تعتبر الأحجار من بدائع وعجائب خلق الله في هذا الكون وذلك لتواجد الخواص والمنافع التي خفي معظمها على عقل الإنسان - مع أنها أدنى مراتب الموجودات - فهذه الأحجار لها إحساس وشعور وحياة وممات وهو ما يكون في رتبة الجمادات مثلها مثل أي شيء يسبح لخالقه قال تعالى:
1- (و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم*الإسراء /44)
﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾الأنبياء793
﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴾ص18
4 ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾الحشر21
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾النور41
- كيف وجدت الأحجار الكريمة ؟
لقد وجدت الأحجار نتيجة لتواجد البراكين التي تتصاعد منها الأبخرة والأدخنة الناتجة في باطن الأرض بقوة الحرارة العالية، حيث تتصلب تلك المواد و تجف على حسب نوعية المادة وتفاعلها أو حسب اتحادها فينتج حجر أو معدن تام التركيب له خواصه المعينة و طاقته الكامنة بل هناك أحجار تتولد عن النباتات كحجر الكهرمان والسندروس ومنها ما يتكون في البحار كاللؤلؤ والمرجان والصدف
وهناك مجموعة منها تتولد داخل الحيوانات وأخرى تتولد نتيجة فعل خارجي يقوم به ذاك الحيوان أو ذاك، ومن الأحجار ما ينزل من السماء كما في الحجر الأسود في بيت الله، وبعضها يأتي من الجبال مثل العقيق اليماني الذي ورد ذكره في الروايات التاريخية بأنه سبق غيره من الأحجار بالإقرار بوحدانية الله عز وجل.
وتختلف خواص الأحجار باختلاف البقعة التي يتولد منها, والكواكب المشرقة عليها حين تولدها لأن الكواكب تصدر منها مجالات مغناطيسية وجاذبية ولها ترددات تتناسب مع المجال المغناطيسي الخاص بالكوكب فتتناغم الترددات الطاقية مع الذرات الخاصة بالعناصر المعدنية للحجر الوليد, وهي تتطلب وقتاً وماء وشمساً وكواكباً، وهواءاً وأرضاً كي تتشكل، فنجد أن كل قوى الطبيعة تعمل معاً كفريق عمل متجانس لتصنع هذه السلع الثمينة من الأحجار والجواهر كما أنها أيضا ًتختلف باختلاف طبيعتها, فالحجر يكون أكثر تأثيراً وفائدة إذا كانت طبيعته توافق طبيعة حامله ذلك أن جسم الإنسان يتكون من عناصر معدنية تشبه العناصر المعدنية والذرات الموجودة في الحجر، وكما نعرف أن الذرة عبارة عن بروتونات موجبة تدور حولها الكترونات سالبه (البروتون يشبه بالشمس والكواكب التي تدور حوله تشبه بالالكترونات السالبة التي تدور حول البروتون) - فسبحان الله الخالق- و في النهاية تتفاعل هذه الذرات مع بعضها البعض لتنتج خاصية معينة و طبقا لذلك نجد أن كل الأحجار عبارة عن أنواع من المعادن ركبت مع أنواع معينة من الكريستالين والتراكيب الكيميائية. وكل هذه الأنواع مكونة من طاقة ذرية وتفاعل هذه الطاقة مع هذه الذرات ومع التركيب الكيميائي للأحجار يؤدي إلى إصدار طاقة أُخرى مشعة يستطيع الإنسان أن يشعر بتأثيرها عليه في أوقات وأحوال معينة.
وإذا بحثنا عن جذور هذا العلم فإننا نجد أن أهل البيت
فتحوا لنا بابه عن طريق الروايات والأحاديث الواردة عنهم والباحث الذي يتدبر في هذا الباب قد يفتح له ألف باب من غريب أسراره وتوجد عدة شروط يستطيع الإنسان من خلالها أن يعرف كيف تفتح له أبواب هذا العلم أهمها:
1) الموهبة من عند الله وهي غريزة حب هذا النوع من العلم
2) أن يكون الهدف هو البحث عن حقيقة الأحجار الكريمة
3) أن يؤمن بالروايات الواردة عن أهل البيت
4) أن يتدبر فيه ويعتقد أن الله جعل فيه طاقة تخدم الإنسان وهذه الطاقة تستحق التمعن والدراسة لكشف أسرارها التي ما زال معظمها في علم الغيب.
و للأسف فإن الكثير من الناس يتهم علم الأحجار الكريمة بالشعوذة وهذا غير صحيح الناس أعداء بما جهلوا لأن أهل البيت عليهم السلام تحدثوا عنه وخصوه بالكثير من الأحاديث ووردت عنهم روايات تحبب التختم بالأحجار من مثل استحباب التختم للرجال.
عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله
لعلي: يا علي تختم باليمين تكن من المقربين. قال: يا رسول الله و من المقربون ؟ قال
: جبرائيل و ميكائيل. وعن الرضا عن آبائه
:أن النبي
كان يتختم في يمينه، وعن جعفر بن محمد عن آبائه
في وصية النبي
لعلي
(( ياعلي, تختم باليمين فإنها فضيلة من الله عز وجل للمقربين قال: بم أتختم يا رسول الله ؟ قال: بالعقيق الأحمر, فإنه أول جبل أقر لله بالربوبية ولي بالنبوة ولك بالوصية))
عن ابن عباس وصعصعة أنه هبط جبرائيل على رسول الله
فقال: يا محمد,ربي يقرئك السلام ويقول لك: إلبس خاتمك بيمينك, واجعل فصه عقيقاً, وقل لأبن عمك يلبس خاتمه بيمينه, ويجعل فصه عقيقاً, فقال علي
: (( يا رسول الله وما العقيق ؟)) قال(( العقيق جبل في اليمن))
فلماذا الله عز وجل خص الحجر العقيق بهذه الميزة لكي يلبسه النبي محمد ؟!
