اليماني هل هو من العراق ام من اليمن هوية اليماني
لقد تظافرت الروايات –١٨ رواية تقريباً- على وصف هذا الشخص بانه (يماني) بل صرحت اربع او خمس روايات بانه من اليمن، كما في رواية كمال الدين للشيخ الصدوق ص٣٣٠ ح١٦، حيث صرح فيها الامام الصادق عليه السلام بقوله: (... وخروج السفياني من الشام واليماني من اليمن...).
وحتى لو ناقش احد في سند الروايات المصّرحة بكونه من اليمن، لكن يبقى عندنا ان المتبادر من وصف شخص بانه يماني هو انه ينتسب الى اليمن، كما في وصف بعض الاشياء بذلك، فلو قلت (حجر يماني) لا تصرف الى اليمن، ولو قلت (حبرة يمانية) لانصرفت كذلك، وهكذا لو قلت (الركن اليماني) تبادر الى ذهنك ذلك الركن من الكعبة الذي يكون باتجاه بلاد اليمن.
فقد جاء في كتاب امالي الشيخ الصدوق ص٦٦١ تحت رقم (١٣٧٥/ ١٩) عن هشام عن الامام الصادق عليه السلام قال: لمّا خرج طالب الحق، قيل لأبي عبد الله عليه السلام: نرجو ان يكون هذا اليماني؟ فقال: لا، اليماني يوالي علياً عليه السلام وهذا يبرأ.
فتجد الامام الصادق عليه السلام لم ينف اليمانية عن هذا المسمى (الطالب للحق) من جهة انه خرج من اليمن لا من العراق ، بل نفاها من جهة عدم موالاته لامير المؤمنين عليه السلام، ولو كان ثمة جهة اخرى لكان مناسباً للامام عليه السلام ان يبينها.
فيظهر من هذا ان كون اليماني من اليمن هو من الواضحات في الذهنية الشيعية عموماً آنذاك أي في عصر الامام عليه السلام، وسكوت الامام عليه السلام عن ذلك اقرار منه بصحة هذا الفهم في الذهنية العامة.