عيسى قاسم: تهديدات السلطة لن تجعلها (رباً نخافه) ولا عودة إلى الوراء
أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم أن تهديدات السلطة ووعيدها لن يجعلها "رباً نخافه"، مشدداً على أن المنهج السلمي هو الخيار الاستراتيجي للمعارضة. وقال في حديثه ليوم الجمعة بجامع الإمام الصادق في الدراز اليوم "طريق المطالبة السلمية بحقوق هذا الشعب ونيل كرامته وتصحيح هذا الوضع، لا انقطاع له، ذهب من ذهب وبقي من بقي". وأضاف "لا عنف ولا تراجع عن الإصلاح، لاعنف ولكن لا تضحية بالمطالب، لا عنف ولكن لا عودة للوراء، لا عنف ولكن لابد من حقوق المواطنة الكاملة، ولا عنف ولكن لابد أن تصدق كلمة الميثاق بأن الشعب مصدر السلطات".
وتابع "يطمحون لإسكات صوت الشعب هنا عن مطالبه"، مؤكداً أنّه "لو مات كلّ علماء البلد ممّن يتمنّون موتهم أو غُيّبوا في السّجون أو هُجّروا، ولو خَلَت الساحة من كلّ رمزٍ من رموزها السياسيةّ فإنّ ذلك لا يقضي على حركة الشعب وإصراره على مطالبه العادلة". ورأى أن "هذا المنحى يزيد الإيمان بضرورة الإصلاح، لأنّه يضيف إلى المحنة ويرفع من درجة القهر ويضاعف المشكلة ويزيد في التأزيم ويكثّف من حالة الاضطهاد".
وتطرق في حديثه إلى "الشّيخ (ميرزا) المحروس والناشط الحقوقي (عبدالهادي) الخواجة الذين يتهددهم الموت في المستشفى والسّجن، ولا زال النّاشط الحقوقيّ الآخر (نبيل رجب) يُحتجز ويُحاكم، ولا زال قادة الرأي السياسيّ ممّن في السّجن يُتلاعب بمصيرهم، والرّعب التي تفرضه السلطه هو سيّد الموقف، والمطالب الحقوقيّة والسياسيّة معطلة"، متسائلاً "كلّ ذلك ولا حاجة إلى الإصلاح؟" على حد تعبيره.
وقال قاسم "كيف تباركون لأي سلطةٍ أنتجتها الديمقراطيّة في أي بلدٍ من بلدان الربيع العربي من خلال إرادة الشعب، ثمّ ترون أن مجرّد المطالبة بالديمقراطية من هذا الشعب جريمة لا تغتفر ولا بدّ أن تُواجَه بالعقوبة الصّارمة وأشدّ التّنكيل والعذاب؟ كيف تحاربون من أجل الديمقراطية في بلدانٍ من بلدان الربيع العربي وتقهرون صوت الحرية في هذه البلد؟".
وأضاف "تمتلك السلطة الكثير من إمكانات البطش والتّنكيل وتنفيذ مشتهياتها في الناس ولكن كل المقادير محكومةٌ"، معتبراً أنه "إذا كانت المحاولة من كلّ التهديدات والتوعّدات أن يتخذ مؤمنٌ من أيّ سلطة ربّاً يخافها، فهذا ممّا يستحيل على عقل".
وتوقف قاسم عند التشكيكات التي طالته شخصياً في الإعلام الرسمي بخصوص جنسيته، واصفاً إياها بـ"حملةٍ من الافتراء المكشوف"، وأنها طريق "للتّشكيك ليس في جنسيّة المئات من أرحامي فحسب ولا جنسيّة طائفةٍ بكاملها، بل هو طريقٌ للتّشكيك في جنسيّة أيّ مواطنٍ أصليّ مغضوبٍ عليه من السلطة".
وقال "نسف ثوابت جنسيّتي مع ترسّخها يفتح الباب لنسف ثوابت الجنسيّة لأيّ واحدٍ يُرادُ التخلّص منه للعِداء السياسيّ". وأوضح "يبعُد بيت جدّي الرابع عبد الإثنَيْ عشر (المسمّى ابن عمّي المباشر باسمه وهو أبو الشهيد عبد الحميد) عن بيت الوالد والعمّ الذي تربّيت فيه حوالَيْ مئةٍ وخمسين قدماً فقط"، مستدركاً "أمّا عائلة المصلّي التي ينحدر أجدادي منها والتي كانت قاطنةً في حيّ المصلّي المعروف الآن بـِـفـُــوَيـْـلـِـيد شمال الدراز، وفيه مسجد القَدَم الذي يقع قريباً من هذا الجامع، فإنّ هذه العائلة قد اضطرها الاضطهاد السياسيّ المعروف تاريخيّاً إلى الهُجرة من البحرين بعد أن صبّ رجالها عرَقَهم على أرض الوطن منذ مئات السنين إسهاماً في بنائها، وتركوا شواهد هجرتهم قائمة وقد وقفت فيمن وقف على آثارها".
وتابع "مع ذلك، فإن أبناء العمومة والخؤولة من مباشرٍ وغير مباشرٍ ممّن يلتقون بنا ونلتقي بهم في جدٍ واحد يبلغون في الدُرازِ بالمئات، وإلى جنب أبناء وبنات من عاش من الأخوة حتّى سنّ الزواج والذين يُعدّون بالعشرات".
اباء