كشف السفير محمد منيسي المساعد
السابق لوزير الخارجية وسفير مصر السابق في قطر عن أسرار مثيرة تتعلق
بتوجه قناة الجزيرة، مؤكداً أن هذه القناة علي علاقة وثيقة بإسرائيل.
يقول السفير «محمد منيسي»: إن
قناة «الجزيرة» منذ بدايتها وهي تحاول كسب تأييد المشاهد لذا فهي دائماً
ما تبحث عن دولة كبيرة ذات سيادة ومكانة رفيعة لمهاجمتها وللأسف وجدت
ضالتها في مصر التي تشن عليها هجوماً حاداً من خلال اساليب الاعلام الموجه
لأهداف وأغراض سيئة خاصة ان الجزيرة تتمتع بكل مقومات الاعلام المأجور.
ويضيف
«منيسي»: لقد عاصرت نشأتها في عام 1995، كنت سفيراً لمصر بقطر في تلك
الفترة وتابعت من خلال موقعي اجراءات واتفاقيات إنشائها، حيث تم ذلك
بالاتفاق مع الحكومة الأمريكية لتكون بديلاً لقناة «CNN» الإخبارية في
أعقاب حرب الخليج الثانية وتم اختيار موقعها علي بعد أمتار من قاعدة
«العديد» الأمريكية العسكرية التي خرجت منها القوات الأمريكية لاحتلال
العراق بعد تحرير الكويت، وهي الحرب التي أبرزت قوة تأثير قناة «CNN» علي
الرأي العام في الشرق الأوسط لكن التحليلات وقتها أظهرت ان القناة تواجه
عقبتين في التأثير علي الرأي العام العربي أولهما أنها بالإنجليزية وهي
بذلك تخاطب مجموعة صغيرة من العرب وثانيهماً أن بثها العربي تعرض للتشفير
بعد اجرائها لحوار مع احد المنشقين السعوديين في تلك الفترة، وهو ما رفضته دولة السعودية
وألغت بثها، كما كشفت أبحاثها عن ان المتلقي العربي يأخذ كل ما تبثه
القنوات الخارجية الأجنبية بحذر، وهو ما دفعهم لإنشاء هذه القناة وكانت أولي محاولاتهم أن تبث من دولة البحرين لكنها رفضت بعد اكتشاف ان وراء انشائها أمريكا وإسرائيل، وقبلت قطر
وعرضت أمريكا وإسرائيل إنشاء القناة كبديل عن «CNN». والغريب أن الذي كشف
عن المشروع وقتها ان وزارة الإعلام القطرية كانت قد انتهت بالفعل من
انشاء أول محطة فضائية قطرية لها وتوجه وفد المحطة للقاهرة لاختيار العناصر
التي ستعمل بها بعد انتهاء الفنيين المصريين من تأسيسها الا انه فجأة
ودون سابق انذار تم الغاء وزارة الإعلام في الفترة مابين نهاية 1995
وبدايات 1996. وظهرت هناك حركات كانت محل تساؤل كبير حيث
تم وقتها فتح مكتب تجاري اسرائيلي في الدوحة ولاعتراض المواطنين القطريين
علي تأجير مقر له تم حجز جناح في فندق «شيراتون الدوحة» ليكون مقراً له
والأغرب من ذلك وقتها هو رئاسة «سامي رافئيل
في الخفاء للقناة وهو الاسرائيلي الذي تخرج من كلية الإعلام ولم يدرس
شيئاً سوي فنون البث والاخراج الاعلامي وكان هذا أول مؤشر للتعاون مع
اسرائيل في هذه القناة تحت قيادته.
ثم اختارت قيادات محطة الجزيرة مجموعة من الشباب العربي وارسلوها للتدريب في مكاتب «BBC» بلندن لكنهم وبعد انتهاء فترة التدريب وعودتهم ابلغوا بأنهم سيقضون اسبوعين أو عشرة أيام في اسرائيل كرحلة ترفيهية وهو ما اعترض عليه شاب مصري وتخلي عن عمله بها،
وكانت المفاجأة أنهم أخذوا للقناة الإسرائيلية التي تعمل في البث العربي
وألحقوهم لاستكمال تدريبهم هناك في القسم الناطق بالعربية في القناة
الإسرائيلية، ثم عادوا بعدها لقطر لتبدأ القناة في بثها من هناك بعد
تجهيزها بأعلي الإمكانيات الاعلامية والاستوديوهات الاذاعية، وشهدت
هذه الفترة العديد من الزيارات السرية غير المعلنة بين وزير الخارجية
القطري والعديد من القيادات السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية. ثم بدأت قناة الـ«BBC» في نقل كوادرها ذات الأصل العربي للعمل في هذه القناة وعلي رأسهم «سامي حداد» وهومطلوب في العديد من القضايا ومقيم في لندن تحت الحماية ويبث برنامجه من هناك ومتزوج من سيدة إسرائيلية، أما «فيصل القاسم» فهو درزي من الجولان ومن عائلة موالية لاسرائيل
وله موقف معلن وقتها يتمثل فيما تحدث به عن مستقبل حياته وحياة عائلته
مؤكداً أنه اذا خرجت اسرائيل من الجولان فان لديه اقامات مجهزة له
وللعائلة للاقامة في اسرائيل وتوفير الوظائف والحياة الكريمة له ولعائلته
عن طريق ضمانات حصل عليها من قيادات اسرائيلية كبيرة.
ويشير «منيسي»
الي أن هناك اتفاقا واضحا بين القناة والجانب الأمريكي علي افتعال
مسلسلات خلافية بين ماتبثه القناة والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط
حتي لا تُكشف القناة عند المتلقي العربي وتم وضع خطة لذلك في كيفية تناول
الموضوعات وما سيتم التركيز عليه وما يجب عدم المساس به.
ومن أبرز ما حدث ويؤكد ذلك تسجيلات «أسامة بن لادن» المشبوهة التي أذيعت قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية والتي ركزت علي الهجمات الارهابية للاسلاميين علي الولايات المتحدة، وهو ما دفع المواطن الأمريكي لانتخاب «بوش الابن» لولاية ثانية في أمريكا.
وأضاف
«منيسي» ان الاتفاق بين قيادات القناة والأمريكان والإسرائيليين تركز علي
ابراز القضايا التي تمس الحريات في الشرق الأوسط وبث المؤتمرات والندوات
المناهضة للحكومات العربية التي يتزعمها المنشقون، كما كان لاحساس دولة
قطر بعقدة الحجم وطموح وزير خارجيتها دور كبير في تأسيس هذه القناة
المشبوهة.
المصدر :
جريدة الوطني اليوم
جريدة الحياه