زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد
تاريخ ميلاد السيدة زينب
في غضون السنة السادسة من الهجرة استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور ، وغبطة وحبور ـ
الطفل الثالث من أطفالهم ،
وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء ( عليهما السلام ).
ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب ،
(1) وفتحت عينها في وجه الحياة ،
في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله ، وعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة سيدة نساء العالمين ، صلى الله عليهم أجمعين.
هذا هو القول المشهور بين الشيعة ـ حالياً ـ وهناك أقوال
قصيدة من ديوان النفحات الولائية في العقيلة الهاشمية للدكتور عصام عباس
تاريخة أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك. (2)
ويجدر ـ هنا ـ أن نشير إلى جريمة تاريخية ارتكبها عملاء الأمويين وأعجب بها المنحرفون الذين وجدوا هذه الجريمة ـ أو الأكذوبة التاريخية ـ تلائم شذوذهم الفكري ، وانحرافهم العقائدي.
فقد ذكرت الكاتبة بنت الشاطئ في كتابها « بطلة كربلاء » ما نصه :
« إنها الزهراء بنت النبي ، توشك أن تضع في بيت النبوة مولوداً جديداً ،
بعد أن أقرت عيني الرسول بسبطيه الحبيبين : الحسن والحسين ،
وثالث لم يقدر الله له أن يعيش ، هو المحسن بن علي ... » (3).
من الثابت أن المحسن بن الإمام علي هو الطفل الخامس لا الثالث ،
وهو الذي قتل وهو جنين في بطن أمه بعد أن عصروا السيدة فاطمة الزهراء بين حائط بيتها والباب ،
وبسبب الضرب المبرح الذي أصاب جسمها وكان السبب في سقوط الجنبن.
ولكن هذه الكاتبة المصرية تستعمل المغالطة والتزوير ،
وتحاول إحقاق الباطل وإبطال الحق وتقول : إن السيدة زينب
ولدت بعد المحسن بن علي الذي لم يقدر له أن يعيش !
فانظر كيف تحاول بنت الشاطئ تغطية الجنايات التي قام بها بعض الناس بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
واقتحامهم بيت السيد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لإخراج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
ليبايع خليفتهم ، ودفاع السيدة فاطمة عن زوجها ، وعدم سماح لهم باقتحام دارها ،
وماجرى عليها من الضرب والركل والضغط ، فكانت النتيجة سقوط جنينها الذي سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ـ في حياته ـ محسناً ، وهو ـ يومذاك ـ جنين في بطن أمه !!
وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بتلك المأساة في كتابنا : ( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ).
[ولادة السيدة زينب] ولادة السيدة زينب
ولما ولدت السيدة زينب ( عليها السلام ) أخبر النبي الكريم بذلك ، فأتى منزل إبنته فاطمة ، وقال : يا بنية إيتيني ببنتك المولودة.
فلما أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف ، ووضع خده على خدها فبكى بكاءً شديداً عالياً ، وسالت دموعه على خديه.
فقالت فاطمة : مم بكاؤك ، لا أبكى الله عينك يا أبتاه ؟
فقال : يا بنتاه يا فاطمة ، إن هذه البنت ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ، ورزايا أدهى.
يا بضعتي وقرة عيني ، إن من بكى عليها ، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها.
ثم سماها زينب. (4)