وجدن فيه حلاً سحرياً للهروب من شبح العنوسة رغم سلبياته
"زواج الإنترنت" بديل افتراضي للمغربيات
Open in new window
سهّلت وكالات الزواج الإلكترونية، أو ما يصطلح عليه البعض مكتب "الخاطبة"، خدمة الارتباط عبر الإنترنت وعززت من مستوى أدائها، ما أسهم في ركوب المغربيات موجة الإنترنت كبديل افتراضي هرباً من شبح العنوسة ودون الحاجة للانزلاق في مشاقّ عملية "البحث عن عريس" بالطرق التقليدية.
هذا وشهد المجتمع المغربي إقبالاً ملحوظاً على "زواج الإنترنت" خاصة مع انتشار الإعلانات التي تشجع على هذا النوع من الزيجات عبر الصحف والمواقع الإلكترونية رافعة شعار: "للجادين فقط وراغبي الزواج، معنا تجد شريك العمر، بمواصفات خيالية وفي ظرف وجيز".
وكالات الزواج.. بيزنس أم بديل سحري
وقد قررت بعض المغربيات خوض تجربة الزواج عبر الإنترنت بعد الإغراءات التي تقدمها هذه المكاتب، وكلهن أمل في أن يكون بديلاً وحلاً سحرياً لمحاربة العنوسة، في الوقت الذي رفضت فيه فئة أخرى من الشباب اللجوء إلى هذا النوع من الزيجات باعتباره صفقة "بيزنس" لاستغلال الشباب الراغب في الزواج.
هذا ورصدت "العربية. نت" بعض قصص الزواج التي تمت عن طريق الانترنت، ومن ذلك قصة سمية بلعيد 28 سنة، موظفة بشركة خاصة، بدأت بالتراسل مع شاب مغربي مقيم بكندا ليقررا فيما بعد الزواج، ويتم ذلك فعلاً، وتهاجر سمية لكندا لتفاجأ بأنها لازالت بحاجة للتعرف من جديد إلى شخص العريس الذي كان يبدو أكثر شجاعة ويتمتع بروح مرحة، أمام شاشة الكمبيوتر، على حد تعبيرها.
وتضيف سمية "بالرغم من اتصالي الدائم بالبريد الإلكتروني والذي تم لعدة أشهر، وبالرغم من أن زوجي كان صادقاً في كل المعلومات التي تخصّ مساره المهني والشخصي، لكن اصطدمت بواقع أزمات نفسية، شخص غير مسؤول ولا يعوّل عليه، مليء بالعقد استعصى معها الاستمرار، وبادرت بطلب الانفصال"، نافية ارتباطها به لمصلحة "الحصول على أوراق الإقامة"، ومشيرة إلى أن ارتباطها به كان عاطفياً بالدرجة الأولى.
وفي سياق ذي صلة، لم تستسغ إيمان العبدلاوي (محاسبة 32 سنة) فكرة الارتباط عن طريق مكاتب الزواج، واصفة إياها بالمغامرة غير محمودة العواقب، مؤكدة أن مَنْ يطرق باب مثل هذه الوكالات سيفشل لا محالة، كاشفة أن مؤسسة الزواج لا تعتمد على معيار الجمال ووسامة الشكل فقط، بل هي انسجام وتقارب فكري ومشاعر متبادلة، ولا أعتقد أن الأمر سيتضح من لقاء أول أو ثان، معتبرة هذه الوكالات تستغل أحلام الشباب ورغبتهم في الزواج من أجل الربح المادي لا غير.
وأضافت إيمان: "أنا عن نفسي لا أجد في مكاتب "الخاطبة" حلاً سحرياً لمحاربة العنوسة، أفضل أن أبقى عانساً على أن أخضع لتسويق أُصبح معه سلعة يباع فيها ويشترى، أنا لا أثق بهذه المكاتب مطلقاً، فهي لا تقدم ضمانات للسرية ولا الطمأنينة".
جدل الواقع والمتخيل
كريمة الود غيري، باحثة في علم الاجتماع، قالت لـ"العربية. نت" إن بعض الدراسات أثبتت فشل تجارب الزواج عن طريق الإنترنت، وتعزو الدراسات ذلك إلى أن الباحث عن الزواج وراء شاشة الكمبيوتر يحاول قدر الإمكان إظهار محاسنه للآخر والتكتم على هفواته وسلبيات شخصيته، مشيرة إلى أن الباحث يبالغ في تصوير شخصيته التي تختلف تماماً عن طبيعته الحقيقية في الحياة العادية.
وأضافت ودغيري أن العلامات الإلكترونية أو ما يصطلح عليه بـ"الإيموتيكونات" التي تعبر عن مشاعر الوجه الحزينة والسعيدة والضاحكة مردها فراغ عاطفي بالواقع لعدم وجود الاتصال اللفظي في الواقع، فيبدأون بالتخيل لمشاعر بعضهم، وسرعان ما تبدو الصورة المتخيلة أحسن بكثير من الحقيقية عند أول لقاء، الشيء الذي يخلق جواً من عدم الثقة بين الواقع والمتخيل، وصعوبة في تجاوز العقبات النفسية.
