لافروف يتهم السعودية وقطر بتوريد الاسلحة للمعارضة السورية لقتل المدنيين
جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأكيد بلاده على أنها لن تسمح باستخدام القوة العسكرية لإسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، متهماً " قوى خارجية " بإشعال الأوضاع في الدولة العربية ومنها سوريا .
واتهم لافروف السعودية وقطر دون ان يسميهما بتوريد الاسلحة للمعارضة قائلا : "بعض الدول، وخاصة دول الخليج ،هي بالذات تورد الى سورية فقط تلك الاسلحة التي يمكن ان تستخدم ضد المدنيين"، مضيفا انه كانت هناك توريدات هائلة للسلاح الى المعارضة السورية.
يذكر ان هاتين الدولتين تقومان بدور كبير في تنفيذ المشروع الامريكي الاسرائيلي لاسقاط نظام الرئيس الاسد ورصدتا ميزانية بمليار دولار لتمويل المعارضو من بينها 200 مليون دولار بهدف تامين رواتب لعناصر الجيش الحر المدعوم امريكيا وتركيا ، وتمويل الجماعات المسلحة الوهابية ومحاولة شراء ولاءات لضباط وجنود من الجيش السوري لاستمالتهم للمععرضة ولكن دون ان يتحقق شيئا على الارض في حدوث انشقاقات في الجبش السوري.
كما حذر لافروف من مغبة تحول سورية الى ميدان للحرب من أجل الصدارة في العالم الاسلامي. وقال: "اود ان اعيد التأكيد على ان مجلس الامن الدولي لن يعطي تفويضا بتدخل عسكري في سورية. وهذا ليس لاننا ندافع عن الاسد او نظامه، بل لاننا نعرف مدى تعقد التشكيلة الطائفية في سورية، ولاننا نعرف ان اولئك الذين يطالبون بالتدخل العسكري، او البعض منهم على أقل تقدير، يرغبون في كسر هذه التشكيلة ، وفي تحويل سورية في جوهر الامر الى ميدان للحرب من أجل الصدارة في العالم الاسلامي".
وشدد لافروف أن روسيا "لا تجد سبباً لإعادة النظر في موقفها من سوريا"، مشيرا الى أن موسكو " توفرت لديها معلومات عن هوية قادة المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الـسورية ".
وذكر أن هناك معلومات تفيد بأن "قوى خارجية" تقود عمليات المعارضة السورية، ويتم تزويد فصائلها بالأسلحة ".
واتهم وزير الخارجية الروسي من أسماهم بـ"ممولي المجموعات المسلحة غير المشروعة"، بأنهم أيضاً "مسؤولون عما يجري في سوريا، وليس فقط الحكومة السورية"، محذراً من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في العالم، لافتاً إلى أن مستقبل العالم يتوقف في جانب كبير منه على "كيف تحل الأزمة السورية"، موضحاً أن ذلك سيقرر "ما إذا كان العالم سيعتمد على ميثاق الأمم المتحدة، أو يقع تحت سيطرة من هو الأقوى."
وأشار لافروف إلى أن "المشهد السوري يوحي بأن سوريا تغدو على حافة حرب أهلية كاملة"، وتابع أنه "من أجل تجنيب سوريا الوقوع في هاوية الحرب الأهلية، يجب الضغط على الأطراف السورية كافة، لجهة وقف العنف"، وفقاً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان.
وأرجع لافروف أحد أهم أسباب التعثر في تنفيذ خطة عنان لإحلال السلام في سوريا إلى "عدم التنسيق بين خطوات اللاعبين الخارجيين"، وقال إن روسيا تريد التباحث معهم لتعرف ما إذا كان عدم التنسيق ناتجاً عن عدم وجود المنبر للحوار، أم أنهم يعملون عمداً على إحباط هذه الخطة، كما شدد على عدم جواز إلغاء خطة عنان، مشيراً إلى أن هذه الخطة "تحتاج إلى تدقيق."
ورداً على سؤال حول استمرار موسكو تزويد نظام دمشق بالأسلحة، رغم العقوبات المفروضة على سوريا، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده "تقوم بتوريد أسلحة الدفاع الجوي إلى سوريا، تنفيذاً لعقود أبرمت في وقت سابق، وتمتنع عن توريد أي أسلحة يمكن استخدامها ضد المدنيين."
يذكر ان روسيا والصين، أعربتا أواخر الأسبوع الماضي، عن "معارضتها الشديدة" لأي تدخل أو جهود دولية لتغيير النظام في سوريا، وذلك في بيان صدر بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين الأربعاء ويعتبر ذلك الاعلان بمثابة تعهد باستخدام " الفيتو " ضد اي مشروع غربي يشرع لتدخل مباشر في سوريا لاسقاط نظام الرئس الاسد .
نهرين نت