[color=black]بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الذي يتابع العلاقة الزوجية في
الاسلام، ويستقرئ كيفية تنظيم الاسلام لها، يلاحظ أن الاسلام في كل تشريع
وتوجيه انّما يبني العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة على أساس من الودّ
والرحمة والمعروف وحسن المعاشرة ويعتبر ذلك ميثاقاً مقدساً، ومبدأ أساساً.
وكم هو رائع قول الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) وهو يعبر عن هذا الميثاق
المقدس بقوله: [ إذا أراد الرّجل أن يتزوّج المرأة، فليقل أقررت بالميثاق
الذي أخذ الله: امساك بمعروف أو تسريح باحسان](81).
تعالي اليوم يا أختاه نتعلم كيف
نُرضي الله عز وجل عنَّا، ونتذوق حلاوة الإيمان، ونفوز بأعظم الأجر، وننال
الفردوس الأعلى .. بأن تعرفي حقوق زوجك وتؤديها له .
الطاعة والبرّ به ..
]أي أن تلبي له جميع رغباته طالما كانت بالمعروف .. ولا
طاعة له إذا أمرها بمعصية، قال رسول الله "لا طاعة في معصية إنما الطاعة في
المعروف" [متفق عليه] .
وعلى الزوج أن يراعي زوجته .. فلا يُحمِّلها ما لا تُطيق، ويراعي ظروفها سواء كانت جسدية أو نفسية ولا يتعنت في الأوامر.
والحذر من عصيان أمره إذا كان بالمعروف .. قال رسول الله
"اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت
زوجها حتى ترجع" [رواه الطبراني وصححه الألباني] .. فلا يجوز للزوجة أن
تخالف زوجها حتى لو كان عندها مبرر شرعي مثل برّ الوالدين، وهو الذي سيتحمل
الوزر إن منعها من برهما.
ومن طاعته .
ألا تصوم إلا بإذنه، وألا تُدِّخل أي أحد بيته إلا بإذنه
.. قال رسول الله "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن
في بيته إلا بإذنه" [رواه مسلم] .. أما إن كان زوجها غائب أو مسافر، فقد
انتفت العِلَّة من عدم صيامها.
خدمته .
فلا خلاف بين الفقهاء على إنه يجوز للمرأة خدمة زوجها
بالبيت، وهذا هو المُتعارف وهي سُنة قد أقرّها النبي .. فكانت أمهات
المؤمنين يقمنّ بالخدمة في المنزل وكذلك نساء الصحابة .
ولكِ في فاطمة رضي الله عنها أسوةٌ حسنة .. فقد قال عنها
زوجها الإمام علي رضي الله عنه "كانت ابنة رسول الله وكانت من أكرم أهله
عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها وأسقت بالقربة حتى أثرت
القربة بنحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست
ثيابها فأصابها من ذلك ضرر"
فاحتسبي ولا تنسي .. إن كل شيء تفعلينه له لكِ فيه أجر،
كما إن له أجر على كل نفقة ينفقها .. وإن كل ما تفعلينه من أجل رضا الله
جلّ وعلا
إظهار الإهتمام به
بأن تُقدميه على سائر الناس وتهتمي بمظهره .. كما كانت
أمهات المؤمنين تهتم بالنبي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت "طيبت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين، حين أحرم، ولحله حين أحل، قبل أن يطوف،
وبسطت يديها"
الشكر وعدم تكفير العشير
]قال رسول الله "لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا
تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" .. فمن لا
تشكر زوجها يلعنها الله عز وجل ولا ينظر إليها، فكوني قنوعة واشكري زوجك
على ما يصنع لكِ بما قد قدره الله عليه ..
واعلمي أن تكفير العشير من أشد أسباب دخول النساء النار
.. قال حين أخبر عن رؤيته للنار "ورأيت أكثر أهلها النساء"، قالوا: بم يا
رسول الله ؟، قال "بكفرهن"، قيل: يكفرن بالله ؟، قال "يكفرن العشير ويكفرن
الإحسان لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك
خيرا قط"