في دلالة على رضوخه لضغوط امريكية .. العراق يواصل تفتيش الطائرات الايرانية رغم احتجاجات طهران
استجابة للضغوط امريكية ورضوخا لطلبات مباشرة تقدم بها وزير الخارجية الامريكي " جون كيري " للحكومة العراقية اثناء زيارته الاخيرة لبغداد بتفتيش الطائرات الايرانية العابرة لاجواء العراق في طريقها لسوريا ، ارغمت السلطات العراقية مساء يوم امس الاربعاء ، طائرة شحن ايرانية كانت متجهة الى سورية على الهبوط بهدف تفتيشها، وذلك للمرة الثالثة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية مهمانبرست ، قد اعلن يوم امس الاول عن احتجاج بلاده على قيام السلطات العراقية تفتيش طائرة ايرانية بعدما طلبت منها الهبوط وقامت بتفتيشها ولم تكن حاملة لاية اسلحة او ادوات محظورة على متنها ، وقال ان بلاده ترفض التصرف العراقي بالتعرض لطائراتها واعتبر عملها انتهاكا للاتفاقات المعقودة بين الجانبين .
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه "تم تفتيش طائرة ايرانية متجهة من ايران الى دمشق عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي". بدوره اكد رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر "استجابة الطائرة الايرانية لأوامر الهبوط التي اصدرتها سلطاته"، موضحا ان "الطائرة من طراز جامبو 747 وهي ثالث طائرة يتم تفتيشها خلال الايام الثلاثة الماضية".، واضاف ان "كوادر التفتيش لم يعثروا على اي محظورات، وتم السماح للطائرة بمواصلة الرحلة الى دمشق".
وكانت السلطات العراقية قد اجبرت يومي الاثنين والثلاثاء طائرتي شحن ايرانيتين كانتا متجهتين الى دمشق على الهبوط في مطار بغداد للتحقق من شحنتهما، لكن تبين انهما لا تحملان سوى مواد طبية وانسانية. واحتجت ايران رسميا لدى العراق على اول عملية تفتيش، كما افاد الثلاثاء المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست، الذي اعتبر ان "هذا العمل غير المقبول الذي قام به العراق لتفتيش طائرة شحن تابعة لنا يظهر مجددا ان هذه الاتهامات لا اساس لها". واعلنت السلطات العراقية في 30 اذار/مارس انها ستشدد عمليات التفتيش للرحلات الجوية الايرانية المتوجهة الى سورية. وتتهم واشنطن بغداد بغض النظر عن قيام ايران بارسال تجهيزات عسكرية الى سورية على متن رحلات مدنية عبر المجال الجوي العراقي بهدف دعم السلطات في دمشق، فيما تقول طهران انها امدادات انسانية فقط.
ويرى مراقبون ان العراق فيما يبدو ينفذ اوامر امريكية صارمة وليس مجرد طلبات امريكية بتفتيش الطائرات الايرانية العابرة لاجواء ايران ، وان قيامه تفتيش ثلاث طائرات ايرانية في ثلاثة ايام متتالية بالرغم من عدم وجود محظورات في الطائرة الاولى والثانية وح الثالثه ، يدلل على ان حكومة المالكي راغبة في اظهار تنفيذه للطلبات الامريكية وان كانت فيها اساءة للعلاقات بين البلدين وتجاوزا على دولة وصديقة لها وذلك بهدف ارضاء الادارة الامربكية ، وهذه الخطوات العراقية حسب المراقبين تؤكد وجود مسؤولين في حكومة المالكي يهمهم تنفيذ رغبات وطلبات الامريكيين في العراق مثل وزير الخارجية هوشيار زيباري ومستشارين مقربين للمالكي,
وتاتي صرامة الموقف العراقي في تفتيش الطائرات الايرانية ، فيما الدول الحليفة لامريكا في البلدان المجاورة ، تسمح للطائرات القطرية والتركية والسعودية ويقية الطائرات الاجنبية الناقلة للسلاح الى الجماعات المسلحة والتي تهبط في مطارات تركيا والاردن دون ان تقوم باجبارها على الهبوط في مطاراتها ودون ان تقوم بتفتيشها .
والجدير ذكره ان طائرات قطرية وتركية تمر في اجواء العراق لم يقم العراق باجبار طائرة واحدة على الهبوط في مطاراته لتفتيشها كما يفعل العراق الان مع الطائرات الايرانية .؟!
المصدر : وكالات + نهرين نت