صلى العتمة افطر على شِوىً يُؤتَى به ، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ، ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة .

ثم يقوم فَيُجدد الوضوء ثم يقوم ، فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر ، فلستُ أدري متى يقول الغلام : إن الفجر قد طلع ، إذ قد وَثِبَ هو لصلاة الفجر .

فهذا دأبه منذُ حَولٍ لي .

فهكذا كان الإمام ( عليه السلام ) ، قد طبع على قلبه حُبّ الله تعالى ، وهام بعبادته وطاعته .

ولما رأى عبد الله الفضل للإمام حَذّره من أن يستجيب لهارون باغتياله قائلاً له :

اتّقِ الله ، ولا تُحدث في أمرِهِ حَدَثاً يكون منه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحدٌ سوءاً إلا كانت نعمتُهُ زائلة .

فانبرى الفضل يؤيد ما قاله عبد الله قائلاً : قد أرسلوا إِليّ غير مَرّة يأمرونني بقتله ( عليه السلام ) فلم أُجِبهِم إلى ذلك .

فقد خاف الفضلُ من نقمة الله وعذابه في الدنيا والآخرة إن اغتال الإمام ( عليه السلام ) ، وأعرض عن ذلك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:55

شعر الإمام الكاظم ( عليه السلام )

كل ما صدر عن الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) من وصايا ورسائل وخطب وشعر ، كان في سبيل الدعوة الإسلامية ، والحث على طاعة الله تعالى ، والدعوة إلى التحلّي بمكارم الأخلاق ، والتمسّك بالفضائل ، فكانوا ( عليهم السلام ) يعملون على تثقيف الأمّة الإسلامية ، وتعليمها وتوعيتها ، ويبذلون أقصى الجهود في تقويمها ، وهدايتها إلى الطريق السليم .

وموضع الشعر كان ينشد عند عامّة الناس في التشبيب واللهو والمجون ، أمّا أهل البيت ( عليه السلام ) فكانوا ينظمونه في الدعوة إلى الخير والعقيدة الإسلامية ، والأخلاق والتحلّي بالفضائل النبيلة ، وهذه هي الفوارق التي تميّزهم عن غيرهم من الشعراء الآخرين .

والإمام الكاظم ( عليه السلام ) لم يكن شاعراً محترفاً ، بل كان نظمه للشعر قليلاً جدّاً ، ومن شعره :
قوله ( عليه السلام ) في أفعال العباد :

لم تخل أفعالنا التـي نذم بها ** إحـدى ثلاث حيـن نبديـها

إمّا تفرّد باريـنا بصـنعتها ** فيسقط اللوم عنا حيـن نأتيها

أو كان يشـركنا فيها فيلحقه ** ما كان يلحقنا من لائـم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها ** ذنب فما الذنب إلاّ ذنب جانيها
قوله ( عليه السلام ) في اللجوء إلى الله تعالى :

أنت ربّي إذ ظمئت إلى الماء ** وقوّتي إذا أردت الطعاما

ذكر الشيخ المفيد أبياتاً له تلاها الإمام الرضا ( عليه السلام ) على المأمون ، ونسبها ( عليه السلام ) إلى أبيه :

كـن للمكاره بالعزاء مدافعـاً ** فلعل يوماً لا ترى ما تكره

فلربما استتر الفتى فتنافسـت ** فيه العيـون وإنّه لممـوه

ولربما ابتسم الوقور من الأذى ** وضـميره من حرّه يتأوّه

وكان ( عليه السلام ) يعلم كل شيء يدور حوله ، ولكن عيون المراقبين تترصّده دائماً ، فلم يكن له إلاّ أن يموّه ما يقول حذراً ، فيبتسم من الأذى المحدق به ، وضميره من حرّه يتأوّه في صدره .

