قوة جاذبية الإمام علي عليه السلام

قوة جاذبية الإمام علي عليه السلام

قوة جاذبية الإمام علي عليه السلام
الشهيد مرتضى المطهري
الجواذب القوية

جاء في مقدمة الجزء الأوّل من "خاتم الأنبياء" وبشأن "الرسالات" ما يلي: "إنّ الرسالات الّتي ظهرت بين الناس لم تكن على منوال واحد، كما لم يكن شعاع تأثيرها متساوياً. بعض الدعوات والأنظمة الفكرية كان ذا بعد واحد، تقدم باتجاه واحد، وقد عم في بداية ظهوره شرائح واسعة من الناس ويتبعه الملايين منهم. ولكن ما أن انتهى زمانه حتّى طوي بساط وجوده وأُسلم إلى النسيان. وبعض آخر كان ذا بعدين، بعث شعاعه إلى اتجاهين، وشمل طبقات واسعة من الناس وتقدم في عصور عديدة، ولم يقتصر على البعد المكاني بل تعداه إلى البعد الزماني أيضاً. وثمة دعوة تقدمت في اتجاهات مختلفة، وضمت جماعات من البشر واسعة تحت نفوذها، بحيث أننا نرى آثارها في كلّ قارة من القارات، وكان لها بعد زماني أيضاً، أي إنّها لم تكن خاصة بزمان وعصر معينين، بل حكمت بكلّ اقتدار خلال قرون طويلة، وتعمقت جذورها في دخائل النفوس واستولت على ضمائر الناس وهيمنت على قلوبهم وأمسكت بزمام مشاعرهم. إنّ دعوات كهذه هي الدعوات ذوات الأبعاد الثلاثة الّتي اضطلع بها الأنبياء. فأين يمكن العثور على مدرسة فكرية وفلسفية استطاعت مثل الأديان العظيمة أن تحكم ملايين الناس مدة ثلاثين قرناً أو عشرين قرناً أو أربعة عشر قرناً كحد أدنى، وأن تستولي على جماع مشاعر أتباعها وما في أعماقهم؟".

في الحقيقة، عليّ(عليه السلام) أشبه بقوانين الفطرة الّتي تظل خالية أبداً. إنّه منبع فياض لا ينضب، بل يزداد فيضه على مر الأيام. وهو كما يقول عنه جبران خليل جبران: "شخصية ولدت قبل زمانها".
بعض الناس يصل إلى مركز القيادة في زمانه، وبعض يستمر في قيادته قليلا بعد زمانه حتّى ينساه الناس، أمّا عليّ(عليه السلام)، وبعض آخرون من الناس، فهم من الهداة والقادة دائماً وأبداً.

السلام على رسول الله وعلى وصيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب 

                                    بارك الله فيك اختي العزيزة قطيفيه وجزاك الله كل خير تحياتي لك