السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك الكثير من الشواهد والادلة التأريخية - فضلا عن النقلية والعقلية -التي تثبت احقية ائمة اهل البيت عليهم السلام بالخلافة الالهية بعد رسول الله دون غيرهم الذين اغتصبوها واخذوها عنوة منهم عليهم السلام .
وواحد من هذه الشواهد هي قصة خلع معاوية بن يزيد بن معاوية نفسه من الخلافة في 24 ربيع الثاني سنة 64 هجرية .
فقال كلمة الحق التي يجب ان تقال وتنازل عن الحكم والخلافة التي لم تدم الا 40 يوما ..
ومن الصعب جدا ان يقول الانسان كلمة الحق على نفسه - وهو الحاكم -ويعترف بعدم احقيته بالخلافة امام رعيته ..
لقد ذكرت المصادر التأريخية انه لما خلع معاوية نفسه صعد المنبر ، فجلس طويلا ثم حمد الله تعالى واثنى عليه بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء ، ثم ذكر النبي (ص) بأحسن ما يذكر به ثم قال :
ايها الناس ، ما انا بالراغب في الائتمار عليكم ما اكرهه منكم واني أعلم انكم تكرهوني ايضا ، لأنا بُلينا بكم وبُليتم بنا الا ان جدي معاوية نازع هذا الامر من كان بهذا
الحكم اولى منه ومن غيره ، لقرابته من رسول الله (ص) وعظيم فضله وسابقته اعظم المهاجرين قدرا ،واشجعهم قلبا ،واكثرهم علما ، واولهم ايمانا ، واشرفهم منزلة ، واقدمهم صحبة ، ابن عم رسول الله (ص) وصهره واخوه ... ابو سبطيه سيدا شباب اهل الجنة ، وافضلا هذه الامة بعد الرسول (ص) وابنا فاطمة البتول
عليها السلام من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية ، فركب جدي منه ما تعلمون ، وركبتم منه مالا تجهلون حتى انتظمت لجدي الامور .
فلما جاء القدر المحتوم ، واخترمته ايدي المنون بقي مرتهنا بعمله فريدا في قبره ، ووجد ما قدمت يداه ، .
ورأى ما ارتكبه واعتداه ،ثم انتقلت الخلافة الى يزيدابي فتقلد امركم لهواء كان ابوه فيه ، لقدكان ابي يزيد بسوء فعله واسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على امة محمد (ص ) فركب هواه واستحسن خطأه ، واقدم على ما اقدم من جرأته على الله تعالى ، وبغيه على من استحل حرمته من اولاد رسول الله (ص) فقلت مدته ، وانقطع اثره وضاجع عمله، وصار حليف حفرته ،رهين خطيئته ، وبقيت اوزاره وتبعاته ، وحصل على ما قدم وندم حيث لا ينفعه الندم ... فليت شعري ماذا قال وما قيل له ، فهل عوقب بإساءته ، وجوزي بعمله ؟ وذلك ظني ...
ثم خنقته العبرة فبكى طويلا وعلا نحيبه ثم قال : وصرت انا ثالث القوم والساخط على اكثرمن الراضي ، وما كنت لأتحمل اثامكم ولا اراني الله تعالى جلت قدرته متقلدا اوزاركم والقاه بتبعاتكم ، والله لئن كانت الخلافة نعيما لقد نال ابي منها مغرما ومأثما ، ولئن كانت شرا فحسبه منها ما اصابه فشأنكم امركم فخذوه ومن رضيتم به عليكم فولوه ، فقد خلعت بيعتي عن اعناقكم ، والسلام .
ثم نزل ، فدخل عليه اقاربه وامه فوجدوه يبكي ، فقالت له امه ليتك كنت حيضة ولم اسمع بخبرك ، فقال وددت والله ذلك ثم قال ويلي ان لم يرحمني ربي .
( بحار الانوار ج 46 ، ص 118 ) ( وتنبيه الخواطر ص 518 )
************************************************منقول
حبي واحترامي لكم جميعا