هذا ما حصل بالضبط لسلوى عارف (29 سنة) وهي كاتبة التقت بشخص في غرفة دردشة ذات طابع ثقافي، وأعجبت بذكائه وأفكاره العميقة، وعندما التقت سلوى بالرجل في أولى خطوات مشروع الزواج فوجئت بأنه عربيد لا يمتلك مهارات الحوار، متعصب لفكره، أناني لا يؤمن بعمل المرأة وبأن دورها الأساس هو البيت وتربية الأولاد، ما خلق لديها صدمة قررت من خلالها اعتزال الإنترنت باعتباره مجرد وسيلة لسد فراغ بالواقع ولا يعدو أن يكون سراباً وخيالاً.
********
المغربي يحب الجانب المادي في المرأة ويكره ضعفه أمامها
جريدة الخبر الاسبوعية المغربية
نظرا لارتفاع نسبة العنوسة في صفوف النساء أصبح عدد كبير من الشبان يعتقد أن الفتاة المغربية المتلهفة على الزواج يمكن أن تفعل المستحيل لدخول القفص الذهبي، وأن تقبل بأول شاب يطرق الباب، وأن هذا الوضع الذي يعطي الأفضلية للذكور يجعل الفتاة لا تتوقف عند مساوئ الشبان ولا تنظر البتة إلى عيوب الرجال، لأنهم أصبحوا عملة نادرة، مثلما أصبح شائعا. لكن كيف تنظر المرأة المغربية حقيقة إلى الرجل المغربي؟ وما هي العيوب والسلبيات التي لا تتحملها فيه؟ "العلم" سألت مجموعة من الشابات لمغربيات وخرجت بالشهادات التالية :
- "كيتمسكن حتى يتمكن"
بعد زواج استمر عشر سنوات وإجراءات طلاق قاسية، تقول كريمة إنها تستطيع الجواب عن السؤال بكل قناعة ودون شك في أفكارها، لأن طليقها جعلها تكون فكرة واضحة عن الرجل المغربي:
»كل الرجال بالنسبة لي يشبهون زوجي السابق، في البداية يظهرون الطيبوبة ويحاولون لعب دور الرجل المتفهم الصبور وصاحب الصدر الواسع، لكن بمجرد ما إن تدخل الواحدة منا بيت الزوجية حتى يتغير كل شيء، ويتعامل معها كالفريسة التي وقعت أخيرا في المصيدة. هم يدركون جيدا أن المرأة المغربية تضرب ألف حساب للعائلة وكلام الناس، لذلك تضطر للتغاضي في أغلب الأحيان عن التصرفات التي يبديها الزوج والسكوت عما لا يعجبها، خاصة في بداية الزواج كي لا تخرج من البيت غاضبة وهي لاتزال عروسا، وللأسف فكثير من الرجال ينفذون تلك الخطة مع المرأة، وعندما يصلون إلى "المعقول" يظهرون الوجه الآخر، أي الوجه الحقيقي، والمرأة في هذه الحالة تجد نفسها مرغمة على الاستسلام وتقبل الوضع وإلا ستعاني من الخيانة أو العنف أو الطلاق. وشخصيا فضلت الحل الثالث، وقررت أن يكون الطلاق آخر علاقة بيني وبين أي رجل مغربي، لكن لا أمانع من الاقتراب بأحد الأجانب«.
-أناني واستغلالي..
نجمة شابة زارت بحكم عملها عدة دول عربية، وتعرفت على مختلف أنواع الرجال، وكان حكمها إيجابيا لصالح الرجل المغربي الذي تعترف أنه لا يزال يتمتع بقدر من الرجولة واحترام الذات مقارنة بالرجال في دول عربية أخرى، وأعطت مثالا على ذلك في المعاكسة، حيث يكف المغربي عن ملاحقة الفتاة بمجرد أن تبدي اعتراضها، في حين تقول إن الآخرين يلحون ويصرون على التقرب من الفتاة حتى وإن مانعت بشدة، لكن بالمقابل تحدثت عن صفات كثيرة سلبية في الرجل المغربي، ومن بينها الأنانية وميله للخيانة وتلاعبه بمشاعر المرأة، كما أنه كذاب ومشاعره غير واضحة.
