الله تعالى أداء هذه العبادات ليخدم التواصل الاجتماعي بين المؤمنين.
فالصلاة أمرنا بأدائها جماعة في المسجد ليلتقي المسلمون ويتعارفون في
رحابها [في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو
والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله].
وكذلك الحج جعله الله تعالى في موسم معين وفي مكان محدد يجتمع فيه المسلمون
من كل مكان [وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل
فج عميق] ليتعارفوا ويتحاببوا في الله تعالى.
وكذلك رمضان صلاة التراويح في المسجد [color=black]رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه] وتقديم الطعام للصائمين والصدقات للمحتاجين من المسلمين وزكاة الفطر في نهاية رمضان،
كل هذا من باب التواصل بين المؤمنين، والله تعالى لا يقبل من امرئ مسلم أن
يتقدم إليه بالطاعات وهو لا يصل رحمه والحق تبارك وتعالى أمرنا بصلة
الأرحام في العديد من الآيات القرآنية [واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار
الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم] وكذلك النبي –صلى
الله عليه وسلم- حض على صلة الرحم في العديد من الأحاديث [من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل
رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت].
وقد حذر الحق تبارك وتعالى من قطع الصلة بالأرحام، وكذلك النبي –صلى الله
عليه وسلم-، فقد قال الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- [إن الله تعالى
خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بكَ من
القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى،
قال: فذلك لك] ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- [اقرءوا إن شئتم
:"فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين
لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم] متفق عليه.
لذلك نهيب بجميع الأخوة والأخوات الصائمين والصائمات أن يتقوا الله في أرحامهم وجيرانهم وعامة المسلمين في هذا الشهر الكريم وغيره لأن شهر رمضان هو تدريب على الطاعات والأخلاق طيلة الشهر ليكون هداية وتدريباً لباقي العام والعمر بإذن الله تعالى.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.