وذكر ذو النون المصري : أنّه اجتاز أثناء سياحته على قرية تسمّى بتدصر ، فرأى جداراً قد كتبت عليه هذه الأبيات :

أنا ابن منى والمشـعرين وزمزم ** ومكّة والبيـت العتيـق المعظّـم

وجدّي النبي المصطفى وأبي الذي ** ولايتـه فرض على كلّ مسـلم

وأمّـي البتول المسـتضاء بنورها ** إذا مـا عددناها عديلـة مريـم

وسبطا رسـول الله عمّي ووالدي ** وأولاده الأطهـار تسـعة أنجـم

متى نعتلق منهـم بحبـل ولايـة ** تفز يـوم يجزى الفائزون وتنعم

أئمّـة هـذا الخلق بعـد نبيّهـم ** فإن كنـت لـم تعلـم بذلك فاعلم

أنا العلوي الفاطمـي الذي ارتمى ** به الخوف والأيّام بالمرء ترتمـي

فلممـت بالدار التـي أنا كاتـب ** عليها بشعري فأقر إن شئت والمم

وسـلّم لأمر الله فـي كل حالـة ** فليس أخو الإسـلام من لم يسـلّم

قال ذو النون : فعلمت أنّه علوي قد تخفى عن السلطة في خلافة هارون ، واحتمل العلاّمة المجلسي أن تكون هذه الأبيات للإمام الكاظم ( عليه السلام ) ذهب إلى ذلك المكان ، وكتبها لإتمام الحجّة على أعدائه .

وما نراه أنّ الإمام ( عليه السلام ) لم يتخف ، ولم يتهرّب من السلطة في يوم من الأيّام ، بل كان في يثرب مقيماً ينكر على هارون ، وعلى غيره من ملوك عصره بكل جرأة وإقدام ، وهذا الذي أوصل به إلى السجن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:57

نص الإمام الكاظم ( عليه السلام ) على إمامة الرضا ( عليه السلام )

نصّب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ولده الإمام الرضا ( عليه السلام ) علماً لشيعته ، ومرجعاً لأمته ، وقد خرجت من السجن عِدة ألواح كُتب فيها : ( عَهدي إلى وَلَدي الأكبر ) .

وقد أهتمّ الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بتعيين ولدِه الرضا ( عليه السلام ) إماماً من بعده ، وعهد بذلك إلى جَمْهَرَة كبيرة من أعلام شيعته ، كان من بينهم :

1 - محمد بن إسماعيل الهاشمي قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وقد اشتكى شكاة شديدة ، فقلت له : أسأل الله أن لا يريناه - أي : لا يرينا فَقدَك - فإلى من ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( إلى ابني عَلي ، فَكتابُهُ كِتابي ، وهو وَصِيّي وخَليفَتي من بعدي ) .

2 - علي بن يقطين قال : كنتُ عند موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وعنده علي ابنه ، فقال : ( يا علي ، هذا ابني سَيّد وُلدِي ، وقد نَحلتُه كُنيتي ) .

وكان في المجلس هشام بن سالم ، فضرب على جبهته وقال : إنا لله ، نعَى والله إليك نفسه .

3 - نعيم بن قابوس ، قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( علي ابني أكبرُ وُلدِي ، وأسمَعُهم لقولي ، وأطوعُهم لأمري ، ينظر في كتاب الجَفر والجامعة ، ولا ينظر فيهما إلا نبيّ أو وصي نبيّ ) .

4 - داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لموسى الكاظم ( عليه السلام ) : جُعلت فداك ، إني قد كبرتُ ، وكبر سِني ، فخذ بيدي وأنقذني من النار ، من صاحبُنا بعدك ؟

فأشار ( عليه السلام ) إلى ابنه أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقال : ( هذا صاحبُكُم بعدي ) .

5 - سليمان بن حفص المروزي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وأنا أريد أن أسألُه عن الحجة على الناس بعده .

فلما نظر إلي ابتَدَأَنِي وقال : ( يا سُليمان ، إن عليّاً ابني ووصيّي ، والحُجة على الناس بعدي ، وهو أفضل وُلدي ، فان بقيتَ بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي المُستخبرِينَ عن خليفَتي بعدي ) .

6 - قال عبد الله الهاشمي : كُنّا عند قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحو ستين رَجُلاً مِنا ومن موالينا ، إذ أقبل موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وَيَد علي ابنه في يده ، فقال ( عليه السلام ) : ( أتَدرون مَن أنا ) ؟

فقلنا : أنت سَيدُنا وكبيرُنا .

فقال ( عليه السلام ) : ( سَمّوني وانسبُوني ) .

فقلنا : أنت موسى بن جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( من هذا ) وأشار إلى ابنه ؟

قلنا : هو علي بن موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي ، وَوَصيّي بعد موتي ) .

