بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
اقوال الامام الصادق (ع) في بعض الفواكة والخضروات
يؤكد العلم أن للفواكه والخضروات تأثيراً خاصا في سير بعض الأمراض بل
أكثرها لذلك ترى أكثر الاطباء ينصح بالأكثار من أكلها خصوصاً المصابين
بالرئة والنقرس وأشباههما ، ومما لاشك فيه ان تأثير الثمار في الجسم البشري
كسواها من أنواع الغذاء ، أعني أن ذلك تابع لتركيبها الكيمياوي ونسبة
المواد الحمضية والسكرية والازوتية الموجودة فيها ، لذلك ترى أن البعض منها
هاضماً والبعض الآخر مليناً وقسماُ مدراً ورابعاً مقوياً إلى غير ذلك من
الخواص والتأثيرات في الابدان .
ثم ليعلم أن أهم ما يلحظه علم حفظ الصحة فيها ويأمر الاطباء من أجله مرضاهم
في إرشاداتهم الصحية قبل ملاحظة خواصها ومنافعها ، هو تنظيفها وغسلها مما
لصق بها من الخارج كالغبار والتراب ، وما علق بايدي الفلاحين والباعة من كل
مايحمل الجراثيم الخارجية ، فانها إذا أكلها الانسان غير مطهرة بالماء
دخلت البدن وهي حاملة لتلك الجراثيم واستوطنت المعدة ، وعند ذلك يحدث ما
كان يحذر منه من فتك الميكروب في الجسم ، ولأجل ذلك ترى الاطباء والمعالجين
لازالوا ينصحون مرضاهم ومن استشارهم بغسل كل فاكهة قبل أكلها ويحذروهم من
أكلها قبل الغسل .
وقد أمر الإمام الصادق «ع» بذلك قبل ان يدرك الطب ذلك ، وقبل ان يلتفت اليه كل معالج او طبيب ، حيث يقول :
إن لكل ثمرة سماً فاذا أتيتم بها فامسوها بالماء ، واغمسوها فيه ((طب الائمة : وكشف الأخطار وغيرهما ))
قال الامام«ع»: العنب [ الزبيب الطائفي خ ل ] يشد العصب ويذهب النصب ويطيب النفس (1) .
وقال«ع» : شكا نبي من الانبياء إلى الله تعالى الغم ، فأمره بأكل العنب ،
وفي لفظ أن نوحاً شكا إلى الله الغم فأوحى إليه أن كل العنب (2) .
وقال الاطباء : إن للعنب فعلاً ثلاثياً ، فهو مسهل المعدة ، ومنق للدم ومغذ
للبدن ، وعصيره مجدد للقوى ومنبه للدورة الدموية ومفيد للتخمرات المعدية ،
ونافع في مداواة الكبد والكليتين ، ويشفي من داء الحميات ، وإن المداواة
به تفيد في الدسيبيسيا ( سوء الهاضمة ) والنقرس وأمراض القلب والصفراء
والريح والبواسير ، ويخفف من وطأة السل والسرطان .
وتقول علماء الطب الكيمياوي : إنه ينشط عصارة الببسين في المعدة وينفع
الطحال واحتقان النخاع ، وفيه شيء من الارسنيك ( مستحضر من سم الغاز ) به
يجمل الوجه والبشرة ، وعلى هذا قد يفيد المصابين بالزهري ( السفليس ) والسل
والسرطان ، كما انه يحتوي على فيتامين ( أي ـ بي ـ سي ) .
أقول : فتأمل كلمات الامام عليه السلام على اختصارها كيف تشير إلى أكثر هذه
المنافع التي أدركها الاطباء ، فان شد العصب وذهاب النصب وطيب النفس ماهي
إلاّ نتاج أكثرها