تعلم الصبر كلمات في الصبر لامير المؤمنين علي بن ابي طالب
ليس هناك كلمات في الصبر أبلغ من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام حين قال :
"الصبر أحسن خلل الإيمان وأشرف خلائق الإنسان"
فإذا كان الصبر نال هذه المرتبة العظيمة وهو من أعظم الأخلاق الإنسانية .. فهذا يعني أن من يتحلى بميزة الصبر هو من أعظم الناس أخلاقاً وأشرفهم .
لقد امتحن الله تعالى أنبياءه (ع) لكي ينالوا أعلى المراتب التي تتطلب صبراً شديداً يعجز المؤمن العادي عنه ..فنبينا إبراهيم عليه السلام صبر على طاعة الله تعالى .. وقد أمره الله تعالى بذبح ولده وحين امتثل لأمر الله تعالى وأظهر صبراً عظيماً وهيأه للذبح جاء أمر الله تعالى وفديناه بكبش عظيم .. وهنا أدى تكليفه الإلهي .. فنال مرتبة عظمى : الإمامة الربانية ..
والصبر هو مظهر من مظاهر كمال المرء ، وقد أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالصبر ..
وجاء في كتاب الله قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وعن مولانا علي بن موسى (ع) : "الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح".
والإيمان الحقيقي يقتضي أن نحول معتقداتنا إلى أفعال ، لا أن نبقيه حبيسة نفوسنا ، لأن الإيمان لا يكون فعالاً إلا بتطبيقه .والإيمان ليكتمل بحاجة للصبر ومجاهدة النفس .
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان ".
كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : "أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له".
عن الإمام الباقر عليه السلام : (سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة)
عن الإمام الرضا عليه السلام : (المرض للمؤمن تطهير ورحمة . وللكافر تعذيب ولعنة . وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى لا يكون عليه ذنب)
عن أبي عبد الله عليه السلام : (صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر)
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر)
عن أبي عبد الله عليه السلام : (إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث إما حمى أو وجع عين أو صداع)
عن أمير المؤمنين عليه السلام : (المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الأجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل وان الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة).
سأل نبينا الأكرم (ص) جبرائيل عليه السلام: "يا جبرائيل فما تفسير الصبر؟
قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء"
وعن الإمام علي عليه السلام : "الصبر ثلاثة : الصبر على المصيبة ، والصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية" .
وعن الرسول (ص) : "الصبر ثلاثة : صبر على المصيبة ، وصبر على الطاعة وصبر على المعصية ، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض ، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش ، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش ".
وقال تعالى : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾.
بعض الناس يعترضون على الحكم الإلهي عند امتحانهم بالبلاء ويصل بهم الأمر والعباذ بالله للتشكيك بعدل الله تعالى وسبب ذلك ضعف الإيمان وضعف المعرفة بحقيقة الإبتلاء وحكمه وثواب الصبر عليه ..
عن إمامنا جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : "من ابتلي من شيعتنا فصبر كان له أجر ألف شهيد".
فينبغي على كل من نزل عليه البلاء أن يشكر الله تعالى لأنه فتح له خزائن رحمته بابتلائه وصبره على هذا الإبتلاء ..
وفي حديث له عليه السلام: "لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة، إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها"
وبصبر الإنسان على البلاء واتكاله على الله في بلائه يكون قد استحق الرحمة الإلهية ..
عن إمامنا جعفر بن محمد عليه السلام: "من ابتلي من شيعتنا فصبر كان له أجر ألف شهيد".
وعنه عليه السلام: "لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة، إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها"
وعنه عليه السلام أنه قال : "إذا دخل المؤمن في قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره، والبرّ مطل عليه ويتنحّى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مُساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبرّ: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه" ..
ففي عالم البرزخ حينما يحتاج الإنسان إلى من يدافع عنه لا ينفعه إلا أعماله الصالحة وأخلاقه الحميدة وعلى رأسها الصبر.
نسأل الله تعالى أن يكتبنا من الصابرين القانتين الراضين بقضاءه وقدره .
والحمدلله على عظيم بلائه ..
نسألكم الدعاء
والحمدلله رب العالمين ..