لقد اكتشف العلماء والمتخصصون في مجال الأحجار الكريمة وعلاجاتها بأنه من الممكن للرجل أن يلبس الحجر الكريم في اليد اليمنى وأن تلبسه المرآة في اليد اليسرى على حسب قانون الجاذبية فإذا نظرنا إلى الكون والأفلاك نجد كلا منها يسلك فلكاً معلوماً خاضعاً لقانون الجاذبية لا يستطيع الفكاك منه أبدا ذلك أن الكون كله من أصغر ذرة إلى أكبر نجم فيه مبني على مبدأ الأزواج والتجاذب أي الموجب والسالب قال تعالى (( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)) الذاريات 49
فالزوج يعني موجب وسالب أو يمين ويسار, ذكر وأنثى, ليل ونهار وقد جعل الرجل موجبا والمرآة سالبة وهكذا.... ، بل إن جسم الإنسان له أجزاء كثيرة من الموجب والسالب حسب ما يقوله علم الطاقة الحيوية للإنسان مثلاً الجهة اليمنى من جسم الإنسان يوجد فيه تيار طاقته موجبة أما جهة اليسار من جسم الإنسان فيوجد فيه تيار طاقته سالبة وهكذا
فإذا وضعنا باطن اليد اليمنى التي طاقتها موجبه على الجزء الأسفل من خلف الرأس والذي طاقته موجبه, ووضعنا في المقابل باطن اليد اليسرى والتي طاقتها سالبه على الجزء الأمامي من الرأس بمجرد اللمس, فهذا يعمل على معادلة واتزان الطاقة في الجسد فيشعرا لإنسان بالانتعاش والراحة والنشاط وإذا عكسنا العملية سينخفض مستوى الطاقة فنشعر بالانزعاج والضيق والضعف العام. فلبس الحجر الكريم للمرأة في اليد اليسرى مناسب لنوع طاقتها و لبس الرجل للحجر في اليمنى مناسب لنوع طاقته أيضا وفي بعض الحالات يحصل العكس في حالات استثنائية خاصة وشرح هذه الحالة يطول إذ لا بد من معرفة عدة علوم منها علم الطاقة الحيوية والكونية وعلم الأحجار الكريمة... الخ
وإذا رجعنا إلى الروايات الصادرة عن أهل البيت في التختم باليد اليسرى، عن أبي عبد الله
قال: (( كان علي والحسن والحسين
يتختمون في يسارهم ))،
وعن جعفر بن محمد بن علي, عن أبيه: أن علياً
تختم في اليسار، وعن علي بن جعفر قال: سألت أخي موسى
عن الخاتم يلبس في اليمين ؟ فقال: (( إن شئت في اليمين وإن شئت في اليسار))
عن الرضا
عن آبائه
قال: قال رسول الله
: تختموا بالعقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه. عن النبي
انه قال: تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر و اليمنى أحق بالزينة.
و عنه
قال: صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره.
شكا رجل إلى النبي
أنه قطع عليه الطريق, فقال: ((هلا تختمت بالعقيق, فإنه يحرس من كل سوء))
عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال لي رسول الله
" يا بني تختم باليواقيت و العقيق فإنه ميمون مبارك و كلما نظر الرجل فيه إلى وجهه يزيد نورا ً و الصلاة فيه سبعون صلاة )، عن الصادق
قال: قال رسول الله
: قال الله سبحانه: أني لأستحي من عبد يرفع يده و فيه خاتم فصه فيروز فأردها خائبة.
عن ابن شهر أشوب في المناقب عن ابن عباس و السدي كان لأمير المؤمنين
أربعة خواتم: ياقوت لنبله، فير وزج لنصره، حديد صيني لقوته، عقيق لحرزه
ويوجد كثير من الروايات قد تصل بالمئات بخصوص الأحجار الكريمة، والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا يعطي الله المصلي حال لبسه خاتما فصه عقيق أجر ألف ركعة، علميا إن حجر العقيق اليماني توجد به ترددات منخفضة جداً قد تصل تردداتها ميكرو هيرز أو نانو هيرز أو بيكو هيرز أو ميلي هيرز المشابه بترددات الخلايا المخية الخاصة بالتركيز فينشط التركيز في الصلاة وإذا زاد التركيز في كلام الصلاة زاد الخشوع في الصلاة وإذا زاد الخشوع زاد الأجر والثواب في الصلاة.
فالله سبحانه لم يخلق المعادن و الجواهر في باطن الأرض اعتباطا ً أو دون فائدة ( و العياذ بالله ) وإنما لأسباب عديدة منها التفكر في عجائب مصنوعاته و بديع مخلوقاته و لمنافع الناس كالحديد ذو البأس الشديد و النحاس و الرصاص وغيرها من الأحجار الثمينة مثل الذهب و الفضة و الماس ففي كل منها أسرار وآثار عجيبة وفي أحاديث أهل بيت العصمة
و روايتهم أمور ثمينة توضح هذه الفائدة للجميع.