7 - عبد الله بن مرحوم قال : خرجتُ من البصرة أريد المدينة ، فلما صرتُ في بعض الطريق لقيتُ أبا إبراهيم وهو يذهب به ( عليه السلام ) إلى البصرة .

فأرسل ( عليه السلام ) إلي ، فدخلت عليه ، فدفع ( عليه السلام ) إليّ كُتُباً ، وأمرني أن أوصلها إلى المدينة .

فقلت : إلى من أدفعها ، جعلت فداك ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( إلى علي ابني ، فإنه وصيّي ، والقَيّم بأمري ، وخير بني ) .

8 - عبد الله بن الحرث ، قال : بعثَ إلينا موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، فَجَمّعَنا ثم قال : ( أتدرون لِمَ جَمّعتُكُم ) ؟ فقلنا : لا .

فقال ( عليه السلام ) : ( اشهدوا إنّ عليّاً ابني هذا وصيّي ، والقَيّم بأمري ، وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دَين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عِدّة فَليَستَنْجِزُها منه ، ومَن لم يكن له بُدّ من لقائي فلا يَلقَني إلا بكتابِه ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي المرشدي
 
المدير العام

     المدير العام
علي المرشدي


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13270810
رقم العضوية : 3
العمر : 41
ذكر
عدد المساهمات : 1965
الدولة : العراق
المهنة : 12
مزاجي : مكيف
اللهم عجل لوليك الفرج و النصر والعافية برحمتك يا ارحم الراحمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 6:58

شهادة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)
اسمه ونسبه(عليه السلام)

الإمام موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيته(عليه السلام)

أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل... والأُولى أشهرها.
ألقابه(عليه السلام)

الكاظم، العبد الصالح، الصابر، الأمين... وأشهرها الكاظم.
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها

7 صفر 128ﻫ، المدينة المنوّرة ـ الأبواء.
أُمّه(عليه السلام) وزوجته

أُمّه السيّدة حَميدة البربرية وهي جارية، وزوجته السيّدة تكتم أُمّ الإمام الرضا(عليه السلام) وهي أيضاً جارية.
مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته

عمره 55 سنة، وإمامته 35 سنة.
حكّام عصره(عليه السلام)

أبو جعفر المنصور المعروف بالدوانِيقي، لأنّه كان ولفرط شحه وبخله وحبّه للمال يحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود في عهده، محمّد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد.
سجنه(عليه السلام)

أمر هارون الرشيد بسجن الإمام الكاظم(عليه السلام)، ثمّ أخذ ينقله من سجنٍ إلى سجن، حتّى أدخله سجن السندي بن شاهك الذي لم تدخل الرحمة إلى قلبه، وقد تنكّر لجميع القيم، فكان لا يؤمن بالآخرة، ولا يرجو لله وقاراً، فقابل الإمام(عليه السلام) بكلّ قسوة وجفاء، فضيّق عليه في مأكله ومشربه، وكَبّله بالقيود، ويقول الرواة: إنّه قيّده(عليه السلام) بثلاثين رطلاً من الحديد.

وأقبل الإمام(عليه السلام) على عادته على العبادة، فكان في أغلب أوقاته يصلّي لربّه، ويقرأ كتاب الله، ويُمجّده ويحمده على أن فرّغه لعبادته.
رسالته(عليه السلام) إلى هارون

أرسل الإمام(عليه السلام) رسالة إلى هارون الرشيد أعرب فيها عن نقمته عليه، قال فيها: «إِنّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء حتّى ينقضي عنك يوم من الرخاء، حتّى نفنى جميعاً إلى يومٍ ليس فيه انقضاء، وهناك يخسر المُبطلون»(1).

وحكت هذه الرسالة ما ألمّ بالإمام(عليه السلام) من الأسى في السجن، وأنّه سيحاكم الطاغية هارون الرشيد أمام الله تعالى في يوم يخسر فيه المبطلون.
سبب شهادته(عليه السلام)

عهد هارون إلى السندي باغتيال الإمام(عليه السلام)، فدسّ له سُمّاً فاتكاً في رطب، وأجبره السندي على تناوله، فأكل(عليه السلام) منه رطبات يسيرة، فقال له السندي: زِد على ذلك، فرمقه الإمام(عليه السلام) بطرفه وقال له: «حَسبُكَ، قد بَلغتُ ما تحتاجُ إليه»(2).

