"ويكيليكس" : العائلة الحاكمة بالبحرين لا تثق بالشيعة
كشفت وثائق "ويكيليكس" المسربة من السفارة الأميركية في المنامة ان الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة "لا يستطيع الوثوق بالسكان البحرينيين الشيعة، على أنهم شركاء كاملون ومتساوون في العملية السياسية".
ووفقاً لوثيقة تحمل الرقم (06MANAMA891) واستناداً إلى محضر وثيقة ويكيليكس ، أبلغ الملك البحريني السفير الأميركي السابق في البحرين جوني يونغ خلال زيارة الأخير المنامة أنه لا يثق بالشيعة مبرراً ان علاقتهم بإيران قوية جداً".
وعلّق السفير الأميركي في المنامة وليام مونرو على حديث حمد بالقول، " الملك يواجه معضلة .... وانه قلق من تبعات المشاركة الواسعة النطاق للمعارضة في الانتخابات، وإمكانية وجود كتلة معارضة شيعية في مجلس الشورى".
وتعدّ العلاقة بين السلطات البحرينية ومعارضيها من بين أكثر القضايا الشائكة التي تواجهها البحرين منذ عقود. خلاف فوئام فخلاف. حالة اعتادها البحرينيون في ظل الخلافات حول الإصلاحات السياسية والدستورية في البلاد. لكن الاعتقاد بإمكانية توصل البحرين إلى حلّ للأزمة التي عانتها البلاد طويلاً وتفاقمت أخيراً يعدّ ضرباً من المستحيل.
كما كشفت وثائق "ويكيليكس" بعضاً من معالم الأزمة البنيوية التي تعيشها البحرين، وأظهرت أنّ جذور الأزمة ليست مرتبطة بغياب عامل الثقة بين الدولة ومعارضيها فقط، بل بين الدولة بمختلف أركانها وأكثر من ثلثي سكانها من اتباع المذهب الشيعي.
وهواجس الملك من الشيعة تمتدّ كذلك إلى وليّ العهد، فخلال نقاش مع السفير الأميركي في المنامة، عن ضرورة خلق مناخ ملائم يوحّد الجميع في البحرين (05MANAMA544)، أكّد سلمان بن حمد آل خليفة أن معظم المنظمات السياسية والاجتماعية مذهبية بطبعها، ولخص ما يجري بالقول "عندما يدافع الناس عن هويتهم ينتظمون في تجمعات متآلفة"، قبل أن يضيف "لا نريد أن نرى ما يجري في لبنان يحدث هنا، الشيعة لديهم العدد لكن السنّة لديهم الأسلحة"، فيما أكّدت وثيقة ثانية صادرة عن السفارة الأميركية في المنامة (07MANAMA1118)، أنه "في لقاء خاص مع السفير في 24 كانون الأول تحدّث رئيس الوزراء طويلاً عن عدم ولاء الشيعة" ، مضيفاً ان تشكيك الحكومة يعطيها الحق في حرمان الشيعة من وظائف حساسة في الدولة، وتحديداً الوظائف الأمنية.
وفي وثيقة تحمل الرقم (07MANAMA328) صادرة عن السفارة الأميركية في المنامة بتاريخ 9 نيسان 2007، كشف رجل الأعمال فيصل جواد عن رفض قاطع من شقيق الملك، محمد بن عيسى آل خليفة الذي يشغل منصب رئيس الحرس الوطني، أيّ توظيف للشيعة في الحرس الوطني، وعوضاً عن ذلك راح يمنّن السنة المتزوجين نساء شيعيات بأنه لم يطردهم من وظائفهم.
أما الملك البحريني، فرأى في وثيقة تحمل الرقم (06MANAMA409) أنّ "العديد من الشيعة يتذمرون من عدم وجود شيعة في القيادة العسكرية للبلاد".
تطرّق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة (الصورة)، خلال لقائه السفير الأميركي في 31 آب 2006 (06MANAMA1599)، إلى ما يراه خشية السعودية من إصلاحات البحرين. ونقل السفير عن الملك قوله «ذكر كما في السابق، أن السعوديين ينظرون بقلق لخطوات الإصلاح الديموقراطي التي اتخذتها البحرين»، فيما كان وزير الداخلية البحريني في وثيقة ثانية (05MANAMA71) أكثر وضوحاً في الحديث عن الموضوع.
وعزا جذور مرور العلاقات البحرينية ـــــ السعودية بصعوبات إلى «وتيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي في البحرين».
وأشار إلى أن «السعوديين لا يشعرون بالراحة لأنهم يتخلّفون»، وهو ما يفسّر من وجهة نظره «لماذا قامت السعودية بخطوات عديدة تؤثر سلباً على البحرين».
المصدر قناة العالم