تصعيد عدائي مستمر في سياسة السعودية ضد العراق والمالكي في عهد "الامير نايف"
النخيل-في دلالة اخرى على ان الحكم السعودي ماض في طريقه في اعتبار
العملية السياسية في العراق ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والشيعة
اعداءا يجب الاستمرار في مواجهتهم اعلاميا وسياسيا وامنيا خرجت صحيفة
"الرياض " وفي ثاني افتتاحية لها خلال اسبوعين ،بافتتاحية تهاجم الحكومة
العراقية والمالكي بشكل خاص ،وتدافع عن "البعث والقاعدة".
وجاءت افتتاحية صحيفة الرياض التي حملت عنوان "كوابيس المالكي" دليل اخر
على ان الحكم السعودي مصر على المضي في نهج العداوة لدول مهمة في المنطقة
لها ثقلها السياسي والحضاري والثقافي والامني في منطقة الخليج .
ان افتتاحية صحيفة الرياض في عددها الاخير "كوابيس نوري المالكي " كشفت
عن حجم حقد النظام السعودي على العملية السياسية في العراق ،واظهرت مدى
شعور هذا النظام بالاحباط بسبب فشل احزاب وسياسيين مولهم بعشرات الملايين
من الدولارات ومول فتح الفضائيات لهم ، لخدمة المشروع السياسي السعودي في
العراق ،ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
وان ماجاء في افتتاحية صحيفة "الرياض" ضد العملية السياسية في العراق
وضد رئيس الحكومة نوري المالكي ،اثبت بما لايدع مجالا للشك ،ان الرياض
اصيبت بخيبة امل كبيرة لتعرض مشروعها الامني والسياسي في العراق الى هزائم
متكررة .
وماورد في افتتاحية "الرياض" يثبت من جديد تعاطف النظام السعودي مع
مشروع "مؤامرة البعث " في العراق فهو لم يدن البعث ولا البعثيين ولم يدن
مشروعهم لاسقاط النظام ،بل ان افتتاحية "الرياض " ذهبت الى ابعد من ذلك
فاقرت بوجود مباركة سعودية لاعلان مجلس محافظة صلاح الدين اقليما ،حيث بررت
الافتتاحية هذا الاعلان بقولها : بان سكانها – صلاح الدين - محرومون من
المشاريع ومعزولون ويتعرضون للسجن.. وان السعودية ودول الاقليم السني قطر
والامارات ، وراء التحريض لاقامة "اقاليم سنية" في العراق بهدف تقسيم
العراق وخدمة المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة.
والملفت للنظر ان افتتاحية الرياض التي اتسمت بالعدوانية للعملية
السياسية في العراق ومهاجمة حكومته ورئيس الحكومة المالكي ،جاءت متزامنة مع
منعطف امني وسياسي جديد يسير اليه النظام السعودي ،بعد اختيار الملك عبد
الله الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ،وهذا ما يدعو الى الاعتقاد الى
ان بوصلة علاقات السعودية مع العراق ومع احداثه وتطوراته ،وعلاقاته مع
ابناء العراق ،تتسم بمرحلة خطيرة تفاصيلها هي الاعداد لمزيد من المؤامرات
والعدوان ودعم الارهاب ورعاية التنظيمات الارهابية في العراق ، للابقاء على
العراق مشغولا بدمائه النازفة وتشييع العشرات من خيرة ابنائه البررة الى
المقابر باموال هذا النظام الذي يصر على التعامل بلغة الارهاب مع العراق
وشعب العراق ، ويتعامل معه بلغة التكفير المذهبي والسياسي فيصدرعلماؤه
الوهابيون، فتاوى التكفير المذهبي ، وتصدر صحفه ووسائله الاعلامية
افتتاحيات "التكفير السياسي" ضد العملية السياسية وقادته المخلصين .
وان افتتاحية صحيفة الرياض يوم الاثنين ،التي اتسمت بكل المفردات
العدائية ضد العملية السياسية في العراق وضد حكومته وضد رئيس الحكومة ،
والتي خلت من كل اللياقات التي يدعي النظام السعودي انه يحرص عليها في
خطابه السياسي والاعلامي، دليل على ان النظام السعودي في عهد "ولي العهد "
الجديد الامير نايف بن عبد العزيز ،يتجه نحو مسار استفزازي تصعيدي وهذا
مايؤشر الى ان "ولي العهد" الذي يفترض ان يدجن "سلوكه السياسي والامني " في
موقعه الجديد ويضيف عليه كمية من الحكمة والاناة ،سواء في تعامله مع شعبه
او مع جيرانه ،سيقوم بتطويع هذا المنصب الخطير "ولاية العهد" وفق مااعتاد
عليه من سلوك قاس في اداء مهام اعماله طوال العقود الماضية في ادارة وزارة
الداخلية والاشراف على اجهزة الامن وتعقب المعارضة .
وهذا الامر سيؤسس لمرحلة جديدة من الحكم السعودي ، ستكون ثماره "علقما "
في تصدير المزيد من المشاكل لدول الجوار وبالتحديد العراق والبحرين التي
يعاني شعبها من بطش وقمع قوات الاحتلال السعودي ، وايضا تصديرها الى ايران
وهذه المرحلة في السياسة السعودية ستكون سمتها الغالبة مزيدا من التوتر
ومزيدا من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار في ظل غياب كمية مطلوبة
من "الحكمة تبعد" سياسة الدولة من التاثر بمشاعر العداء المستحكمة منذ عدة
عقود في النفس ضد فئات من الشعب وضد جيران السعودية الذين يعانون من تدخلها
ومحاولة استئجار العملاء فيها ليعيثوا في بلدانهم خرابا ودمارا .
النخيل