-متعاون ولبق
سلمى موظفة في الثلاثينات من العمر، تقول أن للرجل المغربي إيجابيات عديدة نجدها في قدرته على التعامل بلباقة مع المرأة، بالإضافة إلى احترامه للأسرة وتحمله إلى جانب الزوجة مسؤولية البيت والعناية بالأطفال، خاصة بالنسبة للمرأة العاملة، وحرصه على استمرارية الحياة الزوجية واستقرارها والتضحية لإنجاح هذه العلاقة
- يجد متعته في قهر المرأة
نعيمة في الأربعينات من العمر، أم لطفلين، كانت تعمل في أحد معامل النسيج، لكن بعد زواجها اضطرت إلى ترك العمل لأن زوجها ملتزم، وقد رضخت لطلبه رغم رغبتها في العمل، تعترف أمينة بأنها عانت الكثير مع زوجها: »كثيرا ما كنت أسمع هذه العبارة "هادوا هما المغاربة" عندما يسيء أّحدهم التصرف، لكنني لم أستوعبها جيدا إلا بعد احتكاكي بزوجي الذي أعطاني انطباعا سيئا فيما بعد عن الرجل المغربي، وجعلني أقتنع أنه يحب المرأة ليحكمها بقبضة من حديد، وبأنه يعشقها ليستمتع بضعفها أمامه، ويمنعها مما تحب لتبقى دوما في حاجة إليه، فهو يغضب منها ليظهر للناس أنها "مسخوطة" لا تطيع زوجها، وأنها ليست بنت الناس الصبورة المكابرة مهما كانت الظروف. الرجل المغربي يحب التمتع بعاملين في المرأة هما أنوثتها وضعفها، وهو لا يحبها ويعمل على راحتها بل يستنفذ طاقتها من العطاء حتى تصير وردة ذابلة، فيقول لها أنها كانت تهتم بشكلها من قبل لغرض واحد في نفسها ألا وهو أن تسقطه في حبالها، وعندما وصلت لمبتغاها أصبحت مهملة وغير مهتمة، في حين على الرجل المغربي أن يعي أمرا هو أن المرأة تدخل لبيته وردة متفتحة، إلا أن سياسته في التعامل معها تجعلها تنطفئ ظاهريا وتحترق داخليا، وهذا الذي طالما تمنيت أن أصرخ به في وجه زوجي.»
- يتمتع بشخصية متسلطة ولا يؤمن بالحوار
شيرين موظفة، أكدت في معرض حديثها عن الصفات التي تكرهها في الرجل المغربي، بأنه يتمتع بشخصية متسلطة، وبأنه مهيمن ولا
يؤمن بالحوار والرأي الآخر، صعب المراس، لكنها في نفس الوقت حملت المرأة المغربية المسؤولية الكبيرة السلبيات التي تطبع شخصية الرجل، لأنه حسب قولها هناك العديد من النساء اللواتي يفضلن أن يتمتع الرجل بتلك الصفات، وبعضهن يفضل الرجل "القبيح" الذي يجيد قول كلمة 'لا' وممارسة التسلط، وتضيف أنها التقت بحكم عملها بنساء أكدن لها أن هذه النوعية من الرجال تشعرهن بالأمان والحماية، لذلك ترى بأن المرأة هي التي تصنع شخصية الرجل الذي تريد حسب احتياجاتها، لكنها بالمقابل لا تنكر قدرة المرأة الكبيرة على التأثير في الرجل إيجابا أو سلبا، وقدرتها غلى تشكيل المجتمع الذي تعيش فيه.
- الرجل المغربي "معقد"
مريم طالبة جامعية تقول إنها الأنثى الوحيدة بين ثلاثة إخوة في البيت، وأكدت أنهم يحاولون جميعا لعب دور الرجال معها، بمعنى أنهم جميعا -كيحكموا- في حالة غياب والدها عن البيت، وبسبب هذا الوضع يتحتم عليها أن تقدم تقريرا مفصلا للرجال الثلاثة عن كل تحركاتها، وبحكم التربية المغربية يحق لهم الاعتراض عما ترغب فيه، كرفضهم مثلا لفكرة خروجها مع صديقة فقط لتبقى في البيت لخدمتهم، لذلك أصبحت تكره فكرتهم الخاطئة عن الرجولة وعدم احترامهم لرغبات المرأة التي يعتقدون أنها خلقت لتطيع فقط، دون أن تكون لها حياتها الخاصة، إضافة إلى ذلك لا تحب مريم عدم تقبل بعض زملاء الدراسة فكرة تفوق تلميذة عليهم، وهو الأمر الذي يضايقها، لذلك تعترف صراحة بأنها تجد الرجل المغربي معقد من المرأة المغربية.
- مدلل واتكالي
أمينة طالبة، تكره في الرجل المغربي أنانيته المفرطة وعدم نضجه وقلة الاحترام الذي يبديه بشكل عام اتجاه النساء، كما تكره لدى بعضهم الدلال والمبالغة في الاتكال على المرأة في كل شيء بحكم التربية التي تلقوها في بيت الأهل، وخاصة من طرف الأم، ونتيجة لذلك لا يؤمنون بالحدود والقيود، ويعتقدون أن الجميع مجند لخدمتهم ولتحمل دلالهم.أمينة تكره أيضا أن ترى رجلا يبصق في الشارع رغم أن هذا التصرف بات مألوفا من طرف المغاربة في الأماكن العامة. وتضيف أن"الإحساس المتضخم بالذات هي أكبر مشكلة يعاني منها الرجل المغربي، وهي أكثر ما أكره في شخصيته، لأنه يمنح لنفسه امتيازات تجعل المرأة تحتل دائما المرتبة الثانية بعده".
كوثر خرواع
شبابيك