رسالة السيدة العذراء في عيد انتقال السيدة العذراء
أحد أكبر الأعياد في الكنيسة :"عيد انتقال السيدة العذراء"، بدأ أواخر القرن الخامس في القدس، ليعممه القديس غريغوار أسقف تور في فرنسا... ومنذ منتصف القرن السادس عيّدت البطريركيات الأنطاكية هذه المناسبة لينتقل العيد إلى الغرب... وبعد حقبات عدة أصبح عيد انتقال "سيدة العذراء" يحتفل به في 15 آب من كل عام...
وهذه المناسبة "انتقال السيدة العذراء" دعوة للنظر إلى السماء بانتقالها بالنفس والجسد... فتشكل عقيدة حقيقة إيمانية راسخة عند كل مؤمن بالكنيسة المسيحية... وتستند عقيدة انتقال السيدة العذراء بجسدها إلى السماء على ثلاث نقاط : إيمان الأجيال المسيحية، الحج اللاهوتي، والكنيسة الجامعة.
وقد ميّزت الكنيسة بين صعود يسوع وانتقال السيدة العذراء، فالصعود خاص بالسيد المسيح وانتقال السيدة العذراء يعني أن الله رفعها إلى السماء بنفسها وجسدها، ولم يمضِ وقت على قيامتها المجيدة.
وأعلن البابا بيوس الثاني عشر عقيدة انتقال السيدة العذراء وميَّز بين الموت وفساد القبر، فقال: "إن السيد المسيح انتصر على الخطيئة والموت" وهكذا "فإن الذي تجدّد روحيًا بسر العماد ينتصر بالمسيح لكن الله لا يمنح الأبرار كمال الانتصار على الموت إلاّ بعد نهاية العالم. ولذلك تتعرّض أجسادهم بعد الموت للانحلال ولا تعود إلى الاتحّاد بنفوسها الخاصة إلاّ في نهاية العالم. ومع ذلك فقد شاء الله أن يُنحّي البتول من هذه القاعدة العامة. بفضل إنعام خاص انتصرت السيدة العذراء على الخطيئة حيث وُجدت بريئة من الدنس وبالتالي لم تخضع لشريعة الفناء وفساد القبر."
وها هي السيدة العذراء تبعث برسالة لأطفال بلدة فاطمة في 13 حزيران العام 1917: " كل من يتعبد لقلبي الطاهر يصبح أشبه بزهرة تزين عرش الله"... وقد قال القديس أنسلمس:" من كان عبداً لن يدركه الهلاك أبداً... كما أنه من المستحيل أن يخلص أحد بدون عبادة مريم وحمايتها ، هكذا من المستحيل أن يهلك أحد إذا سلّم ذاته الى الطوباوية مريم العذراء ونظرت إليه نظرة حب"...
ومنذ الليلة ستعم العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية كافة بالقداديس والصلوات في مناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء فتحمل الشموع وتقام الزياحات في شوارع البلدات متضرعين الى العذراء مريم لكي تباركهم بشفاعتها وقارعين أجراس الكنائس.
ففي بعبدا ستقام القداديس في كنائس السيدة المنتشرة في القضاء، وستعم القداديس والصلوات معظم قرى وبلدات قضاء عاليه والمتن الأعلى، كما ستحتفل
منطقة الشوف بعيد انتقال السيدة العذراء، كذلك سيقام في المناسبة قداس احتفالي في كنيسة سيدة النياح في مدينة عاليه، وفي منطقة جزين في كفرحونة سيحتفل أهل البلدة بالعيد، وفي حاصبيا سيشارك المؤمنين بالذبيحة الإلهية في كنيسة السيدة وتنورين ستزخر بالقداس الإلهي أيضاً، وفقرا وحراجل ومختلف المناطق اللبنانية ...
ومع كل ذلك يجب أن لا ننسى جوهر هذا الإحتفال، وهو زيارة " قدس الأقداس" والتضرع الى والدة الإله مريم... مدركين تماماً أن " الأسهم النارية" والمظاهر الخارجية بعيدة كل البعد عن المفهوم الديني والإيماني...
تحية طيبة