يرى الجن البشر ولا نراهم، يقول تعالى: "إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ"، ولقد من الله تعالى على بني آدم بحسن الخِلقة، "لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، والجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا، وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم، لكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو غير ذلك، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب.
فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب على عالمه دمامة الخلقة. عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ، إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ". (رواه الترمذي)، وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله الا هو".
وروى أبو داود وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" ) الحشوش): هي مواضع قضاء الحاجة، ومنها الكُنُف (دورات المياه) التي في البيوت) محتضرة) أي تحضرها الشياطين لقصد إيقاع الأذى بالإنسان .
يقول ابن تيمية: صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق، كما يتفق للإنس مع الإنس، وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف.
وحب الجن للإنس ليس مرتبطا بالجمال وحده فلو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه..!
والذي يحصل أن يحضر الجان على الإنسان الكبير والرجل الدميم أو على المرأة السوداء ويقول لك أنا أحبها.