القوى السلفيّة :بعد سورية معركتنا مع حزب الله تُحسم خلال أسابيع فقط
النخيل-"لم يعد إمامنا سوى الانتظار" بهذه الكلمات تحاول القوى السلفية
تخفيف الاحتقان المذهبي السائد في صفوف عناصرها، أيضاً تسود بلبلة وامتعاض
وقلق في صفوف هذه القوى من الأخبار التي تصلهم بين الحين والآخر عن وضع ما
يسمى "الجيش الحر" الذي يعلقون عليه آمالاً كبيرة من احتمالات فشله في
تحقيق أهدافه وأنه من الممكن ألا يكتب له النجاح فيطرحون سؤالاً أساسياً:
"ما العمل في مثل هذه الحالة؟!..".
لم يعد أمام القوى السلفية في طرابلس إلا الوعود والانتظار، وعود
اقتنعوا وأقنعوا بها عناصرهم أن معركتهم مع حزب الله باتت قاب قوسين أو
أدنى، حيث راحوا يسرون في مجالسهم الخاصة أن معركة "الجيش الحر" لن تكون
الأخيرة في سورية بل إن زحفاً أكيداً إلى ضاحية لبنان، وأن معركتهم مع حزب
الله هي التي تحدد الخارطة السياسية للقوى الإسلامية على امتداد البحر
المتوسط.
فقد كشفت مصادر سلفية أن ما تشهده طرابلس من فلتان أمني، لا يعني القوى
السلفية من قريب أو بعيد، وأن دخولهم على خط المواجهات مع المجموعات
المسلحة التي ظهرت في شوارع طرابلس إثر جريمة اغتيال وسام الحسن قد يحصل في
حالة واحدة هي إذا تم الاعتداء عليهم، حينها سيكون الرد قاسياً، لكن ـ
تقول المصادر- "طالما هذه المجموعات بعيدة عن مقراتنا ومساجدنا، ولا تفرض
علينا الخوة كما تفعل مع تجار المدينة، فنحن لنا معسكرنا، وهؤلاء لهم
معسكرهم" كاشفاً المصدر نفسه، أن هذه المجموعات غير المنضبطة ستعود إلى
أوكارها بمجرد إعلان انتصار "الجيش الحر" على النظام في سورية، من المحتمل
دخول عناصر "الجيش الحر" إلى عاصمة الشمال لفرض الأمن، وأن مدة إقامة
"الجيش الحر" لن تطول، لأن محطة أخرى لهم ستكون في الضاحية الجنوبية".
ويشير المصدر إلى أن القوى السلفية ترى لو أن حزب الله يحذو حذوها ويدعو
إلى التقارب ما بين الإسلاميين يوفر عليهم الكأس المر، لأنه برأيهم بعد
فشل محاولات كل التقارب بينهم، باتت القوى السلفية في وضع حرج، حيث لم يعد
بإمكانها الوقوف في وجه "الجيش الحر" ومنعه من حرب طاحنة مع حزب الله، وأكد
المصدر لو أن علاقتنا أخوية مع حزب الله واستجاب لمطالبنا والتي تتجلى
بنزع سلاحه وتسليمه إلى الدولة والنأي بنفسه عن دعم النظام في سورية لكنا
وقفنا في وجه "الجيش الحر" ومنعناه من الزحف باتجاه حزب الله، لكن هذه
الحجة لا نملكها، حجة أننا لبنانيون ولا نسمح للغريب في الدخول بيننا، لكن
حزب الله مصر على علاقته مع إيران وعلى دعمه النظام في سورية، لذلك نتوقع
ألا تستغرق معركة "الجيش الحر" مع حزب الله سوى أسابيع، لأن قوة هذا الجيش
هي أضعاف ما كان يسمّى الجيش النظامي في سورية، حسب قوله، وأن قوة النظام
في سورية أضعاف حزب الله، لذلك لن تكون المعركة مع حزب الله طويلة الأمد".
ويقول المصدر: "إنه بعد عملية تطهير ساحل لبنان من عناصر حزب الله، لن
يكون هناك قوى أخرى معرقلة للمشروع الإسلامي، أي إعلان الإمارة الإسلامية،
والتي تمتد من بيروت حتى دمشق عاصمة الأمويين.
النخيل