وتفاعل السمّ في بدنه(عليه السلام)، وأخذ يعاني الآلام القاسية، وقد حفّت به الشرطة القُساة، ولازمه السندي، وكان يُسمعه مُرّ الكلام وأقساه، ومنع عنه جميع الإسعافات ليُعجّل له النهاية المحتومة.
تشييعه(عليه السلام)

خرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان الإمام الكاظم(عليه السلام)، وخرجت الشيعة وهي تلطم الصدور وتذرف الدموع.

وسارت مواكب التشييع في شوارع بغداد وهي متّجهة إلى محلّة باب التبن وقد ساد عليها الحزن، حتّى انتهت إلى مقابر قريش في بغداد، فحُفِر للجثمان العظيم قبر فواروه فيه.
تاريخ شهادته(عليه السلام) ومكانها

25 رجب 183ﻫ، بغداد.
مكان دفنه(عليه السلام)

بغداد، الكاظمية.
من وصاياه(عليه السلام)

1ـ قال(عليه السلام): «وجدت علم الناس في أربع: أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك»(3).

2ـ قال(عليه السلام): «أي فلان! اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، أي فلان! اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك، فإنّ فيه هلاكك»(4).

3ـ قال(عليه السلام): «المؤمن مثل كفّتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه»(5).
من أقوال الشعراء في شهادته(عليه السلام)

1ـ قال الشاعر الشيخ كاظم الهر:

وغريب بغداد ثوى في سجنه ** نائي الديار يُحلّ دار الهون

يلقى الذي لاقاه ممّا ساءه ** من كلّ همّاز هناك مهين

تبّت يدي السندي فيما جاءه ** ولسوف يُصلى في لظى سجّين

ولأيّ وجهٍ يُلطم الوجه الذي ** فاق البدور بغرّةٍ وجبين(6).

2ـ قال الشاعر السيّد مهدي الأعرجي(رحمه الله):

لهفي وهل يجدي أسى لهفي على ** موسى بن جعفر علّة الإيجاد

ما زال يُنقل في السجون معانياً ** عضّ القيود وثقل الأصفاد

قطع الرشيد عليه فرض صلاته ** قسراً وأظهر كامن الأحقاد

حتّى إليه دسّ سمّاً قاتلاً ** فأصاب أقصى منية ومراد

وضعوا على جسر الرصافة نعشه ** وعليه نادى بالهوان مناد

ــــــــــــــــــــــ

1ـ حياة الإمام الرضا 1/87.

2ـ عيون المعجزات: 95.

3ـ بحار الأنوار 75/328.

4ـ تحف العقول: 408.

5ـ المصدر السابق.

6ـ أعيان الشيعة 9/11.
بقلم : محمد أمين نجف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر
Anonymous



سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يونيو 2011 - 8:17

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله اجركم بشهادة مولانا الامام موسى بن جعفر عليه السلام؛؛
عطاء مميز اخي الكريم علي المرشدي
ولي عودة لمتابعة القراءة ان شاء الله ؛؛

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  33701ekdcn0ada7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن المرجعية
 
 
ابن المرجعية


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13156111
العمر : 44
ذكر
عدد المساهمات : 544
الدولة : العراق
المهنة : 2
مزاجي : متعكر
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : يافاطمة الزهراء

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالخميس 14 يونيو 2012 - 15:52

بارك الله فيك اخي العزيز
وعظم الله اجرك واجورنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فله
 
مشرفة منتدى الطب والعلوم

     مشرفة منتدى الطب والعلوم
فله


سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  13219910
رقم العضوية : 9
العمر : 33
انثى
عدد المساهمات : 1578
الدولة : سعودية
المهنة : 3
مزاجي : وحيد
ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
صورة mms : لبيك ياحسين

سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام    سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام  I_icon_minitimeالجمعة 15 يونيو 2012 - 21:05

بارك الله بك اخوي علي المرشدي
عظم الله لنا ولكم الاجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مختصر حياة موسى بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام
» بعض من وصايا الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
» سيرة حياة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
» نبذة مختصرة عن الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام )
» تصاميم وبنرات استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أحلى السلوات  :: المنتدى الاسلامي :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى:  
حقوق النشر
الساعة الأن بتوقيت (العراق)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات أحلى السلوات
 Powered by ahlaalsalawat ®https://ahlaalsalawat.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2012 - 2011