الأمانة
ما هي الأمانة؟
الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛
يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع...
وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه،
فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال
أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى:
{إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا
وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً}
[الأحزاب: 72].
وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى:
{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58].
وجعل الرسول صلى الله عليه واله وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء
وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه واله وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)
المسئولية أمانة:
كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه،
سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة
فهو راعٍ ومسئول عن رعيته،
قال صلى الله عليه واله وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته،
فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته،
والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم،
والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها)
وولده وهي مسئولة عنهم،
والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه،
ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
فضل الأمانة:
عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب،
وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى:
{والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} [المعارج: 32].
وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
الخيانة:
كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله -سبحانه- لا يحب الخائنين،
قال تعالى: {إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيمًا} [النساء: 107].
وقد أمرنا الله -عز وجل- بعدم الخيانة، فقال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال: 27].
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه واله وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس،
وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه واله وسلم:
(أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك)
جزاء الخيانة:
بيَّن النبي صلى الله عليه واله وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار،
وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة،
وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة
، قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: (لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة)
ويا لها من فضيحة وسط الخلائق تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة،
فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.
جعلنا الله واياكم من الأمينين ومؤديين الأمانة
تحياتي