رائعة مؤثرة

زوجة تحكي قصتها ـ فتقول :
تزوجت من شاب يافع وسيم مليء بالحيوية والنشاط .. صاحب دين وخلق .. بار بوالديه ، وسكنت معه في بيت والده - كعادة الأسر السعودية –
ورأيت من بره بوالديه ما جعلني أتعجب منه، وأحمد الله أن رزقني هذا الزوج البار ، وبعد زواجنا بعام واحد رزقنا الله بنتا..أسميناها أسماء ..
بعد أن أكملت ابنتنا أسماء عاما واحدا انتقل مقر عمل زوجي إلى المنطقة الشرقية، فكان يذهب لعمله أسبوعا ويمكث عندنا أسبوعا ،
واستمر الحال على ذلك ثلاث سنين .. وفي أحد أيام شهر رمضان وهو في طريقه إلينا من الشرقية إلى الرياض تعرض لحادث سيارة ..
وأدخل على إثره المستشفى، ودخل في غيبوبة..[b]
أعلن بعدها الأطباء المختصين المعالجين له وفاته دماغيا.. حيث تلف ما نسبته 95% من خلايا مخه ..
كانت الواقعة أليمة جدا علينا وخاصة على أبويه المسنين، ويزيدني حرقة أسئلة ابنتنا أسماء عن والدها الذي شغفت به شغفا كبيرا، وهو الذي وعدها بلعبة تحبها..
كنا نتناوب على زيارته يوميا ولازال على حاله لم يتغير منه شيء.. وبعد مضي خمسة أعوام أشار علي بعض المعارف بأن أتطلق منه بواسطة المحكمة،
بحكم وفاته دماغيا وأنه ميئوس منه.. ولكنني رفضت ذلك الأمر رفضا قاطعا ،وقلت لهم أنني لن أتطلق منه طالما أنه موجود على ظهر الأرض

[b]فإما أن يدفن كباقي الموتى أو أن يتركوه لي حتى يفعل الله به ما يشاء .
خلال تلك السنوات اهتممت بابنتي الصغيرة .. وأدخلتها المدرسة ، وحرصت على تحفيظها لكتاب الله ، فسجلتها في أحد مراكز تحفيظ القرآن،
حتى حفظت كتاب الله كاملا وهي لا تكاد تتجاوز العاشرة ، وقد كانت ابنتي ذات دين فكانت تصلي كل فرض بوقته وتصلي آخر الليل وهي لم تبلغ السابعة..
فأحمد الله أن وفقني لتربيتها..بمساعدة جدتها و جدها اللذان توفيا في هذه الفترة - رحمهما الله تعالى ..
عند بلوغ أسماء العاشرة من عمرها أخبرتها بخبر والدها، فهي لا تفتؤ تذكره حيناً بالبكاء وحينا بالصمت ، بعدها أخذت تصحبني لزيارة ورؤية والدها في المستشفى ،
وتقرأ عليه بين الحين والآخر وتتصدق عنه .
حين أكملت أسماء المرحلة الثانوية وفي إحدى زياراتنا لوالدها طلبت مني أن أتركها تبيت الليل عند أبيها ، وبعد تردد وافقت

[b]فتقول ابنتي :
جلست بجانب أبي أقرأ سورة البقرة حتى ختمتها،ثم غلبني النعاس فنمت ، فوجدت كأن ابتسامة علت محياي واطمئن قلبي لذلك،
فقمت من نومتي وتوضأت وصليت ما شاء الله لي أن أصلي .. ثم غلبني النعاس مرة أخرى وأنا في مصلاي..
ثم كأن أحداً يخاطبني: انهضي كيف تنامين والرحمن يقظان ؟ كيف وهذه ساعة الإجابة التي لا يرد الله عبدا فيها.. ؟
فنهضت كأنما تذكرت شيئا غائبا عني .. فرفعت يداي ونظرت إلى أبي – وبعين دامعتان وقلب خاشع – دعوت الله وقلت :
يا رب يا حي يا قيوم يا عظيم يا جبار يا كبير يا متعال يا رحمن يا رحيم ، هذا والدي عبد من عبادك أصابته الضراء فصبرنا وحمدناك وآمنا بما قضيته له..
اللهم إنه تحت مشيئتك ورحمتك، اللهم يا من شفيت أيوب من بلواه.. ورددت موسى لأمه.. وأنجيت يونس في بطن الحوت.. وجعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم..
اشف أبي مما حل به.. اللهم إنهم زعموا أنه ميئوس منه.. اللهم فلك القدرة والعظمة فالطف به وارفع البأس عنه ..
ثم غلبتني عيناي ونمت..
وقبيل الفجر ..إذا بصوت خافت ينادي:
من أنت، وماذا تفعلين هنا ؟ فنهضت على الصوت.. التفت يمينا وشمالا فلم أرى أحداً.. ثم كررها ثانية.. فإذا بصاحب الصوت هو أبي ..
فما تمالكت نفسي فاحتضنته فرحة مسرورة، وهو يبعدني عنه ويستغفر ويقول اتقي الله لا تحلين لي، فقلت: أنا ابنتك أسماء.. أنا ابنتك أسماء.. فضمّني إلى صدره..
ثم خرجت من الغرفة واستدعيت الأطباء والممرضين وأخبرتهم، فرأوا الحقيقة وتعجبوا !!! فقال الدكتور
الأمريكي بلكنة عربية متكسرة : سبحان الله .
[b]وقال الآخر – مصري- : سبحان من يحيي العظام وهي رميم. وأبي لا يعلم ما الخبر حتى أخبرناه .. فبكى ،
وقال: الله خيرا حافظا وهو يتولى الصالحين.. والله ما أذكر إلا أنني قبيل الحادث نويت أن أتوقف لصلاة
الضحى فلا أدري أصليتها أم لا ؟!
[b]
تكمل الزوجة قصتها .. وتقول :
الحمد لله رجع إلينا أبو أسماء كما عهدته وقد قارب الـ46 عاماً، ورزقت منه بولد ، ولله الحمد يخطو الآن في السنة الثانية من عمره ..
فسبحان الله الذي ردّه إلينا بعد 15 عاماً .. والحمد لله الذي حفظ لنا ابنتنا .. والحمد لله الذي وفقني للوفاء وحسن الإخلاص له خلال فترة غيابه عن الدنيا ..
فوصيتي لكم .. إخواني وأخواتي .. ألا تتركوا الدعاء ، فالدعاء يرد القضاء ، ومن حفظ الله حفظه الله، وعليكم بالحرص على بر الوالدين..
ثم احرصوا على حسن تربية أبنائكم ، وتحفيظهم كتاب الله ..
ولنعلم أن الله عزوجل بيده تصريف الأمور وتقديرها وليس لأحد سواه فعل ذلك ..
هذه قصتي للعبرة .. لعل الله أن ينفع بها من ضاقت به السبل، وعظمت عليه الكرب، وأقفلت من دونه الأبواب ،وتقطعت به أسباب النجاة..
فاقرع باب السماء بالدعاء، واستيقن بالإجابة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

[/b][/b][/b][/b][/b]

مشكوره رقيقه
قصه حلوه

ميرسي على مرورك يا قمر